قصة الغلام مع الساحر والراهب1
قصة الغلام والراهب والساحر:-
قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم (كان فيمن كان قبلكم ملك، وكان له ساحر، فلما كبر قال للملك، إني قد كبرت، فابعث إلي غلاما أعلمه السحر، فبعث إليه غلاما يعلمه)، ويظهرهنا نوعين من الظالمين ينتشرون في كل زمان ومكان، هذا الملك الذي يدعي الالوهية ويقول : لا رب لكم غيري، ولا إله لكم غيري، ومن الملوك من يقولها ويصرح بها، كما قالها فرعون، وكما قالها هذا الملك كما سنبين في القصة، ومنهم من يقولها حين يأمر الناس بطاعته في معصية الله وفي الكفر بالله، ويجعل الإيمان حسب الإذن كما ذكرنا عن فرعون، ففرعون له منهج، فهو إمام يدعو إلى النار، كما قال الله سبحانه وتعالى {وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار} وقد يقول أحد: كيف يدعون إلى النار وقد دفنوا؟ فنقول لهم: لأنهم أسسوا طريقا وأسلوبا للحياة يعيش به هؤلاء الذين يقولون للناس: لا تؤمنوا إلا إذا قلنا لكم.
وإبليس يدعي الإلوهية عند سفهاء العقول، ولكنه ارتضى من معظم البشر بأن يعبدوه وهم يلعنونه، فأكثر البشر يعبدون إبليس كما قال الله تعالى: {ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين ، وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم ، ولقد أضل منكم جبلا كثيرا}.
وأغلب الخلق يلعنوه وهم يعبدوه، وقد رضي إبليس بذلك، فهو لا يسمى إلها، ولكن في الوقت نفسه يعامل معاملة الإله، وكم من الطواغيت الظالمين يطلبون ذلك، يريدون أن يعاملوا معاملة الإله وإن لم يسموا أنفسهم آلهة، وأن يطاعوا ولا يرد كلامهم، ولو في الشرك، ولو في معصية الله.
وهذا نوع من الطاغوت، وهو مفسد في الأرض وإن زعم أنه يصلح، وهذا من أعظم أنواع الإفساد في الأرض، أن يدعو إلى عبادة غير الله، والملك يستعين بساحر يقلب له الأمور، فالساحر يسحر أعين الناس حتى يريهم الأشياء على غيرحقيقتها، وحتى يقول الناس،هذه العصا حية، وهذا الحبل ثعبان، ولكل زمان سحرته كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، (فإن من البيان لسحرا)، والذي يجعل الباطل في أعين الناس حقا يموتون من أجله، وكذلك الذي يجعل الحق في أعين الناس باطلا يريدون أن يدوسوه بالأقدام،هم ذلكم السحرة، ، فالناس اليوم عندهم أن العفة والطهارة تخلف، والفجور والفواحش تقدم، ألا ترونهم في بلاد المسلمين كان الستر والحجاب لما كان أهل الإسلام يحكمونها، فلما دخل الأعداء إلى تلك البلاد خلعت النساء الحجاب وذهبن إلى الكوافير، وشاهد الناس الأفلام وهم يموتون جوعا، ويفتخر أعداؤهم بأنهم قد تقدموا، وقد أصبحت عندهم حرية، وليست إلا حرية الفرج والبطن فقط .
فالسحرة والكهنة من الطواغيت ومع الذين يحكمون بغير شرع الله سبحانه وتعالى، وهؤلاء دائما يتعاونون.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (فلما كبر الساحر قال للملك: إني قد كبرت فابعث إلي غلاما أعلمه السحر)، وعجيب هذا الساحر، لماذا يحرص على استمرار الشر بعده؟ أيريد أجرا من تعليم هذا الغلام السحر؟ فهولا يريد ذلك ، لكنه يعمل لأبليس، فما المبرر أن يسعى في إيجاد جيل من السحرة من بعده ويستمر السحر من بعده؟
يحرص على ذلك لأنه تأتيه أوامر من إبليس اللعين أن يسعى لأستمرار الفساد والشر، ونتعجب ممن لا يؤمن بالآخرة كعباد البقر ، لماذا يقاتلون من أجل عبادة البقر وعبادة الأصنام؟ لماذا يضحون بحياتهم من اجل ذلك؟ فالواحد منهم لا يؤمن بآلأخرة ولا يؤمن بالبعث ، ومع ذلك مستعد لأن يضحي بحياته وأن يموت من أجل أن تظل هذه العقيدة موجودة؛ لأنه كما ذكرنا يعمل لحساب الطاغوت الأكبر إبليس والعياذ بالله من ذلك.
يتبع
المصدر: كتاب القصص القرآني.