التجارة مع الله منجاة في الدّارين الدنيا والآخرة.

التجارة مع الله منجاة في الدّارين الدنيا والآخرة.

0 reviews
  •                                                                                                                    كيف نؤدي واجبنا نحو الوالدين في الحياة؟
  •      يعد الوالدان الركيزة الأساسية لبناء خلية المجتمع التي بدورها تشكل وتكون لنا العلاقات الاجتماعية ،فعندهما ترتسم أولى معالم الشخصية لتخرج للناس على هيئة عقل واع خادم للبشرية ، فطاعتهما تكون طريقا إلى الله وجسر وصولنا إلى جنة الخلد،  هما عماد الأسرة وقوامها المتين فهما القدوة لكل ابن سيواكب ركب المجتمع وهو في قمة الاستطلاع والاستكشاف ،فبرهما  والإحسان إ ليهما وإلى كل ما يتعلق بهما أمر عظيم ،  فالعناية بهما في الحياة أوبعد الموت من أهم االفرائض الواجبةعلينا كخلف لهما .

  مافضل طاعةو بر الوالدين؟ 

     طاعتها واجبة  وتطبيق عملي يقتضي علينا الالتزام به  ، لكل من يتق الله فيهما ،فالتعب والإرهاق الذي يحملانه مذ أن يكون ذلك الطفل رضيعا في رحم أمه لا يضاهيه عمل الدنيا كلها ولو سخرنا كل وقتنا لخدمتها ،فعلينا مرافقتهما بالمعروف ومشاركتهما الحياة حتى يبلغن الكبر لحرص الله سبحانه وتعالى على  مقامهما ،يجب على الإنسان دائما أن يسعى لإرضاء الوالدين لأن برضاهما ننال رحمة الله عزّوجل  ،فمن ينال ويكسب رضا ربه سيرزقه الله كل ما يحبه ويرضاه في الدنيا ، إن رحمة الرب  تكسب الإنسان السعادة والطمأنينة ،ومحبة الناس  ،وانشراح الصدر . قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله : "ليعلم البار بوالديه أنه مهما بالغ في برهما لم يف بشكرهما"،فالسعي نحو خدمتهما لن يزيدنا إلا العزّة والشّموخ نحو السير لغد أفضل ،ولتعلم أنت الذي  تدعو لوالديك  بالخير سيخصك الله بدرجات في الجنة وتكون من الناجين يومئذ.فأخلاقنا هي من تعرّف بنا كأشخاص بصفة عامة وفي المجتمع بصفة عامة ،فالشعور بالمسؤولية اتجاههما يزرع في النفس الأثر الحيّ الذي لا يضمر ولا يموت فالروح دائما تبقى مستنجية بربها متعلقة به تتضرع له في نفسها وفي غيرها أيضا.

مكانة الوالدين في الإسلام:

      خص الله سبحانه وتعالى الوالدين دون غيرهما بمكانة رفيعة ومنزلة عالية المقام ، ذلك لدورهما الفعال في بناء أسرة أو بالأحرى أمة ، وعسى الأمة أن تكون قائمة على محبة الله وطاعته وزرع ثقافة الموازاة في الحياة ين الدين والدنيا ،إن هذه الحقيقة التي تعلو مقامات عدة ماهي إلا نتاج تربية صادقة صالحة للوالدين التي تقوم على المبادئ والقيم  السامية التي تسعى كل الأمم لتحقيقها ،فصلاح أمة ما يكون انطلاقة لتربية سليمة للوالدين اللذان يسعيان دائما نحو تطبيق الدين  "فالغرس الطيب دائما تنتج منه الثمار الطيبة" ،بصلاحها يصلح المجتمع وتطبق رسالة رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم  قال :"إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، لهذا عظم الله مكانتهما في الحياة ووعدهما بالجنان العظيمة ،إن كل الأولوية للوالدين قبل كل شيء ،على المرء أن يلتزم بأوامر الله ويمتثل لها ليحقق الهدف من تواجده بالحياة الدنيا ،فعقوقهما يدني من مستوى الفرد في جميع المستويات ولايجعل الله له قبولا بين الناس ،فيكون دائما هناك تنافر روحي بينه وفي حياته ،فلن يعرف السلام النفسي والراحة النفسية إلا بالتقرب والإحسان لهما الذي يعدّ من أعظم وأجلّ مراتب البرّلهما ،سينال الوالدان نعيم ورحمة الرب سبحانه وتتعالى ،وستبشر وجوههم بملاقاة ربهم ورسوله الكريم،وسيكرم كل منهما وأي إكرام إنّه من رب العالمين ،سيجزيهم الله خير الجزاء وسيمنّهم  اليمن ويرزقهم السكينة والرحمة في الدّنيا والآخرة .

 

   واجبنا ودورنا الإنساني والاجتماعي نحوهم:

  •         التقدير والاحترام لما قدموه في حياتنا منذ الصغر، والتوجه إليهم بالخير  وتحقيق السعادة لهما ،حسن معاملتهما الذي يكسبنا تحسين علاقتنا بربنا وتمتينها ، فالفجوة بين العبد وربه تحكمها الأخلاق النبيلة وتوطدها المشاعر السليمة  .السعي نحورفع شأنهما ومقامهما في المجتمع بالاستمرارية في تحقيق النجاحات والمبادرة لتحقيق الأفضل لهما ،والدعاء والتضرع لله سبحانه وتعالى من أجل حفظهما ودوام معافاتهما .نجتهد دائما بإدخال السعادةو البهجة والسرورعلى قلبيهما  بالكلمة الطيبة ، وتحسيسهما بالاندماج والثناء عليهما بكل ما هو جميل ،وعدم البخل عليهما بعبارات المحبة والتقديرحتى عند الكبر .أن نجعل أخلاقنا مرآة عاكسة لحسن سيرتهم وتربيتهم الحسنة ،وأن نقتضي بكل ما يوصوننا به لأن لهم الحكمة من تجارب الحياة ،فعلينا أن نتواضع لهما ونحييهما دائما لكل ما يقدمونه اتجاهنا.

 

   ختاما ،يمكننا أن نعتبر الأم والأب شخصين لن يعوضهما الزمن ،فنجد من الصديق  ومن  الأعمام والأخوال والأقرباء ،لكن الوالدين لن نجد مثلهما في الدنيا ما حيينا ،فعلينا استغلال مدة ملازمتنا لهما في  الحياة الدنيا عسى أن نلتقي  بهما في الدار الآخرة حيث لا يكون الفراق،  وبهذا علينا مرافقتهما ومصاحبتهما  لآخر نفس لهما في الوجود ،لأنهما الجسر الذي يوصلنا لله سبحانه وتعالى وبلوغ الجنة التي نرجوها كلنا ،فمن أراد السعادة فعليه بوالديه ،ومن أراد الآخرة فعليه بوالديه ،فمن أرادهما معا عليه بالمتاجرة مع ربه  سعيا وتكريسا لحياته بخدمتهما.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

1

متابعين

4

متابعهم

1

مقالات مشابة