شهر رجب- أسرار قد لا تعرفها عن هذا الشهر فى 2025

شهر رجب- أسرار قد لا تعرفها عن هذا الشهر فى 2025

0 المراجعات

مقدمة

في هذه المقالة سنوضح الصحيح والكذب عن شهر رجب، وسنقوم بتسليط الضوء على العادات والتقاليد التي يتبعها المسلمون خلال هذا الشهر، ونفصل بين ما هو مشروع ومأمور به دينياً وبين ما هو بدعة ومخالف للسنة النبوية. 

هذه المقالة موجزاً شاملاً لكل من يسعى لفهم كل ما ورد من أحاديث صحيحة وضعيفة عن شهر رجب القادم، ولكل من يرغب في التمسك بالسنة النبوية وتجنب البدع في عباداته وطقوسه خلال هذا الشهر الفضيل.

 

فضل شهر رجب فى القرآن والسنة النبوية

شهر رجب هو من الأشهر الحرم الأربعة المذكورة فى قوله تعالى:{ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ }[ سورة التوبة : 36 ].

 

وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أسماء هذه الأشهر الأربعة المذكورة في الآية القرآنية السابقة، كما بالحديث عن أبي بكر رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق السماوات والأرض، السنة اثنا عشر شهرا، منها أربعة حرم، ثلاث متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مُضَر الذي بين جمادى وشعبان)، متفق عليه.

 

ما هو شهر رجب

image about شهر رجب- أسرار قد لا تعرفها عن هذا الشهر فى 2025
معنى شهر رجب

 

من المعلوم فى اللغة العربية أن كلمة رجب مُشتقة من الرجوب ومعناه التعظيم، وبناء على ذلك نفهم معنى شهر رجب، أنه شهر مُعَظم لحرمته، وقد أطلق عليه النبي صلى الله عليه وسلم رجب مضر نسبة إلى قبيلة مضر، وهى القبيلة الوحيدة من ضمن قبائل العرب التى كانت تعَظمه في الجاهلية فلا تزيد فيه أو تنقص منه، ولا تبدل حرمته بشهر اخر مثلما كانت القبائل الأخرى تفعل. 

 

وهنا نوضح أن التبديل والتغيير فى الأشهر الحرم على حسب  الأهواء هو النسيء الذي حرمه الله تعالى في قوله: { إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ ۖ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ ۚ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ }.[ سورة التوبة : 37 ]

 

فضائل شهر رجب بين البدعة والسنة

شهر رجب هو أحد الأشهر الحرم الهجرية الذي يحمل معاني دينية وثقافية عميقة لدى المسلمين في جميع أنحاء العالم، ومع اقتراب قدومه يثور الحديث حول مفهوم السنة والبدعة فيما يتعلق بهذا الشهر المبارك، ولذلك وجب علينا توضيح بدع شهر رجب المشهورة لتحذير الناس منها:

 

● صلاة الرغائب

 قال شيخ الإسلام ابن تيمية إن هذه الصلاة لم يشرعها النبي صلى الله عليه وسلم أو أحد من خلفائه. تُقام صلاة الرغائب في أول شهر رجب ، وهي بدعة لا أساس لها، وهذا اتفاق العلماء، ومن ضمنهم أئمة الدين مالك والشافعي وأحمد وغيرهم. الحديث المروي عنها كذب باتفاق أهل المعرفة بالحديث.

 

● زيارة الموتى في شهر رجب

 زيارة الموتى في شهر رجب والتصدق عنهم بحجة أن ذلك يفيد الميت فى قبره، هذا لم يثبت عنه شيئا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

● الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج 

لم يصح في الاحتفال بها أو صيام يومها أو قيام ليلتها حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وما ورد فى ذلك مكذوب مثل حديث: من صام يوم السابع والعشرين من رجب كتب الله له ثواب ستين شهرا، أو حديث: وقيام ليلها فضيل وصيام نهارها مستحب لكل مسلم ومسلمة.

 

 اختلف العلماء في زمن الإسراء والمعراج، حيث قيل إنه كان في السابع والعشرين من شهر رجب، وقيل في رمضان، وقيل في شوال، وقيل في السابع والعشرين من ربيع الأول. وإن كانت تلك الليلة محددة بالتحديد، فإن ذلك لا يبرر الاحتفال بها، حيث لم يُذكر ذلك في السنة النبوية أو من قبل السلف، والله أعلم.

 

image about شهر رجب- أسرار قد لا تعرفها عن هذا الشهر فى 2025
فضائل شهر رجب

 

● صيام شهر رجب 

لم يُثبت صحة أى حديث عن رسول الله-عليه الصلاة والسلام- يشير إلى فضل الصيام فى شهر رجب. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "جميع أحاديث صيام شهر رجب ضعيفة أو مُوضوعة، ولا يُعتمد عليها من قبل أهل العلم لعدم صحتها وكذبها".

 

قال ابن القيم: كل حديث يتعلق بذكر الصيام فى هذا الشهر وصلاة بعض الليالي فيه يعتبر كذبا مفترى، وكان عمر رضي الله عنه يحث الناس على صيامه، يقول: "كلوا فإنه شهر كان يُعظمه أهل الجاهلية"، 

ولكن من صام في شهر رجب استمرارا على عادته مثل صيام الاثنين والخميس والثلاثة أيام القمرية، أو صام يوما وأفطر يوما كصيام داود، فما دامت تلك عادته فإنها مقبولة ولا مانع منها.

