فضائل آل بيت النبي عليه الصلاة والسلام

فضائل آل بيت النبي عليه الصلاة والسلام

0 المراجعات

فضائل آل بيت النبي 

 

لآل بيت النبي عليه الصلاة والسلام فضائل لا تُحصى، ومناقب يصعبُ أن تُستقصى، فهم من أشرف الأنساب وأزكاها، ومن أطيب الأحساب و أنقاها، إذ بسيد الخلائق لها انتساب، ودونك من فضائلهم ما جاء في الكتاب، من كلام الملك الوهاب، وإليه المرجع والمآب:

  1. قال تعالى:﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ سورة الاحزاب: 33

قال الإمام ابن عطية([1]) :"الرجس اسم يقع على الإثم والعذاب وعلى النجاسات والنقائص، فأذهب الله جميع ذلك عن أهل البيت".

واختلف أهل التفسير في المراد بأهل البيت في الآية الكريمة، وأوجز الكلام عنهم الشيخ يوسف النبهاني فقال([2]): "فقد تلخص أن في المراد من أهل البيت في الآية خمسة أقوال:

 أولها: قول الجمهور إنها شاملة للفريقين- قلتُ: وهم أهل العباء(سيدنا محمد ﷺ، السيدة فاطمة، سيدنا علي، سيدنا الحسن، سيدنا الحسين) وزوجات النبي عليه الصلاة والسلام، وهو الذى عليه الاعتماد.

 الثاني: قول أبي سعيد الخدري من الصحابة، وجماعة من التابعين منهم: مجاهد وقتادة إن أهل البيت فيها أهل العباء خاصة.

الثالث: قول ابن عباس من الصحابة، وعكرمة من التابعين إن المراد الزوجات الطاهرات.

الرابع: ما نقله ابن حجر في الصواعق عن الثعلبي من أنهم بنو هاشم على أن البيت يراد به بيت النسب فيكون العباس وأعمامه وبنو أعمامه منهم، قال في الخازن: وهو قول زيد بن أرقم من الصحابة. 

الخامس: ما نقله الخطيب الشربيني عن البقاعي قال: "وهو الأولى من أنهم كل من يكون من إلزام النبي ﷺ من الرجال والنساء والأزواج والإماء والأقارب، وكل ما كان الإنسان منهم أقرب وبالنبي ﷺ أخص وألزم كان بالإرادة أحق وأجدر."

2- قوله تعالى: ﴿ قُل لَّآ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا ٱلْمَوَدَّةَ فِى ٱلْقُرْبَىٰ ۗ وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُۥ فِيهَا حُسْنًا ﴾  سورة الشورى:23

قال الإمام الآلوسي([3]):"وذهب جماعة إلى أن المعنى لا أطلب منكم أجراً إلا محبتكم أهل بيتي وقرابتي. وفي البحر أنه قول ابن جبير، والسدي، وعمرو بن شعيب".

وقال الآلوسي:([4]) "في قوله تعالى: ﴿ومن يقترف حسنة﴾ "أي يكتسب أي حسنة كانت، والكلام تذييل، وقيل المراد بالحسنة المودة في قربى الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم وروي ذلك عن ابن عباس والسدي، وأن الآية نزلت في أبي بكر رضي الله تعالى عنه لشدة محبته لأهل البيت، وقصة فدك والعوالي لا تأبى ذلك عند من له قلب سليم، والكلام عليه تتميم، ولعل الأول أولى، وحب آل الرسول عليه الصلاة والسلام من أعظم الحسنات وتدخل في الحسنة هنا دخولاً أولياً."

وقال البغوي:([5])"مودة ‌النبي صلى الله عليه وسلم وكف الأذى عنه ومودة أقاربه، والتقرب إلى الله بالطاعة، والعمل الصالح من فرائض الدين".

ومن فضائلهم ماورد في سنة سيد المرسلين صلى الله عليه وعلى آله وسلم:

1- عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قَالَ: قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومًا فينا خطيبًا بماءٍ يُدْعَى خُمًّا بين مكة والمدينة، فَحَمِدَ الله، وَأثْنَى عَلَيهِ، وَوَعَظَ وَذَكَّرَ، ثُمَّ قَالَ: «أمَّا بَعدُ، ألَا أَيُّهَا النَّاسُ، فَإنَّمَا أنَا بَشَرٌ يُوشِكَ أَنْ يَأتِي رسولُ ربِّي فَأُجِيبَ، وَأنَا تاركٌ فيكم ثَقَلَيْنِ: أوَّلُهُمَا ‌كِتَابُ ‌اللهِ، ‌فِيهِ ‌الهُدَى ‌وَالنُّورُ، فَخُذُوا بِكتابِ الله، وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ»، فَحَثَّ على كِتَابِ الله، وَرَغَّبَ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: "وَأَهْلُ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمُ الله في أهلِ بَيْتي، أُذكّرُكُمُ اللهَ في أهل بيتي([6])"رواه مسلم.([7])

قال الملا علي قاري شارحاً قول المصطفى عليه الصلاة والسلام: "أذكّركم الله في أهل بيتي والمعنى أنبهكم حق الله في محافظتهم ومراعاتهم واحترامهم وإكرامهم ومحبتهم ومودتهم، وقال الطيبي، أي: أحذركم الله في شأن أهل بيتي وأقول لكم: اتقوا الله ولا تؤذوهم واحفظوهم".([8])

2- عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ قَالَ: لَمَّا تَزَوَّجَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أُمَّ كُلْثُومِ بِنْتَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ أَتَى مَجْلِسًا فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الْقَبْرِ وَالْمِنْبَرِ لِلْمُهَاجِرِينَ لَمْ يَكُنْ يَجْلِسُ فِيهِ غَيْرُهُمْ، فَدَعَوْا لَهُ بِالْبَرَكَةِ، فَقَالَ: أَمَا وَاللهِ مَا دَعَانِي إِلَى تَزْوِيجِهَا إِلَّا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "‌كُلُّ ‌سَبَبٍ ‌وَنَسَبٍ مُنْقَطِعٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا مَا كَانَ مِنْ سَبَبِي وَنَسَبِي" لَفْظُ حَدِيثِ ابْنِ إِسْحَاقَ وَهُوَ مُرْسَلٌ حَسَنٌ، وَقَدْ رُوِيَ مِنْ أَوْجُهٍ أُخَرَ مَوْصُولًا وَمُرْسَلًا.([9])

قال المُناوي([10]): "قال الديلمي: السبب هنا الوصله والمودة، وكل ما يتوصل به إلى الشيء عنك فهو سبب، وقيل السبب يكون بالتزويج والنسب بالولادة".

قلت: في هذا الحديث إشارة ظاهرة بانتفاع أهل بيت النبي عليه الصلاة والسلام بنسبهم الطاهر يوم القيامة إما بشفاعة جدهم المصطفى لهم، أو بمغفرة الذنوب عنهم، أو غير ذلك من المكرمات والله أعلم.

3- عَنِ ‌الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال:" فَاطِمَةُ ‌بَضْعَةٌ ‌مِنِّي، فَمَنْ أَغْضَبَهَا أَغْضَبَنِي" ([11])

قال السمهودي([12]) في حقها رضي الله عنها: "وهي بَضْعَةٌ- أي قطعة - منه صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح، وأولادها بَضعة من تلك البضعة فيكونون بضعة منه بالواسطة، وكذا بنو ابنَيْهم وإن تعددت الوسائط وهلم جرّا؛ فكل من يوجد منهم في كل زمان بضعة منه صلى الله عليه وسلم بالواسطة".

4- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "يَا ‌بَنِي ‌عَبْدِ ‌الْمُطَّلِبِ، ‌إِنِّي ‌سَأَلْتُ ‌اللَّهَ ‌لَكُمْ ‌ثَلَاثًا: أَنْ يُثَبِّت قَائِمَكُمْ، وَأَنْ يَهْدِيَ ضَالَّكُمْ، وَأَنْ يُعَلِّمَ جَاهِلَكُمْ، وَسَأَلْتُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَكُمْ جُوَدَاءَ نُجَدَاءَ رُحَمَاءَ، فَلَوْ أَنَّ رَجُلًا صَفَنَ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ فَصَلَّى وَصَامَ، ثُمَّ لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ مُبْغِضٌ لِأَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ دَخَلَ النَّارَ" هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.([13])

ومن فضائلهم وعلو منزلتهم عند السلف الكرام:

1-عن ابنِ عُمرَ رضي اللَّه عنهما، عن أَبي بَكْر الصِّدِّيق رضي اللَّه عنه مَوْقُوفاً عَلَيْهِ أَنَّهُ قَالَ: "ارْقُبُوا مُحَمَّداً صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم في أَهْلِ بيْتِهِ"، رواه البخاري.

ومعنى:"ارقبوه" راعوه واحترموه وأكرموه، والله أعلم.([14])

2-قال سيدنا أبو بكر رضي الله عنه :"‌وَالَّذِي ‌نَفْسِي ‌بِيَدِهِ، لَقَرَابَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَصِلَ مِنْ قَرَابَتِي"([15])


 


(14) انظر في كتابه الشرف المؤبد لآل محمد صلى الله وسلم عليه ص 11.

(15) انظر الشرف المؤبد لآل محمد صلى الله وسلم عليه ص20-21.

 

(16) روح المعاني للألوسي، جزء 13 ص31 .

(17) روح المعاني - جزء 13 ص -33.

 

(18) تفسير البغوي جزء 7 ص 192.

(19) قلتُ: وردت هذه العبارة 3 مرات في صحيح الإمام مسلم.

(20) أخرجه مسلم 7/ 122 وانظر (رياض الصالحين للنووي تحقيق الدكتور ماهر ياسين الجزء 1ص 128(.

(21) مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح  للملا علي قاري، جزء 9 ص 3676. 

 

(22) انظر سنن البيهقي (الجزء 6 / ص101).

(23) فيض القدير(ص20/ الجزء 5). 

(24) صحيح البخاري الطبعة السلطانية (دار طوق النجاة).

(25) في مخطوطته (الإشراف على فضائل الأشراف) ص 38. 

(26) المستدرك على الصحيحين للحاكم جزء 3 ص161 .

(27) رياض الصالحين للإمام النووي ص /139 .

(28) صحيح البخاري جزء 5 ص 105 الطبعة السلطانية (دار طوق النجاة).

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

2

followers

1

followings

1

مقالات مشابة