قصة سيدنا لوط علية السلام مع المثلية الجنسية بنظرة تحليلية (3 )

قصة سيدنا لوط علية السلام مع المثلية الجنسية بنظرة تحليلية (3 )

0 المراجعات

 

ليس هناك شك في أن تفشى المثلية الجنسية ولغيرها من الانحرافات الجنسية في الغرب هي عندنا نتيجة لمشاهدة الشباب لأفلام الجنس 

وهكذا يتضح لنا أنه ليس هناك ما يمنع من العدول عن تسمية هذا الضرب من الشذوذ باللواط إلى تسميته بالسودومية نسبة إلى مدينة سدوم 

 فعلاقة لوط علية السلام بأهل سدوم إن نسبة هؤلاء القوم الذين كانوا يقيمون في سدوم إلى لوط وتسميتهم في القرآن الكريم بقوم لوط 

ففي قصة لوط نلاحظ أنه سبقت هذه القصة  بقوله سبحانه تعالى إلى قوم كذا أخاهم فلانا من الأنبياء. ففيما عدا نوحا الذى لم تبدأ قصته بهذه الطريقة 

وإنما بقوله سبحانه تعالى: ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ ) . والسبب هنا واضح وهو أنه لم يوجد في ذلك الوقت على وجه الأرض  غير قوم نوح أما بعد ذلك 

فنلاحظ أن الله سبحانه تعالى يقول: ﴿ وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هود ) الأعراف 18

أي أن القوم الذين كان ينتمى إليهم هود كان اسمهم عادا وقوله سبحانه  تعالى: (أخاهم) تعنى أنه كان عضوا في مجتمعهم تربطه بهم علاقة قرابة أو نسب 

 وكذلك قال: ﴿وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَلِحَا) (٢) . ولها نفس المعنى السابق إلى أن نأتي للنبي لوط فيقول سبحانه تعالى: ﴿ وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ ) ولم يقل إلى سدوم أخاهم لوطا 

وسدوم هي القرية التي قيل إن أهلها هم المعنيون فيما ورد بارتكابهم الفحشاء ثم يعود ليقول : ( وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا )  . 

وهذه حقيقة أثبتها القرآن الكريم في قوله تعالى في قصة إبراهيم عليه السلام -: (وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنهُمُ أَلاخْسَرِينَ وَنَجَيْنَهُ وَلُوطًا إِلَى الارض )  الأنبياء 70 

ومما يؤكد أن إبراهيم عليه السلام  لم يكن يعلم أن الفاحشة قد استشرت في سكان سدوم وأنه لما جاءته البشرى بقرب إنجاب سارة لابنهما إسحاق 

ثم أخبرته الملائكة بما سوف  تنزله بقوم لوط من عذاب جادلهم في ذلك  يقول سبحانه وتعالى: ﴿ فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَدِ لُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ ) . 

يقول ابن كثير : إنه لما ذهب عن إبراهيم  عليه السلام  الروع وأوجس من الملائكة خيفة حين لم يأكلوا وبشروه بعد ذلك بشروه بالولد وأخبروه بهلاك قوم لوط أخذ يقول 

كما قال سعيد بن جبير في الآية قال : لما جاءه جبريل ومن معه قالوا له : ( إِنَّا مُهْلِكُوا أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ )  قال لهم إبراهيم : أتهلكون قرية فيها ثلاثمائة مؤمن قالوا:  لا  

قال : أتهلكون قرية فيها مائتا مؤمن ؟ قالوا:  لا :قال أتهلكون قرية فيها أربعون مؤمنا؟ قالوا: لا. قال: ثلاثون؟ قالوا: لا حتى بلغ خمسة قالوا : لا 

قال أرأيتكم إن كان فيها رجل واحد مسلم أتهلكونها ؟ قالوا:  لا . فقال إبراهيم عليه السلام عند ذلك : (  إن فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَن فِيهَا لَنُنَجِّيَنَهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ ) 

 فسكت عنهم واطمأنت نفسه

ولم يجدوا المفسرون ما يفسرون به ما جاء بالقرآن الكريم من قوله سبحانه تعالى: ﴿ فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَدِالُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ ) هود  

 وها هو إبراهيم نفسه يقول الله سبحانه تعالى: ﴿رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا تنخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِن شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ )  فكيف يجادله في عدد الأبرار الذين يوجدون في سدوم 

وكأنه سبحانه لا يعلمه ؟! إن الأقرب إلى التصور أن إبراهيم عليه السلام  جادل في شأن العفو عنهم لعلهم يتوبون وتنصلح أحوالهم وهو لا يدرى بالمدى الذى وصل إليه فسادهم 

فقد كان عليه السلام حليما أواها 

ولقد قيل إن إبراهيم  عليه السلام تزوج منهم وانجب من زوجته السدومية بنات زوج بعضهن  فيما بعد  بشباب من أبناء أسرها الكبيرة وهو ما لا نستبعد حد 

وبالتالي فإنه يصعب تصور أن يكون لوط قد علم بأن القوم يأتون الفاحشة رجالا ونساء ثم يتزوج منهم ويزوج بناته الشباب من أبناء أسرها الكبيرة ؟! 

