قصه اصحاب الفيل

قصه اصحاب الفيل

تقييم 5 من 5.
1 المراجعات

العنوان

قصة أصحاب الفيل: كيف حمى الله الكعبة من أبرهة وجيشه

 

مقدمة

قصة أصحاب الفيل من أعظم الوقائع التي شهدتها مكة قبل بعثة النبي محمد ﷺ. وقد خلدها القرآن الكريم في سورة كاملة سُمّيت بسورة الفيل. هذه الحادثة التاريخية تؤكد أن للكعبة رباً يحميها، وأن قوة البشر مهما عظمت لا تساوي شيئاً أمام قدرة الله تعالى.

في هذا المقال سنتعرف على تفاصيل القصة، وأسبابها، وكيف انتهت، والدروس المستفادة منها.

من هو أبرهة ولماذا أراد هدم الكعبة؟

كان أبرهة الأشرم والياً على اليمن من قِبل الأحباش، وقد بنى كنيسة ضخمة في صنعاء تُعرف بـ القُلّيس، ليجذب العرب للحج إليها بدلاً من الكعبة المشرفة. لكن العرب لم يستجيبوا، بل ازداد تعلقهم بالكعبة التي كانت رمزاً دينياً وتاريخياً عريقاً لهم.
غضب أبرهة بشدة، وقرر أن يهدم الكعبة ليصرف أنظار العرب عنها، ويجعل من كنيسته مركزاً دينياً وحيداً في الجزيرة العربية.

جيش الفيل والرحلة إلى مكة

 

image about قصه اصحاب الفيل

 

أعد أبرهة جيشاً هائلاً يضم آلاف الجنود، وتقدمه فيل ضخم لم يعتد العرب على رؤيته في حروبهم. سار الجيش من اليمن متجهاً إلى مكة، وقد أرهب هذا المسير القبائل العربية التي حاول بعضها المقاومة، لكن قوة الجيش كانت طاغية فلم يقدروا على مواجهته.

لقاء عبد المطلب مع أبرهة

عندما اقترب الجيش من مكة، خرج عبد المطلب بن هاشم سيد قريش وجَدّ النبي ﷺ لمقابلة أبرهة. كان مشهد المواجهة تاريخياً، إذ توقع أبرهة أن يطلب عبد المطلب حماية الكعبة، لكنه فوجئ به يطلب فقط إعادة إبله التي استولى عليها الجنود.
فقال له أبرهة مستنكراً: "أتيت لأهدم بيتكم المقدس، وأنت تطلب الإبل؟"
فأجابه عبد المطلب بحكمة عظيمة: "أنا رب الإبل، وللبيت رب يحميه".

الفيل يرفض التقدم

حين أراد الجنود دفع الفيل نحو الكعبة، حدثت معجزة عجيبة، إذ توقف الفيل ورفض السير باتجاه مكة مهما حاولوا توجيهه أو ضربه. لكنه كان يتحرك بسهولة إذا وُجّه إلى أي طريق آخر. هذا التوقف كان بداية النهاية لجيش أبرهة.

الطير الأبابيل وعقاب الله

 

image about قصه اصحاب الفيل

 

عندها جاء أمر الله، فأرسل طيوراً صغيرة تُعرف بـ الأبابيل، تحمل في مناقيرها وأرجلها حجارة من سجيل. بدأت الطيور ترمي بها الجنود، فلم تكن حجارة عادية، بل جعلتهم يتساقطون واحداً تلو الآخر، حتى أصبحوا كالعصف المأكول، أي كورق الشجر اليابس الذي أكلته الدواب.
وهكذا انتهى جيش أبرهة هلاكاً، وبقيت الكعبة محفوظة بحفظ الله، شاهدةً على قدرته.

أثر الحادثة في نفوس العرب

ترك هذا الحدث العظيم بصمة لا تُنسى في نفوس العرب:

تأكدوا أن للكعبة مكانة خاصة عند الله لا يستطيع أحد المساس بها.

ازدادت هيبة مكة بين القبائل، مما مهد الطريق لرسالة الإسلام لاحقاً.

أصبح عام الفيل نفسه علامة تاريخية مهمة، حتى إن العرب كانوا يؤرخون به.


الدروس والعبر المستفادة

قصة أصحاب الفيل تحمل لنا دروساً عظيمة حتى يومنا هذا:

1. حفظ الله لبيته الحرام: فالكعبة كانت وستبقى محفوظة بحفظ الله مهما حاول الأعداء.


2. ضعف قوة البشر أمام قدرة الله: جيش عظيم انهزم بطيور صغيرة بأمر الله.


3. التوكل على الله: كما فعل عبد المطلب حين سلّم الأمر لله بثقة وطمأنينة.


4. رمزية الكعبة ووحدانية الله: فهي ليست مجرد بناء، بل بيت الله الذي يُوحِّد القلوب.


5. عبرة للأمم: أن الظلم والعدوان نهايته الهلاك، مهما كان مصدره.

 

الخاتمة

إن قصة أصحاب الفيل ليست مجرد ذكرى تاريخية، بل هي درس متجدد للأجيال. فهي تؤكد أن الله تعالى قادر على حماية بيته الحرام من كل عدوان، وأن القوة الحقيقية ليست في الجيوش أو السلاح، بل في عون الله ونصرته.
وقد بقي هذا الحدث خالداً في القرآن الكريم، يذكّرنا أن للكعبة رباً يحميها، وأنها ستظل بيتاً مباركاً يقصده الناس من كل أنحاء العالم.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

1

متابعهم

2

متابعهم

1

مقالات مشابة
-