قصص الأنبياء، قصة سيدنا موسى عليه السلام

قصص الأنبياء، قصة سيدنا موسى عليه السلام

0 المراجعات

النبوءة 

على ضفاف نهر النيل وفي ربوع أرض مصر الخضراء انتشر بنو إسرائيل، وزاد عددهم وبعد أن كانوا بضعة عشر، رجلا هم أخوة يوسف، صاروا يعدون بالآلاف وصاروا من الأغنياء والاثرياء اغتاظ فرعون مصر من بنى إسرائيل، فانتزع أملاكهم وأموالهم وسخرهم فى الأعمال الشاقة المهينة، وزادت كراهيته لهم بعد أن سمعهم يرددون نبوءة تقول إنه سيولد في بني إسرائيل طفلا يخلصهم من ظلم فرعون، ويكون هلاك فرعون على يديه. 

وتأكدت شكوك فرعون حين رأي في منامه كأن ناراً خرجت من بيت المقدس، أحرقت  بيوت المصريين جميعاً ولم تحرق بيوت بني إسرائيل وفى الصباح دعا فرعون الكهنة والعرافين وأخبرهم بالحلم، فأخبروه بأن تفسير هذه الرؤيا! أن غلاما سيولد في بنى إسرائيل يكون هلاك فرعون على يديه. 

حزن فرعون بعد سماع هذا التفسير وأخذ يفكر فى طريقة يتقي بها شر هذا الغلام القادم، فهداه تفكيره إلى فكرة شيطانية.. أمر فرعون بأن يقتل كل مولود ذكر فى بنى إسرائيل ولا يبقى غير البنات. 

قل عدد بنى إسرائيل كثيراً فخاف المصريون أن يضطروا هم إلى العمل بدلاً من بنى إسرائيل فى الأعمال الشاقة التى يؤدونها، فذهب بعض الحكماء إلى فرعون وأخبروه بذالك، وأشاروا عليه بأن يقتل الصبيان في عام ويتركهم  فى العام الذي يليه فأمر فرعون بتنفيذ هذه الفكرة. 

وفى العام الذي لا يقتل فيه الغلمان أنجبت زوجة عمران طفلا أسمته هارون وفي العام الذي يقتل فيه الغلمان أنجبت غلاماً آخر أسمته موسى. 

خافت أم موسى عليه وحزنت حزناً شديدا ففكرت أن تخفيه، ولكن أين؟ إن جنود فرعون يطوفون كل يوم على بيوت بنى إسرائيل فإذا وجدوا غلاما أخذوه وذبحوه، فماذا تفعل؟؟ 

   التابوت 

أوحى الله سبحانه وتعالى إلى أم موسى أن تصنع صندوقاً من الخشب وتضعه فى النهر بجوار البيت فإذا جاء جنود فرعون وضعته فى الصندوق وتركت الصندوق يسير  فى النهر، ففعلت أم موسى ذالك وأمرت ابنتها أن تراقب الصندوق لتعرف أين سيذهب. 

ولما سار الصندوق بالغلام فى النهر وابتعد عن أم موسى كاد قلبها يطير من شدة الخوف على رضيعها.. ولكن الله سبحانه وتعالى قذف الطمأنينة فى قلبها وأخبرها بأن ابنها سيرجع إليها وسوف يكون رسولاً إلى بنى إسرائيل، فهدأت نفسها واطمأن قلبها على رضيعها. 

انزلق الصندوق فوق الأمواج الهادئة حتى توقف أمام قصر فرعون المطل على شاطئ النيل بجوار الحشائش النابتة هناك، ورأته الجواري، فحملت الصندوق وذهبن به إلى آسية زوجة فرعون. 

نظرت آسية فى الصندوق فدهشت وتعحبت، من هذا الطفل الجميل الذى لم يتجاوز عمره بضعة أيام، وانقلب العجب إلى فرحة، فلم يكن لآسية أولاد، و يمكن أن تتخذ من هذا الرضيع ولداً لها، وتحولت الفرحة إلى حب لهذا الرضيع الذى يشع منه النور. 

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

3

متابعين

2

متابعهم

1

مقالات مشابة