بالطبع لا وإنما الحقيقة أنه لم يكن يعلم بهذا الأمر وذلك لأن الفاحشة لم تكن قد ظهرت بعد في القوم  وإما لأنها كانت في بدايتها يمارسها عدد قليل منهم في الخفاء 

وبالتالي لم يعلم بها لوط الذي نرجح أنه كان يقيم في بيت في ضواحي المدينة يشرف على المكان الذي تتجمع فيه أغنامه ومواشيه التي كانت كثيرة جدا 

 وكان لوط يجسد الفضائل فلو أن الحاكم وافقه على ما يمثله ويجسده من هذه الفضائل لظهر أمام الناس كما لو كان تابعا له خاصة

 ومع ما سبق  نجد الملك لا يضمن أن يقف لوط عند حدود التصرف وفقا لما تمليه الفضيلة فربما يغريه التفاف الناس حوله ومحاكاتهم له بالانقلاب عليه والاستيلاء على الحكم. 

فبماذا يواجه الحاكم بحيث يجعل الناس ينفضون من حوله ويفقدون إعجابهم به ويكفون عن محاكاتهم لسلوكه وتقليدهم لتصرفاته؟ 

وجد الحاكم الحل في المتع والملذات فأطلقها من عقالها وشجع الناس على أن يغترفوا منها مبررا ذلك بأنهم عانوا كثيرا من الحرب والخوف والحرمان 

وأن لهم أن يعيشوا كما يعيش غيرهم فصدقه الناس وأقبلوا بكل ما لديهم من حماس على الملذات يعبون منها عبا  فى النساء والخمر والميسر والرقص والغناء وارتداء أفخر الثياب وتناول أفضل الأطعمة وإقامة الاحتفالات الصاخبة لأتفه المناسبات وهكذا غرق الناس في الفساد حتى الأذقان ونسوا لوطا وذلك لسببين : 

 السبب الأول: أنه وافد عليهم وغريب عنهم فلا يحق له أن يتدخل في شئونهم أو يعترض على تصرفاتهم.

 وأما السبب الثاني : فهو أن الله تعالى لم يكن قد بعثه إليهم بعد  وبالتالي لا يعرف بماذا سيبعث بل ربما تكون فكرة النبوة لم تخطر على باله أصلا حتى ذلك الوقت ولا تطلع إلى أن يكون نبيا 

لأن هناك عمه إبراهيم الذى يأتيه الوحي  ومضت الأيام والناس يعبون من الملذات عبا ويغترفون من الشهوات اغترافا حتى أصابهم الملل من النساء 

فبدأوا يبحثون عن الجديد الذي يشحذ شهيتهم ويشبع شهوتهم إلى أن وجدوا ضالتهم في الغلمان فأقبلوا عليهم وشيئا فشيئا توسعوا وأضافوا الرجال 

وأصبحوا يأتون الفاحشة فيما بينهم وبعد أن كان الأمر يجرى خفية وأمسى يجري علانية في أنديتهم  وانصرفوا تماما عن النساء 

فما كان من هؤلاء النساء إلا أن استغنين عن الرجال بممارسة السحاق. 

من الواضح أن هذه التطورات استغرقت زمنا ليس بالقصير وهذا أمر طبيعي لأن الفساد  في أي صورة من صوره لا يظهر فجأة ولا يستشرى بغتة بل يبدأ قليلا 

فإذا لم يواجه بحزم أخذ يزيد حتى يعم. وكذلك فإنه يبدأ خفية ومع التزام الحذر من جانب مقترفيه فإذا لم يتم الضرب على أيديهم ازدادوا جرأة وجاهروا به واجتمعوا على الرافضين للفساد فاضطهدوهم وعزلوهم بمبررات شتى منها أنهم رجعيون ومتزمتون وأعداء للنجاح وخصوم للتقدم ومنها أيضا أنهم مجرمون يهددون أمن المجتمع ويتربصون برفاهيته . 

