ماذا تعرف عن المسجد الأقصى المبارك؟
ماذا تعرف عن المسجد الأقصى المبارك؟
المسجد الأقصى منذ احتلاله عام 1967 يتعرض لاعتداءات متواصلة من الصهاينة، أبرزها اقتحامات وزراء ونواب بالكنيست وأفراد الشرطة والمستوطنين ومحاولتهم أداء طقوس دينهم داخل الحرم القدسي.
أهمية المسجد الأقصى فى الاسلام
المسجد الأقصى هوا المسجد الذي أسري بالنبي محمد صل الله عليه وسلم إليه، والقصة وردت في القرآن الكريم، إذ قال الله عز وجل في بداية سورة الإسراء "سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من اياتنا" (الإسراء – الآية 1).
والمسجد الأقصى هو أيضا أولى القبلتين، حيث صل إليه المسلمون طوال الفترة المكية، باالاضافة إلى 17 شهرا بعد الهجرة، قبل أن يؤمروا بالتحول شطر المسجد الحرام، وهوا ثالث المساجد التي تشد إليها الرحال بعد المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي بالمدينة المنورة.
وقد ظل المسجد الأقصى على مدى قرون طويلة مركزا مهما لتدريس العلوم الاسلامية ومعارف الحضارة الإسلامية، ومركزاً للاحتفالات الدينية الكبرى .
متى بني المسجد الأقصى؟
بني المسجد الأقصى قبل الميلاد بأكثر من ألفي سنة، فهو ثاني مسجد وضع في الأرض بعد المسجد الحرام، والدليل على ذالك ما رواه الامام البخاري عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، قال: قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أولا؟ قال: "المسجد الحرام"، قال: قلت ثم أي؟ قال: "المسجد الأقصى"، قلت: كم كان بينهما؟ قال: "أربعون سنة، وأينما أدركتك الصلاة فصل، فان الأرض جعلت لك مسجدا وطهورا.
من الذي بنى المسجد الأقصى؟
اختلف المؤرخون فيما بينهم على من وضع اللبنة الأولى لبناء للمسجد الأقصى، فمنهم من قال ان سيدنا آدم أبو البشر هو من المسجد الأقصى، ومنهم من يقول إنه سام بن نوح، وآمنهم من قال أن النبي إبراهيم عليه السلام هو من بداء بناء المسجد الأقصى.
وبعض الروايات ترجح أن أول من المسجد الأقصى هو آدم عليه السلام، اختط حدوده بعد 40 سنة من بناء قواعد البيت الحرام بأمر من الله تعالى، دون أن يكون قبلهما كنيسة ولا هيكل ولا معبد.
تاريخ المسجد الأقصى
وتتابعت عمليات البناء والتعمير على المسجد الاقصى كما تتابعت على المسجد الحرام فقد عمره سيدنا إبراهيم عليه السلام فى العام 2000 قبل الميلاد، ثم تولى المهمة ابنائه إسحاق ويعقوب عليهما السلام من بعده، كما جدد سيدنا سليمان عليه السلام بناء المسجد الاقصى فى العام 1000 قبل الميلاد.
وفى عام 15 للهجرة (636 للميلاد)،وفي واحدة من أشهر الفتوحات الإسلامية جاء الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه من المدينة المنورة إلى القدس وتسلمها من سكانها وقام بنفسه بتنظيف الصخرة المشرفة وساحة المسجد الأقصى، ثم بنى مسجدا صغيرا أقصى جنوب المسجد الأقصى.
وقد جاء مع عمر رضي الله عنه العديد من الصحابة، منهم أبو عبيدة عامر بن الجراح وسعد بن أبي وقاص وخالد بن الوليد وأبو ذر الغفاري رضي الله عنهم.
واسم المسجد الأقصى المبارك يطلق على كامل المساحة المستطيلة وما فيها من منشآت أهمها قبة الصخر التي بناها عبد الملك بن مروان فى عام 72 للهجرة (691 للميلاد) مع الجامع القبلي، والذي يعد واحدا من أروع الآثار الإسلامية، ثم أتم الخليفة الوليد بن عبد الملك البناء للجامع القبلي في فترة حكمه، التي امتدت من عام 86 إلى 96 للهجرة (705 – 714 للميلاد).
