فضل شهر شعبان ترتيب الأمور وتجديد الروح

شهر شعبان وتجديد الروح استعداد لقدوم شهر الطاعات

شهر شعبان، هو واحد من الأشهر الهجرية المميزة التي تحمل في طياتها فضائل عظيمة وفرصًا لا تُعد ولا تُحصى للتقرب إلى الله وتجديد الروح والعزيمة. إنه الشهر الذي يأتي قبل رمضان بفترة قصيرة، ولكنها كافية لتهيئة القلوب وترتيب الأمور قبل الانطلاق في شهر الصيام والعبادة الفضيل.

أصل اسم الشهر:

يعود اسم شعبان إلى كلمة "شُعْب"، وهو الفعل الذي يُشير إلى انتشار الشعب وتفرقها. ويُرجح أن السبب في تسميته بهذا الاسم هو انتشار الشعب في هذا الشهر للبحث عن الماء والخضرة بعد فصل الشتاء واقتراب فصل الصيف.شهر شعبان كغيره من الشهور القمرية التي سميت أيام الجاهلية، فقد كان العرب يطلقون الأسماء على الشهور معتمدين على بعض الأحداث أو الأمور التي وقعت فيها.وقال الإمام ابن حجر في كتابه فتح الباري (4/213): «وسمي شعبان لتشعبهم في طلب المياه أو في الغارات بعد شهر رجب الحرام».

تجديد العزيمة والتوبة:

شهر شعبان يعتبر فترة مناسبة لتجديد العزيمة والإصلاح، إذ يُشعر المسلم بالحماسة للتقرب من الله وتحسين العلاقة معه. من خلال التوبة الصادقة والاستغفار الدائم، يتم تطهير النفس وتنقيتها من الذنوب والخطايا، استعدادًا لاستقبال شهر رمضان بقلوبٍ نقية وأرواحٍ طاهرة.

الاستعداد الروحي والمعنوي:

لا يقتصر الاستعداد لشهر شعبان على العبادات فحسب، بل يشمل أيضًا الاستعداد الروحي والمعنوي. ففي هذا الشهر يُحث المسلمون على تفعيل القيم الإيمانية وتعزيز الروابط الأخوية والاجتماعية، وذلك من خلال العمل الخيري وزيارة الأقارب وصلة الرحم.

الصيام والقيام:

يعتبر صيام شهر شعبان من العبادات المستحبة، إذ أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بصيامه، حديث عائشة رضي الله عنها في الصحيحين قالت: "ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صياماً منه في شعبان" زاد البخاري في رواية: "كان يصوم شعبان كله" ولمسلم في رواية: "كان يصوم شعبان إلا قليلاً" وفي رواية للنسائي: "كان أحب الشهور إليه أن يصومه شعبان كان يصله برمضان".

الاستغفار والتوبة:

يعتبر شهر شعبان فترة مميزة للتوبة والاستغفار، حيث يفتح الله فيه أبواب رحمته ويتوجه المؤمنون بالتوبة إليه، استعداداً لاستقبال شهر رمضان المبارك والتخلص من الذنوب والخطايا.

 قيام ليله:

من العبادات المستحبة في شهر شعبان قيام الليل، حيث ينصح  بالاجتهاد في قيام الليالي البيض، وهي الليالي الوتر التي يفضل فيها القيام والدعاء والاستغفار.

الاستفادة من الفرص:

يجب على المسلمين الاستفادة القصوى من شهر شعبان والاجتهاد في الطاعات والعبادات، وتحقيق التقوى والاستقامة على الطاعة. ففي هذا الشهر الفضيل تتوفر فرص كثيرة للترقي الروحي والمعنوي، ولتحقيق النجاح في الدنيا والآخرة.

ختاماً:

شهر شعبان ليس مجرد فترة زمنية في التقويم الهجري، بل هو فرصة ثمينة لتجديد العهد مع الله وتحسين العلاقة به، وترتيب الأمور قبل الانطلاق في شهر رمضان. لذا يجب على كل مسلم الاستفادة القصوى من هذا الشهر المبارك، والسعي لزيادة الطاعات والاستغفار والتوبة، ليكون قلبه مستعدًا لاستقبال شهر الصيام بكل نشاط واستعداد.