فالمدة التي لبثها لوط في سدوم منذ أن انتقل إليها ليقيم بين ظهراني سكانها إلى الوقت الذي خرج فيه منها قبل أن يدمرها الله تعالى ويجعل عاليها سافلها؟ 

أما القرآن الكريم فإنه وإن كان لم يتعرض لمثل هذه التفاصيل إلا أنه بما اشتملت عليه الآيات الخاصة بقصة لوط من تطورات واضحة نبهنا إلى أن الأمر لم يستغرق شهورا أو بضع سنين 

وإنما استغرق زمنا طويلا يصل إلى عشرات السنين وهو ما يمكن الاستدلال عليه من تحذير لوط لهم ونهيه إياهم عن إتيان الفاحشة وتكرار ذلك بصيغ مختلفة تدل على اختلاف المناسبات التي صدر فيها التحذير وحدث النهي وتدل أيضا على توفر معلومات أكثر لدى لوط عن أفعال قومه المشينة فإنه لما علم بما يرتكبونه من فاحشة قال لهم مستنكرا أتأتون الفاحشة؟! 

ما سبقكم بها من أحد من العالمين! ثم أضاف وهو في غاية العجب :

( إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنتُمْ قوم مُسْرِفُونَ ) (1) . فلما علم أنهم يأتون الفاحشة على مرأى من بعضهم البعض قال لهم: أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ ) .

 فلما تأكد له أنهم يفعلون ذلك في ناديهم حيث اعتادوا أن يجتمعوا قال لهم: وتأتون في ناديكم المنكر ! . 

وكان قد علم أنهم جمعوا إلى الفحشاء قطع الطريق على السابلة فقال لهم ( وَتَقْطَعُونَ السَبِيلَ ). وفى مرحلة لاحقة لم يقتصروا على الرجال في إتيان الفاحشة بل تمادوا من لم يبلغوا مرحلة الرجولة من الصبية والغلمان فقال لهم:  (  أَتَأۡتُونَ ٱلذُّكۡرَانَ مِنَ ٱلۡعَـٰلَمِينَ (١٦٥) وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمۡ رَبُّكُم مِّنۡ أَزۡوَٲجِكُم‌ۚ بَلۡ أَنتُمۡ قَوۡمٌ عَادُونَ  ).

 وهكذا بلغوا في انحطاطهم الحضيض فلو أنه كان هناك أمل  ولو ضئيلا  في أن يأتي بعدهم جيل يمكن أن تتغلب فطرته على دوافع الفحشاء 

ينصرف عنها كله أو بعضه فإنهم بإتيانهم الصبية والغلمان  فضلا عن الرجال  حالوا دون تحقق ذلك الأمل وحكموا على المجتمع كله  في حاضره ومستقبله 

بأن يظل أسيرا لهذه العادة السيئة يتوارثها جيل عن جيل ويعللون ذلك قائلين: وجدنا آباءنا يفعلون ذلك وإنا على دربهم ماضون! 

لذلك لم يكن هناك من حل لمشكلتهم غير الإبادة ومنعا من تأثر غيرهم بهم وبخاصة جيرانهم في المدن القريبة التي كانت سدوم بمثابة العاصمة بالنسبة لها

 ولقد قيل إن سكان إحدى هذه المدن  وهى عامورة  ارتكبوا الفاحشة أيضا متأثرين في ذلك بجيرانهم سكان سدوم.

 كذلك فإن لمعرفة المدة التي لبثها لوط في سدوم أهمية ملحوظة لأنه يتوقف عليها تحديد أمور عديدة منها تعلمه لغتهم إذا كان لا يعرفها 

ومنها أيضا تحديد المدة التي إذا أقام فيها الشخص في مدينة أو في قرية فإنه ينسب إليها وتنسب إليه ومنها كذلك كون المدة كافية أم لا  لكي يحيط الشخص إحاطة تامة بما يسود المجتمع الذي انتقل للإقامة فيه من عادات وأعراف وتقاليد وما يوجد فيه من نظم ومؤسسات وأيضا فضائله ورذائلها حتى لا يخطئ التصرف فتكون عاقبته وخيمة 

ولا شك أن درجة تأصل الجرم في النفوس تلعب دورا في تحديد المدة التي تستغرقها الدعوة 

فالنبي نوح عليه السلام  على سبيل المثال  لبث يدعو قومه ألف سنة إلا خمسين بينما لم تزد المدة التي لبثها رسول الله  صلى الله عليه وسلم  عن عشرين عاما انتهت 

وقد نصره الله على المشركين وجاء نصر الله والفتح ودخل الناس في دين الله أفواجا وذلك على خلاف أقوام نوح وعاد وثمود ولوط ومدين الذين أبوا أن يستجيبوا لما دعاهم إليه أنبياؤهم واستكبروا على الله فكانت عاقبتهم الهلاك.                                                                                                                                                              

