الخنساء من شاعرة الرثاء..... إلى أم المجاهدين

الخنساء من شاعرة الرثاء..... إلى أم المجاهدين

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

الخنساء.. من شاعرة الرثاء إلي أم المجاهدين في الإسلام 🤍

من هي الخنساء؟

اسمها الحقيقي تماضر بنت عمرو بن الحارث السلمية، من قبيلة بني سليم. عاشت في الجاهلية حياة مليئة بالأحداث، وفقدت أخويها صخر ومعاوية، فأصبحت شاعرة رثاء من الطراز الأول.

لمع نجمها بين شعراء العرب حتى قيل عنها: “لم تُسمع امرأة أشعر من الخنساء.”

الخنساء 🌹 سُمِّيت بهذا الاسم لأن أنفها كان قصيرًا مُقبَبًا (زي ما العرب يقولوا: فيه خَنس)، والخَنس في اللغة هو تقوّس طرف الأنف ودقته، وده كان سِمة في ملامحها.

👩‍🦱 اسمها الحقيقي تماضر بنت عمرو السلمية، لكن لقب الخنساء هو اللي اشتهرت بيه لدرجة إن أغلب الناس ما يعرفوش اسمها الأصلي.

الخنساء في الجاهلية …دموع لا تجف

في العصر الجاهلي، كانت الخنساء رمزًا للحزن. فقد كان أخوها صخر سندها وحاميها، وعندما قُتل، صارت تبكيه ليل نهار. من أشهر أبياتها:

أ عيني جُودَا ولا تَجمُدا *** ألا تبكِيانِ لصخرِ الندى؟

ألا تبكِيان الجَميلَ الجَريءَ *** ألا تبكِيان الفَتى السَّيدا؟

كانت تبكيه في المحافل والنوادي، حتى صار اسمها مقترنًا بالرثاء، وأصبح شعرها مدرسة يتعلم منها الشعراء.

---إسلام الخنساء ..نقطة تحول 🤍

دخلت الخنساء الإسلام في العام السابع للهجرة تقريبًا، مع وفد بني سليم، والتقت برسول الله ﷺ. كان النبي يسمع شعرها ويستحسنه، ويبتسم إعجابًا بصدق عاطفتها.

لكن الإسلام لم يلغِ مشاعرها، بل هذّبها، فبدل أن تكون دموعها جرحًا لا يندمل، أصبحت عاطفة راضية بقضاء الله

الخنساء في زمن الخلفاء 

عاشت الخنساء في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ثم عمر بن الخطاب رضي الله عنه. كان الصحابة يعرفون مكانتها ويقدرون شعرها، لكنها اشتهرت أكثر بموقفها العظيم في معركة القادسية عام 14هـ.

القادسية…وأم المجاهدين🤍🌎

شاركت الخنساء في القادسية ومعها أبناؤها الأربعة. قبيل القتال جمعتهم وقالت خطبة مشهورة فيها:

“يا بَني، إنكم أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين، والله الذي لا إله إلا هو إنكم لبنو رجل واحد كما أنكم بنو امرأة واحدة، ما خنت أباكم ولا فضحت خالكم... فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها، فتيمموا وطيسها، وجالدوا رئيسها، تُنالوا الكرامة في دار الخلود.”

قاتل أبناؤها قتال الأبطال حتى استشهدوا جميعًا. ولمّا بلغها الخبر، قالت بكل يقين:

 “الحمد لله الذي شرّفني بقتلهم في سبيله، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته.

شعرها بعد الإسلام

تأثرت قصائدها بروح الإسلام، فصارت تحمل معاني الصبر والثبات. ومن أبياتها بعد الإسلام:

وإن صخرًا لتأتم الهداةُ به *** كأنه عَلَمٌ في رأسه نارُ

نعم الفتى صخرٌ، حرٌّ تُحاذره *** وسط الرجال إذا ما نُوهدَ الشَّررُ

أصبح شعرها يجمع بين رقة المشاعر وقوة الإيمان، مما جعله مزيجًا فريدًا بين الأدب والعقيدة.

وفاة الخنساء😭😥

توفيت الخنساء في العام 24هـ تقريبًا في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه. رحلت بعد أن تركت للأمة الإسلامية إرثًا يجمع بين روائع الشعر ومواقف البطولة والصبر.

ماذا نتعلم من سيرة الخنساء؟!

1. قوة الإيمان: الإسلام غيّرها من امرأة كثيرة البكاء إلى أم ثابتة راضية.

 

2. المرأة شريكة في صناعة التاريخ: لم تكن على الهامش، بل صارت قدوة للأجيال.

 

3. التربية الصالحة أساس البطولة: أبناؤها الأربعة دليل على غرسها الإيماني.

 

4. الشعر رسالة خالدة: وصل شعرها من الجاهلية حتى يومنا هذا، دالًا على قوة الكلمة الصادقة.

 

5. الصبر مدرسة عملية: الخنساء مثال حيّ على أن الصبر عند الصدمة الأولى هو أعظم مراتب الإيمان.

إرث الخنساء

الخنساء اليوم تُذكر في كتب الأدب والتاريخ معًا:

في الأدب كأعظم شاعرات العرب.

وفي التاريخ كأم مجاهدة قدّمت أبناءها في سبيل الله.

 

إرثها شاهد على أن الإسلام لا يلغي شخصية المرأة، بل يمنحها القوة والكرامة والخلود.

✍️ خلاصة 

الخنساء ليست مجرد شاعرة، بل امرأة ملهمة انتقلت من لوعة الحزن في الجاهلية إلى قمة الصبر والجهاد في الإسلام. قصتها درس خالد في أن الإيمان يمكن أن يحوّل الدموع إلى بطولة، واليأس إلى يقين، والفقد إلى أمل بالجنة.

image about الخنساء من شاعرة الرثاء..... إلى أم المجاهدين

الكلمات المفتاحية (Keywords)

الخنساء، تماضر بنت عمرو، شعر الرثاء، أم المجاهدين، الخنساء في الإسلام، معركة القادسية، صبر الخنساء، شعر الخنساء قبل الإسلام، شعر الخنساء بعد الإسلام، شاعرات العرب، نساء في الإسلام، وفاة الخنساء، تاريخ الأدب العربي.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

2

متابعهم

8

متابعهم

7

مقالات مشابة
-