مقالات اخري بواسطة youssef Ramadan
غزوة الاحزاب (الخندق) 🤍

غزوة الاحزاب (الخندق) 🤍

0 المراجعات

 

 

---

غزوة الأحزاب: معركة الصمود التي غيّرت مسار التاريخ

في سجل المعارك الإسلامية، تظل غزوة الأحزاب، أو كما تُعرف بـ غزوة الخندق، من أعظم محطات الصمود والتخطيط الذكي. لم تكن مجرد مواجهة عسكرية، بل اختبارًا قاسيًا للإيمان والوحدة، حيث تحالفت قوى متعددة بهدف واحد: القضاء على الإسلام قبل أن يشتد عوده.

شرارة الغزوة

وقعت أحداث هذه الغزوة في شهر شوال من السنة الخامسة للهجرة. بعد أن ذاق المشركون طعم النصر الجزئي في غزوة أُحد، ازداد حقدهم على المسلمين. قريش، بقيادة أبي سفيان، بدأت بحشد الحلفاء من القبائل الكبرى مثل غطفان وبني أسد وبني سليم، وانضم إليهم يهود بني النضير الذين أُخرجوا من المدينة بعد خيانتهم. بلغ عدد قواتهم حوالي عشرة آلاف مقاتل، وهو أكبر جيش شهدته الجزيرة العربية آنذاك.

خطة الدفاع العبقرية

عندما وصلت الأنباء إلى النبي ﷺ، دعا أصحابه للشورى. وهنا جاءت فكرة سلمان الفارسي، الذي اقترح حفر خندق حول الجهة الشمالية للمدينة، وهي الجهة الوحيدة غير المحصنة طبيعياً. كانت هذه الفكرة غريبة على العرب، لكنها كانت معروفة في بلاد فارس. لم يتردد المسلمون في التنفيذ، وشارك النبي ﷺ بنفسه في الحفر، يشد أزرهم بكلماته، رغم شدة البرد والجوع.

الحصار والاختبار

وصل جيش الأحزاب، لكنهم فوجئوا بالخندق الذي أوقف تقدمهم. حاولوا اقتحامه بعدة محاولات فاشلة، من أبرزها محاولة عمرو بن عبد ود العامري الذي قُتل في مبارزة مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه. استمر الحصار قرابة شهر، عاش فيه المسلمون على حافة الخطر، بينما كانوا يراقبون تحركات العدو ليلًا ونهارًا.

موقف المؤمنين والمنافقين

المؤمنون كانوا يزدادون ثباتًا مع كل تهديد، معتبرين أن وعد الله بالنصر قادم.

أما المنافقون، فقد بدؤوا يثبطون الهمم، ويقولون: "ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورًا"، وبعضهم حاول الانسحاب بحجج واهية.

خيانة بني قريظة

وسط هذا الوضع العصيب، حاول يهود بني قريظة خيانة المسلمين، بفتح جبهة جديدة من الداخل. لكن النبي ﷺ أرسل الصحابي سعد بن معاذ وسعد بن عبادة للتأكد من الأمر، ثم تعامل بحكمة حتى لا تنكشف المدينة. كانت هذه الخيانة أخطر ما واجهه المسلمون في تلك الغزوة، لكنها لم تحقق أهدافها.

تدخل السماء

وبينما كانت معنويات المسلمين صامدة والعدو في تراجع نفسي، أرسل الله ريحًا قوية قلبت خيام الأحزاب وأطفأت نيرانهم، وألقت الرعب في قلوبهم، فانسحبوا دون قتال حاسم.

إستراتيجة المسلمين في توزيع الحراسة

النبي ﷺ قسم الصحابة إلى مجموعات حراسة على طول الخندق، بحيث لا يترك أي ثغرة.

بعض الصحابة لم يتمكنوا من أداء صلاة العصر في وقتها بسبب انشغالهم في صد الهجمات المفاجئة.

 

 بعد انسحاب الأحزاب

بعد فشل الحصار، لم يمض وقت طويل حتى توجه النبي ﷺ مباشرة إلى حصار بني قريظة، لمعاقبتهم على خيانتهم أثناء المعركة.

هذا القرار كان حاسمًا في تأمين المدينة من أي تهديد داخلي في المستقبل.

 

الدروس والعبر

  • التخطيط والشورى أساس النصر: لم تكن القوة وحدها كافية، بل كان التفكير الجماعي والابتكار هما السلاح الحقيقي.
  • الابتكار يغير المعادلات: فكرة الخندق حوّلت ميزان القوى.
  • الصبر في الأزمات: الحصار الطويل كان اختبارًا قاسيًا، لكن الثبات جلب النصر.
  • التوكل على الله بعد الأخذ بالأسباب: المسلمون أعدّوا ما استطاعوا، والباقي كان بتوفيق الله. 

 

 

 غزوة الأحزاب لم تكن مجرد حدث عابر، بل لحظة فارقة رسخت أن الإيمان الصادق والتخطيط المحكم قادران على قلب الموازين، مهما كان حجم التحديات.

وفي هذه الغزوة كان اختبار لقوة ايمان المؤمنين وصبرهم فنصرهم الله دون قتال مع الكفار.

 

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

2

متابعهم

2

متابعهم

1

مقالات مشابة