وبقيت قبة الصخر إلى اليوم على شكلها الأصلي لم يتغير فيها شيئ أما الجامع القبلي فإنه يختلف بناءه الحالي عن بناء الأمويين،وبني المسجد عدة مرات في بعد الزلازل تعرض لها على مدى القرون الماضية، بدءًا من الزلزال الذي تعرض له أواخر حكم الأمويين عام 130 للهجرة (747 للميلاد) ومروراً بالزلزال الذي كان في عهد الفاطميين فى عام 425 للهجرة (1033 للميلاد).
ماهي أبرز معالم المسجد الأقصى؟
المسجد الأقصى يتكون من عدة أبنية، ويحتوي على عدة معالم يصل عددها إلى 200 معلم، منها مساجد وقباب وأروقة ومحاريب ومنابر ومآذن وآبار، وغيرها من المعالم الاخرى .
والمسجد الأقصى يشمل كلا من قبة الصخر المشرفة (القبة الذهبية) الموجودة في موقع القلب من المسجد الأقصى، والجامع القِبْلِي (القبة الرصاصية) وهوا أقصى المسجد الأقصى ناحية القِبلة.
ويضم الجامع القبلي 7 أروقة (رواق أوسط وثلاثة أروقة من جهة الشرق وثلاثة من جهة الغرب) وهذه الأروقة ترتفع على 53 عموداً من الرخام و49 سارية من الحجارة.
كما يوجد في ساحة المسجد الأقصى الشريف 25 بئراً للمياه العذبة منها 8 في صحن الصخرة المشرفة و17 في الساحات الاخرى كما توجد مواقع للوضوء.
وسبلشرب المياه أهمها سبيل قايتباي المسقف بقبة حجرية رائعة لفتت أنظار الرحالة العرب والأجانب الذين زاروا المسجد الأقصى، وسبيل البديري وسبيل قاسم باشا.
ويوجدايضا عدة مصاطب يصل عددها إلى أربعين، ترتفع عن الأرض بدرجتين، وتستخدم للجلوس والصلاة وتدريس العلم الشرعي (والسيرة النبوية وتفسير القران والثقافة الإسلامية والفقه واللغة العربية )، وتقبل كل الأعمار وكلا الجنسين، ويبلغ عددها 35 مصطبة، بني بعضها في العصر الملكي، ومعظمها في العصر العثماني.
المساحة والشكل وعدد الأبواب للمسجد
مساحة المسجد الأقصى حوالي 144 ألف متر مربع ويحتل نحو سدس مساحة البلد القديمة في القدس.
باب المطهرة وهوا أحد أبواب المسجد الأقصى
شكل الباب مضلع ويشبه المستطيل، وطول ضلعه الغربي 491 متر والشرقي 462 متر والشمالي 310 متر والجنوبي 281 متر
وفي صدر الجامع القبة، وله 11 باب 7 منها في الشمال وباب واحد في الشرق واثنان في الغرب وواحد في الجنوب.
أجر الصلاة في المسجد الأقصى
الصلاة في المسجد الأقصى مُضاعفة الأجر، وتعددت الروايات والأحاديث حول ذالك فقد ورد فى بعض الروايات أنها تعدل 500 صلاة، وورد أنَّها تعدل 250 صلاة، وقيل أيضًا إنّ الصلاة فيه تعدل 50 ألف صلاة، وهو ما يرى العلماء أنه لا يصح ويؤكدون أنَّ أصح ما ورد في الصلاة في المسجد الأقصى هو الرواية التي تشير إلى أنّها بألف صلاة.
عدد مآذن المسجد الأقصى
والمسجد الأقصى له 4 مأذن، والعديد من القبب والمساطب التي كانت مخصصة لأهل العلم والغرباء، ومن أشهر هذه القبب قبة السلسلة، وقبة المعراج، وقبة النبي صلى الله عليه وسلم.
