لا يحطمنكم... إعجاز علمي في سورة النمل
القرآن الكريم كلام الله المنزل على نبيه محمد صلى الله عليو وسلم, المعجزة الخالدة و الصالحة لكل الأزمنة و الأمكنة.هذا الكتاب المحكم آياته كلما تدبرنا فيه و في آياته ,إلا و اكتشفنا شيئا جديدا, بل وأكثر من ذلك أبهرنا وزاد إيماننا بالخالق عز و جل. ومن بين الإعجاز العلمي الذي يحمله كتاب الله في آياته الكريمة, استوقفتني آية في السورة النمل تحمل في طياتها إعجازا مذهلا أذهل كل العلماء و الباحثين , و أسكت أفواه المشككين بالقرآن الكريم,
يقول سبحانه و تعالى في سورة النمل :"يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لايحطمنكم سليمان و جنوده و هم لا يشعرون" سورة النمل الآية 18.
(يحطمنكم )هذه الكلمة التي تدل على التكسير و التحطيم,يزعم الطاعنون أن القرآن الكريم قد أخطأ بذكرها وأنه ليس لها محل في الجملة بل هناك من عزم أنها مبالغ فيها,فالنملة تدهس فكيف تحطم؟ فالتحطيم يكون مرتبطا بالأشياء الصلبة مثلا كالعظام و الزجاج...هذا ما يزعمه الطاعنون و المشككون في كتاب الله عز و جل,لكن القرآن الكريم وكل كلمة فيه لم توجد عبثا,با أكثر من ذلك فإن لكل كلمة دلالاتها و معنى محدد و إعجازيبهرنا و يقوي و يشعل شعلة الإيمان في قلوبنا حتى لا تنطفئ و لا نحيد عن الصراط المستقيم. هذا هو القرآن الكريم كتاب لا ريب فيه, كتاب نتدبر آياته و نتعلم من إعجازاته العلمية حتى ينير طريقنا المظلمة في زمن كثر فيه الإلحاد.
إذن فكلمة (يحطمنكم) لم توجد عبثا بل جاءت دالة على طبيعة تركيب جسم النملة وهذه هي الحقيقة التي أتبثها العلم الحديث من خلال دراسة لتركيب جسمها و التي أكدت أن للنمل هيكلا خارجبا يحيط بجمسها -هيكل من الكايتين- من أهم وظائفه حماية الأعضاء و الأنسجة الداخلية من الأضرار, وتختلف صلابة الهيكل و سمكه,فهو رقيق و مرن في الأجزاء القابلة للحركة و سميكا و صلبا في الأجزاء القليلة الحركة, و أن هذا الهيكل الصلب الإضرار به عن طريق الدهس فد يؤدي إلى تهشيم النملة و تحطيمها, أي أنه يتحطم إذا ما تعرض لضغط كبير, و ما يجعله قابلا للتحطم هي المواد المكونة له,فالهيكل يتكون من مادة كالزجاج و تسمى الكايتين صيغته الكيميائية C8H13O5N)n )و هي مادة تتكون من عديد السكاريد-سكر متعدد يحتوي على وحدات من السكر الآميني الجلوكوزأمين- من سلاسل كبيرة من الجلوكوز.هاتة المادة ذات اللون الأبيض هي التي تعطي نسيجا صلبا لتراكيب بعض الكائنات الحية من بينها النمل مما يجعلها شديدة الصلابة.لذلك فكلمة (يحطمنكم)مناسبة لطبيعة خلقها , فسبحان الله الذي خلق فأبدع و نظم فأتقن و دبر فأحكم.