 وفيما يلى نحاول التعرف على المدة التي قضاها لوط في سدوم

 المدة التي لبثها لوط في سدوم على الرغم من أن قصة لوط جاءت ضمن سياق قصة إبراهيم  عليه السلام  وبالذات فيما يتعلق بظهوره ورحيله إلى كنعان وسفره إلى مصر وعودته منها ثم انتقاله للإقامة فى سدوم فإن ذلك قد أفاد كثيرا في معرفة المدة التي لبثها في تلك القرية الظالم أهلها والتى قدرناها بخمسين سنة وقد تزيد قضاها بين ظهراني هؤلاء القوم  

وهكذا يكون لوط قد قدم إلى سدوم عقب عودته من مصر مع  عمه إبراهيم  عليهما السلام 

. وطبقا لتقديرنا فإن إبراهيم عليه السلام  كان في الخامسة والأربعين من عمره تقريبا فى ذلك الوقت أما السيدة هاجر فكانت في الخامسة والثلاثين؛ لأنها كانت تصغره بعشر سنين كما ذكرت التوراة ولابد أن لوطا كان أصغر من عمه إبراهيم وبالتالي فإن سنه كانت تقل عنه بما لا يقل عن عشرة أعوام.

 كذلك جاء في التوراة أنه بعد ذلك بأعوام بشرت الملائكة سارة بأنها ستحمل وتلد، وكانت يومئذ في التسعين من عمرها أما إبراهيم عليه السلام  

فكان ابن مائة سنة لما أنجبا إسحق  عليه السلام  وهؤلاء الملائكة هم أنفسهم الذى كانوا في طريقهم إلى قوم لوط ليدمروهم. فإذا افترضنا صحة هذا الذي ذكرته فإن ذلك يعنى أن إبراهيم  عليه السلام  أمضى في كنعان بعد عودته إليها من مصر خمسة عشر عاما فقط. 

أما طبقا لتقديرنا فإنه يكون قد أمضى خمسة وخمسين عاما وبالتالي فإن لوطا يكون قد أمضى مثلها في سدوم التي انتقل للإقامة بها عقب عودته من مصر. 

 إنه جاء في التوراة أن إبراهيم  عليه السلام  لما ذهب إلى مصر من زوجته سارة أن تقول إنها أخته وليست زوجته حتى لا يطمع فيها الملك لحنها الشديد

 فلما سمع الملك بحسنها رغب في الزواج منها  ولكنه علم في اللحظات الأخيرة أنها زوجة إبراهيم فاستدعاه ولامه لإخفائه هذه الحقيقة عنه كان سيجعله يرتكب خطأ فظيعا 

ونسى الذين زوروا التوراة أنهم قالوا إن عليه السلام - كان له من العمر يومئذ خمسة وثمانون عاما، ولما أن كانت سارة تصغره بعشرة أعوام 

فمعنى ذلك أنها كانت في الخامسة والسبعين طلب من عمرها. 

فهل يتصور أحد أن امرأة في هذا السن يمكن أن تكون هدفا للرجال يطمعون في الزواج منها مهما كانت درجة جمالها في شبابها؟! 

فضلا عن ملك  مصر الذي تحيط  به الإناث من مختلف الأعمار ويملك أن يتزوج فتيات صغيرات في عمر الزهور ونساء ناضجات تفضن بالحيوية وتتدفق بالأنوثة ! طبعا لا.

 أما الصحيح فهو أن السيدة سارة كانت جميلة وأن ملك مصر رغب في الزواج بها 

ولكن غير الصحيح أنها كانت فى الخامسة والسبعين بل  في الخامسة والعشرين أو في الخامسة والثلاثين على أكثر تقدير لأنه بدءا من هذه السن يأخذ جمال المرأة في الذبول شيئا فشيئا 

وتضمحل حيويتها وتخبو أنوثتها وتدخل في ما يسمى مرحلة الكهولة والشيخوخة. 

فإذا صح هذا فإن إبراهيم  عليه السلام  يكون قد بلغ الخامسة والأربعين وقت أن رحل إلى هربا من المجاعة ويكون لوط في الخامسة والثلاثين تقريبا  ومصداقا 

لقوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (۲). 

ويقول القرطبي في تفسير الآية: إن معناها بلغة قومهم ليبينوا لهم أمر دينهم ووحد اللسان 

وإن أضافه إلى القوم لأن المراد اللغة فهي اسم جنس يقع على القليل والكثير. 

وقال - صلى الله عليه وسلم -: أرسل كل نبي إلى أمته بلسانها وأرسلني الله إلى كل أحمر وأسود من خلقه»

ولنا تكملة ثانية ان شاء الله نرجو صالح دعائكم 
 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

185

متابعين

21

متابعهم

2

مقالات مشابة