طلحة بن عبيد الله: فارس الإسلام وسخيّ العطاء

طلحة بن عبيد الله: فارس الإسلام وسخيّ العطاء

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

طلحة بن عبيد الله

يُعد الصحابي طلحة بن عبيد الله واحدًا من العشرة المبشرين بالجنة، وأحد أعمدة الدعوة الإسلامية في بداياتها. جمع بين الشجاعة في ميادين القتال والكرم في ميادين العطاء، حتى أصبح رمزًا للتضحية والفداء.

نسبه وإسلامه

وُلد طلحة بن عبيد الله في مكة المكرمة لأسرة قريشية عريقة. كان من أوائل من أسلموا على يد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، فتحمل الأذى من قريش بثبات، وأعلن إيمانه دون خوف.

مواقفه مع الرسول ﷺ

كان طلحة من الصحابة الأقرب لرسول الله ﷺ، وكان دائم التضحية بنفسه في سبيله، ومن أبرز مواقفه:

غزوة بدر (2 هـ): كان في تجارة خارج المدينة أثناء المعركة، لكن النبي ﷺ أعطاه سهمًا من الغنائم وأجر المشاركة، تقديرًا لإخلاصه.

غزوة أُحد (3 هـ): يومًا من أعظم أيام طلحة، إذ وقف بجانب النبي ﷺ حين تفرق الصحابة عنه، وجعل جسده درعًا لحماية الرسول. أُصيب بأكثر من سبعين جرحًا، وشُلّت يده من كثرة ما تلقى من الضربات. قال عنه أبو بكر رضي الله عنه: "ذاك يوم طلحة كله".

غزوة الخندق (5 هـ): كان في صفوف المسلمين يواجه الأحزاب التي اجتمعت ضد المدينة، وثبت بثبات المؤمنين، وكان من أشد المقاتلين.

صلح الحديبية (6 هـ): شارك في بيعة الرضوان تحت الشجرة، وهي البيعة التي مدحها الله في القرآن، فكان من أهلها المخلصين.

غزوة حنين وفتح مكة (8 هـ): حضر مع النبي ﷺ في الفتح العظيم وشارك في المعارك، وكان من القادة الذين يرفعون راية الإسلام.

ألقابه وصفاته

لقبه الرسول ﷺ بـطلحة الخير في غزوة أحد، وطلحة الفياض لكثرة عطائه وكرمه.

عُرف بالشجاعة النادرة حتى قال عنه علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "طلحة بن عبيد الله من أكرم الناس وجهًا، وأوسعهم صدرًا، وأشدهم بذلًا وعطاءً".

كرمه وسخاؤه

كان طلحة من أكثر الصحابة سخاءً وجودًا، يُعرف بلقب طلحة الخير وطلحة الفياض لكثرة عطائه. فقد كان يُنفق ماله بسخاء على الفقراء والمساكين، ويقضي حوائج الناس، حتى قيل إنه كان يخرج أحيانًا بكل ما يملك في سبيل الله.

دوره بعد وفاة الرسول ﷺ

بعد وفاة النبي ﷺ، واصل طلحة دوره في خدمة الإسلام، فشارك في الشورى التي عيّنها عمر بن الخطاب رضي الله عنه لاختيار الخليفة من بعده. كما شارك في الأحداث السياسية الكبرى التي شهدتها الأمة، وظل وفيًا لمبادئ الإسلام حتى وفاته.

كان من أعضاء مجلس الشورى الذي اختاره عمر بن الخطاب رضي الله عنه لاختيار خليفة بعده.

ظل على العهد، يشارك في الفتوحات، ويدعم الأمة ماديًا ومعنويًا.

استشهد سنة 36 هـ في معركة الجمل بالبصرة، وسُمّي يومها "الشهيد الحي" لأنه نجا من الموت في أُحد لكنه نال الشهادة في النهاية.

وفاته

استشهد طلحة رضي الله عنه سنة 36 هـ في معركة الجمل بالبصرة، بعدما ترك سيرة عطرة خالدة في تاريخ الأمة الإسلامية.

يبقى طلحة بن عبيد الله قدوة في التضحية والإخلاص والعطاء. فقد جمع بين البطولة في ميادين القتال والكرم في معاملة الناس، وظل اسمه منقوشًا في ذاكرة الأمة كأحد العشرة المبشرين بالجنة.

image about طلحة بن عبيد الله: فارس الإسلام وسخيّ العطاء
التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

17

متابعهم

4

متابعهم

4

مقالات مشابة
-