وأما بالنسبة للأروقة فأهمها هو الرواق الشمالي المحاذي لباب شرف الأنبياء، والرواق الممتد غرباً من باب السلسلة إلى باب المغاربة، كما يوجد به مازولتان شمسيتان لمعرفة الوقت.
أبرز الأحداث بعد الاحتلال
حريق المسجد الأقصى
وحريق المسجد الأقصى جاء في إطار سلسلة من الإجراءات التي قام بها الاحتلال الصهيوني منذ عام 1948 بهدف طمس الهوية والحضارية الإسلامية لمدينة القدس، ففي يوم 21 أغسطس/ 1969 قطعت سلطات الاحتلال المياه عن منطقة المسجد الأقصى، ومنعت المواطنين العرب من الاقتراب من ساحات المسجد الاقصى، وحاول أحد المتطرفين إحراق الجامع القبلي في المسجد الأقصى.
وبالفعل اندلعت النيران وكادت تأتي على قبة الجامع لولا دفاع المسلمين والمسيحيين بقوة وإطفاء النيران رغما عن السلطات الإسرائيلية، ولكن الحريق وصل الى منبر صلاح الدين واشتعلت النيران في سطح الجامع الجنوبي وسقف ثلاثة أروقة من الناحية الشرقية.
و إسرائيل وقتها قالت أن الحريق كان بسبب ماس كهربائي ولاكن أثبت المهندسون العرب أنه تم بفعل فاعل وبعدها قالت اسرائيل أن شاباً أسترالياً هو المسؤول عن الحريق وأنها ستقدمه للمحاكمة، ولم يمض وقت طويل حتى ادعت بأن هذا الشاب معتوه ثم أطلقت سراحه.
واستنكرت معظم دول العالم هذا الحريق، واجتمع مجلس الأمن وأصدر قراره رقم 271 لسنة 1969 بأغلبية 11 صوتا وامتناع 4 دول عن التصويت، من بينها الولايات المتحدة الأميركية، وهو ما أدان إسرائيل ودعاها إلى إلغاء جميع التدابير التي من شأنها تغيير وضع القدس.
والقرار وجاء أن "مجلس الأمن يعبر عن حزنه للضرر البالغ الذي ألحقه الحريق بالمسجد الأقصى يوم 21/8/1969 تحت الاحتلال العسكري الإسرائيلي، ويدرك الخسارة التي لحقت بالثقافة الإنسانية نتيجة لهذا الضرر".
وبيان مجلس الأمن الدولي جاء بقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة الخاصة ببطلان إجراءات إسرائيل التي تؤثر في وضع مدينة القدس، ومبدأ عدم قبول الاستيلاء على الأراضي بالغزو العسكري، ونص على أن "أي تدمير أو تدنيس للأماكن المقدسة أو المباني أو المواقع الدينية في القدس، أو أي تشجيع أو تواطؤ للقيام بعمل كهذا، يمكن أن يهدد بشدة الأمن والسلام الدوليين .
ومجلس الامن اضاف ايضا أن تدنيس المسجد الأقصى يؤكد الحاجة الملحة إلى منع إسرائيل من خرق القرارات التي كان المجلس والجمعية العامة قد أصدراها بخصوص القدس، وإلى إبطال جميع الأعمال والإجراءات التي اتخذها لتغيير وضع المدينة المقدسة.
والغضب عم كل الدول العربية والإسلامية، واجتمع قادة هذه الدول في الرباط يوم 25 سبتمبر/ 1969 وقرروا إنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي، التي ضمت في حينها 30 دولة عربية وإسلامية، وأنشأت صندوق القدس عام 1976.
وفي العام التالي، أنشئوا لجنة القدس برئاسة الملك المغربي الراحل الحسن الثاني للمحافظة على مدينة القدس ومقدساتها الإسلامية ضد عمليات التهويد التي تمارسها سلطات الاحتلال الصهيونية.
