قصص الصحابة | عبد الله بن عتيك من بنى سلمة الجزء الثالث والأخير
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
وعلى آله وصحبه اجمعين…
أوقد أهلُ الحصن النيران من كل جهه، وهبوا جمعياً من مراقدهم وانطلقوا يعدون خارج الحصن بحثاً عن الذين أغاروا عليهم، اما نحن فكنا كامنين فى قناة ماء أسفل الحصن، فلما يئس القوم من العثور علينا عادوا إلى صاحبهم ينظرون ما حل به.
فقال أصحابى : النجاء النجاء فإن القوم كفوا عن طلبنا وأنشغلوا بصاحبهم عنا .
فقلتُ لا والله! لا أبرحُ هذا المكان حتى أعلمُ إنى قتلتهُ.
فقال أحدُ أصحابى: أنا أذهبُ فآتيكم بخبره.
ثم مضى حتى دخل فى الناس ودنا من الرجل، فرآى أمرأته تمضى نحوه وبيدها المصباحُ وكبارُ اليهود وراءها يسألونها عما حدث وعن الرجل الغريب الذى أقتحم حصنهم وما فعل، فقالت:والله لا أدرى ولكنى سمعتُ صوتاً غير غريب عنى، فلما أصغيتُ إليه قلتُ: هذا صوتُ ابن عتيك، غير إنى كذبتُ نفسى وقلت: أين ابنُ عتيك من هذه الأرض؟
ثم أقبلت على زوجها ورفعت المصباح، وحدقت فى وجهه ثم إرتدت عنه وهى تقول: مات وإله يهود مات.
فلما سمع ذلك منها قرت عينه، وعاد إلينا وبشرنا.
عند ذلك إحتملنى أصحابى ومضوا بى حتى قدمنا على الرسول صلوات الله وسلامه عليه، فوجدناه على المنبر يخطبُ الناس، فلما رآنا قال: (أفلحت الوجوه، أفلحت الوجوه).
فقلنا: أفلح وجهك يا رسول الله ، وبشرنا بقتل عدو الله .
فلما نزل على المنبر رآى ما بى فقال: (لا بأس عليك يا بن عتيك) ، ثم قال: أبسُط رجلك ، فبسطتها فمسحها فوقفتُ عليها كأننى لم أُشك منها قطُ.
وأكمل الصحابى الجليل عبد الله بن عتيك مسيرته البطولية فى الدفاع عن الإسلام وإعلاء رايته، حتى أُستشهد رضى الله عنه فى معركة اليمامة فى السنة الحادية عشرة للهجرة فى خلافة الصحابى الجليل أبو بكر الصديق رضى الله عنه.
رحم الله الصحابى الجليل عبدُ الله بن عتيك رضى الله عنه وعن صحابه رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأجزهم عن الإسلام والمسلمين خير جزاء وأكرمهم وأكرمنا بالجنة التى وعد بها المتقون.
اللهم بارك ووفق وأستجب وحقق كل الأمنيات وأرزق الفردوس الأعلى من الجنة لكل من قرأ وأستمع وشارك وساهم فى نشر هذه المشاهد العظيمة
من حياة الصحابى الجليل عبد الله بن عتيك رضى الله عنه وأجعلها صدقة جارية فى ميزان حسناته يارب العالمين يا الله.
اللهم يا حى يا قيوم برحمتك نستغيث اللهم أرحم موتانا وموتى المسلمين
اللهم أغفر لهم وأرحمهم وعافهم واعف عنهم اللهم أجعل قبورهم روضة من رياض الجنة
اللهم أغسلهم بالماء والثلج والبرد ونفهم من الذنوب والخطايا كما ينُقى الثوب الأبيض من الدنس
اللهم جازهم بالحسنات إحساناًوبالسيئات عفواً وغفراناً
اللهم أغفر لهم وأرحمهم وعافهم وأعف عنهم اللهم يسر حسابهم ويمن كتابهم
اللهم ادخلهم جنتاك جنات النعيم
اللهم أرضى عليهم اللهم وأرحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه
اللهم أغفر لنا خطايانا وذنونبنا وتجاوز عن سيئاتنا واحشرنا مع عبادك الصالحين
رب أغفر لجميع موتى المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية ولنبيك بالرسالة وماتوا على ذلك
اللهم أغفر لهم وأرحمهم وعافيهم وأعفو عنهم واكرم نزلهم ووسع مدخلهم
اللهم ابدلهم داراً خيراً من دارهم واهلاً خير من أهلهم و أزواجاً خيراً من أزواجهم وأدخلهم الجنه وأعظهم من عذاب النار .
اللهم برد قبر كل ميت بنسيم الجنة .
اللهم أرحم من أشتاقت لهم أنفسنا وهم تحت التراب
اللهم نور قبر كل ميت وعطر مشهده وطيب مضجعه
وأنس وحشته ونفس كربته وقه عذاب القبر وفتنته
اللهم آمين
تمت بحمد الله وفضله