إيهما أفضل للفقير الصدقات النقدية، أم القسائم الشرائية؟

إيهما أفضل للفقير الصدقات النقدية، أم القسائم الشرائية؟

0 المراجعات

إيهما أفضل للفقير.. الصدقات النقدية، أم القسائم الشرائية؟

تُعتبر الصدقة من أحبّ الأعمال إلى الله سبحانه، وتعالى، لهذا فقد حثّ عليها في العديد من آياته الكريمة، كما وأنّ سيدنا رسول الله  r أمر جميع المسلمين بتأدية الصدقات، وعدم تركها؛ فالصدقة هي: كل ما يُمكن أن يعطيهِ الإنسان للفقراء، والمحتاجين من أجل مساعدتهم على إكمال حياتهم، وتأمين الأمور الضرورية لهم من غذاء، وطعام، وملابس، وعلاج، وغيرها من الحاجات الضرورية لكل إنسان، ومن أجل التقرب إلى الله سبحانه، وتعالى، ونيل الثواب، والأجر، والعظيم.

ويلاحظ من مفهوم الصدقة: إن حاجات الفقير الأساسية ليس من جنس واحد، بل هي متعددة، ومتنوعة، وهذا التعدد، والتنوع ليست على منوال واحد لجميع الفقراء، والمحتاجين، بل هي مختلف من فقير إلى آخر، بل حتى الفقير، والمحتاج الواحد قد تتنوع أولوياته الضرورية؛ فقد يحتاج في أحد الشهور مثلاً إلى مال لتغطية نفقات العلاج، أو يحتاج إلى مال لشراء الملابس، وهكذا، ومن هنا لابد للمتبرع، أو وكيله أن يراعي تلك الحاجات الضرورية للفقير، والمحتاج وبما هو أنفع له.

لقد شهد العصر الحديث أشكال للصدقات، والمساعدات للفقراء، والمحتاجين؛ فتارة يكون شكل الصدقات، والمساعدات على شكل النقد: أي أموال نقدية تدقع إلى الفقراء، والمحتاجين، وتارة يكون على شكل مساعدات عينية، أو قسائم شرائية، وأحيانًا نتساءل أيهما أفضل دفع الصدقة للمحتاجين نقدًا، أو دفعها لهم عيني كالمواد الغذائية، أو قسائم شرائية؟

وهنا يكون الاختيار الأفضل من وجهة النظر العامة أن دفع الصدقة يستحسن أن يكون نقدًا؛ لأن وجود المال بيد المحتاج يتيح له فرصة التحرك بشكل أوسع في توفير ما يلزمه، أو سداد ما يجب عليه دفعه، والوفاء به.

أما لو أن جميع المحسنين دفعوا صدقاتهم على شكل مواد عينية، أو قسائم شرائية، والغالب دائمًا أنها تكون في المواد الغذائية؛ لأصبحت منازل الفقراء شبه مخازن للمواد الغذائية، وقد يضطر بعضهم لبيع تلك المواد بأقل من سعرها الحقيقي للحصول على المال لسداد فواتير الكهرباء، والهاتف، أو شراء ملابس، أو مستلزمات مدرسية لأبنائه، أو لإصلاح سيارته.

ومن يمكن القول: إن الصدقات النقدية أفضل من القسائم الشرائية لوجود المميزات التالية:

  1.  حفظ كرامة الفقير والمحتاج من تكبد عناء القدوم إلى مقر الجمعية للحصول على القسائم الشرائية؛ فالمساعدات النقدية تحفظ كرامة الفقير في الحصول على المساعدات بمجرد تحويل تلك المساعدة إلى حسابه المصرفي، وهو جالس مكرم في بيته، ولا نسى الظروف الاستثنائية التي تمر به البلاد بسبب جائحة كورونا، حيث دعت الحكومة الرشيدة إلى تجنب الاجتماعات، والحضور الشخصي إلى مقار الخدمات العامة، والخروج من المنزل بلا سبب ضروري.
  2.  الصدقات النقدية تعطي المرونة للفقير، والمحتاج من استخدام هذه الصدقة في أغراض متعددة؛ لأن التبرع النقدي للفقير يجعله في مساحة أوسع للتصرف بالمبلغ، وقضاء حوائجه، ومن هنا تكون الصدقة النقدية في كثير من الأحوال هي الأفضل، والأجدى من المساعدات العينية، والقسائم الشرائية.  

العيوب الصدقات النقدية: هناك تجاوزات من بعض الفقراء قد يقترفها أحيانًا عائل الأسرة بعدم التصرف الحسن مع تلك المبالغ، وإهدارها في احتياجات غير نافعة، ولكن هؤلاء الأشخاص يعتبرون قلّة، ومتى ما عُرف أن هذا الشخص غير أمين على مبالغ الصدقات؛ فإنه من المستحسن أن تدفع إليه على شكل قسائم شرائية للمواد غذائية، أو مستلزمات منزلية ضرورية يحتاجها المنزل، والأسرة.

الخاتمة والخلاصة: لابد من التفريق بين الزكاة الواجبة، والصدقات التطوعية؛ فزكاة الأموال يجب إخراجها نقدًا كما نص على ذلك الشرع، أما صدقات التطوع؛ فإنه يختلف فيها صاحب الحاجة، وفي الغالب أن النقد هي الأفضل كما بينت سابقًا؛ لأن الشخص هو الأعرف بمصلحته، ومصلحة بيته، لكن توجد حالات ممن تدفع له المبالغ؛ فلا يُحسن التصرف بها، ولا ينفقها على أسرته، وربما يصرفها في ملذاته، وشهواته، وهنا يكون دفع الصدقة له على شكل قسائم شرائية هي الأفضل، والأجدى له ولأسرته، ولا مانع من أن يتصل هذا المتصدق بأحد من أفراد، أو أقرباء هذه الأسرة الفقيرة، والتعرف على ما ينقصهم من المواد الغذائية، أو المستلزمات الضرورية، وتوفيرها.

 

  

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

1

متابعين

3

متابعهم

1

مقالات مشابة