 

● العمرة في شهر رجب 

لم يصح أن النبي عليه الصلاة والسلام اعتمر في رجب أو ذكر حديثا في فضل العُمرة في شهر رجب، فعن أنس رضي الله عنه قال: اعتمر رسول الله عليه الصلاة والسلام أربع عمر كلهن في ذي القعدة إلا التي كانت مع حجته (متفق عليه).

 وقد أخبرت السيدة عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اعتمر في شهر رجب قط، (متفق عليه)، لكن من تيسر له الاعتمار في هذا الشهر بدون اعتقاد فضل معين له، بل لأن ذلك تيسر له، جاز والله أعلم. 

 

 ● الذبح في شهر رجب 

 كانوا العرب يذبحون شاة في العشر الأوائل من شهر رجب، وتسمى العتيرة، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنها كما بحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا فرع ولا عتيرة) متفق عليه،

 

 لكن هناك  أحاديث وردت تدل على مشروعيتها، منها حديث نبيشة قال نادى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنا كنا نعتر عتيرة في الجاهلية في شهر رجب فما تأمرنا؟ قال : اذبحوا لله في أي شهر كان)، رواه أبو داود وغيره وصححه الألباني في صحيح أبي داود.

 

وقال الألباني: والفرع هو أول نتاج كان ينتج لهم كانوا يذبحون لطواغيتهم، ومعنى العتيرة: هي ذبيحة في شهر رجب كانوا يعظمون بها شهر رجب، والجمع بين هذا وبين حديث أبي هريرة ( لا فرع ولا عتيرة ) أن المراد بالوجوب، أي لا فرع واجب ولا عتيرة واجبة، وهذا قول جمهور العلماء.

 

 والأولى عدم الذبح في رجب وتخصيصه بذلك، لأمرين: أن ذلك كان من فعل الجاهلية، ولترجيح قول الجمهور، والله أعلم.

 

● دعاء شهر رجب

فى الحقيقة ليس هناك أدعية خاصة لشهر رجب وردت فى السنة النبوية وكل ما ذكر بدع ولا أصل لها.

ومما سبق نستنتج أن فهم المفهومين - السنة والبدعة - أمر بالغ الأهمية للمسلمين، حيث تمثل السنة تعاليم وتوجيهات النبي محمد صلى الله عليه وسلم وسيرته النبوية، بينما تشير البدعة إلى الابتكارات الدينية التي لم تكن موجودة في عصر النبي صلى الله عليه وسلم ولا في عصور الصحابة والتابعين.

 

 لماذا سمي شهر رجب الأصب

image about شهر رجب- أسرار قد لا تعرفها عن هذا الشهر فى 2025
لماذا سمي شهر رجب الأصب

 

كل ما قيل عن تسمية شهر رجب بهذا الاسم، لم يرد عنه شىء فى القرآن ولا فى السنة، وكل ما ذكر هو كذب على دين الله تعالى.

 

أحاديث باطلة عن شهر رجب 

انتشرت فى الآونة الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعى أحاديث كثيرة عن شهر رجب، اعتقد الناس أنها صحيحة والتى منها:     

● رجب شهر الله وشعبان شهرى ورمضان شهر أمتي.

● اللهم بارك لنا فى رجب وشعبان وبلغنا رمضان.

 

● أى الصيام أفضل بعد شهر رمضان يا رسول الله، فقال: شهر رجب الأصب.

وفى الحقيقة كل هذه الأحاديث ما بين باطلة أو موضوعة أو ضعيفة، و لم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم على الإطلاق.

 

فضل شهر رجب والأعمال المستحبة فيها

نهى الله عز وجل عن الظلم في الأشهر الحرم، ومنها شهر رجب، وحرمه في كل الأوقات. ولكن الله سبحانه وتعالى جعل تحريم الظلم في هذه الأشهر الحرم مميزًا لها ، مؤكدًا عظمتها. قال ابن عباس رضي الله عنهما : خص من ذلك أربعة أشهر فجعلهن حرما، وعظم حرمتهن، وجعل الذنب فيهن أعظم، والعمل الصالح والأجر أعظم.

 

وعلى ذلك، يجب أن يُعظّم شهر رجب بالاقتراب من الله عز وجل بأنواع العبادات المختلفة، ومن أهم هذه الأعمال: تجنب جميع أنواع المعاصي، سواء كانت صريحة أو مستترة ، سواء كانت بالقول أو بالفعل، سواء كانت تتعلق بحقوق الله أو بحقوق الناس.

 

خاتمة

وإلى هنا نكون قد انتهينا من مقالة اليوم عن توضيح الصحيح والكذب عن شهر رجب، والذى يساعدك على  تجنب الانجراف إلى البدع  والالتزام بالسنة النبوية الشريفة في ممارساتنا خلال هذا الشهر الفضيل.

 وقد يهمك أيضا قراءة هذه المقالات:

 " فضل المسجد الأقصى في  القرآن والسنة ". 

تحويل القبلة - دروس وتفاصيل لا تُنسى "

 

 

 

 

 

 

 


 

 


 

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

33

متابعين

4

متابعهم

3

مقالات مشابة