من ضوء آية "والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله"
لقد سقطت كثيرا، وقعت أرضًا، اهتز كلي باليابسة.
تقطعت ملابسي، وتعرت روحي.
تألمتُ للمرة التي لا يكفيها عد، وتوجعت للحد الذي لا حد له.
صرختُ حتى بح صوتي وبكيت حتى أظلمت عيني.
من أوقعني؟ هذا السؤال
والإجابة: لا أحد!
أنا من ألقيت نفسي بهذا الظلام
أنا من تركت نفسي خلفي وسرتُ بجسدي إلى الظلمات بكل إرادتي الواهية!
أنا من تمسكت بيد لا تتمسك بأحد.
وأنا من استندت بظهري على حائط مهترئ
أنا من أودعتني لأحد لا يؤتمن
إلى الشيطان أودعتني وتركتني.
ألم يقل ربي " لا تتبعوا خطوات الشيطان"
تبعته حينما كنت مخير بينه وبين نفسٍ تركتها خلفي كانت تبغي إلى النور طريقًا..
تبعته جريًا.. حتى هيئ لي أني سبقته! وأصبحت أنا شيطان نفسي.
أنا دون عونه أستطيع تدميري.
أهناك ظلم أكبر من أن يظلم المرء نفسه؟
فيصبح الظالم والمظلوم معًا.
.
يكتوي بظلمه وتحترق روحه بإثمه
أيبكي قهر ظلمه لروحه ؟ أم يبكي استياء وندمًا من قسوته وتجبره!
يجتمع بي الألمين معًا؛ بينما أبكي نفسي رثاءً لها، ألومها وأعاتبها وأشكو لها تجبرها!
فكيف لي أن أحاول الوقوف وأنا بين كل هذا الظلام؟
يبدو لي إني وإن وققت مرة أخرى سيظل ظهري منحنيًا.
فلم أحاول النهوض قط.
لكن ذات ليلة بينما أظلمت نفسي ككل ليلة بينما أترك رأسي لتستقر على الأرض، تغرق بالوحل، فإذا بنور يأتيني بهيئة صوت، صوت يأتي من بعيد لكنه يصل لقلبي قبل مسامعي ولا أدري لذلك سببا سوى أنها إرادة الرب .
صوت يتلو " ( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون ● أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين ) سورة آل عمران.
شيئا أنار بداخلي حال سماعها فحاولت الوقوف
استندت بيدي كأني مازلت أحبو، خطوة ببطء تليها خطوة ثم خطوة، أتعلم السير من جديد.
لم يكن ظهري منحنيًا كما ظننت، بل كان منحني لإني أسير في الظلام ما إن عبرت إلى النور، استقمت.
من حينا، من ذلك اليوم، تعلمت كيف أقف ولو وقعت ألف مرة! كيف أنهض يعد كل سقوط، لأن لي رب لا يمل حتى أمل..
وفي النهاية أرجو أن تكون قصتنا أنارت شيء في صدروكم وللمزيد من الكتابات المؤثرة تابـعـونـا
