🌟الرحمة التي بكت الخليفة

🌟الرحمة التي بكت الخليفة

0 المراجعات

 

المقدمة:

في ظلام الليل وسكون المدينة، كان هناك رجل لا ينام مثل بقية الناس... كان يسير وحده، يبحث عن الجائع والضعيف والمظلوم. لم يكن رجلًا عاديًا، بل كان حاكمًا لأعظم دولة في الأرض. إنه عمر بن الخطاب، الخليفة العادل، الذي لم يكن ينام مرتاحًا قبل أن يطمئن أن كل فرد من رعيته شبع وآمن.

لكن في تلك الليلة، حدث شيء جعل الدموع تملأ عينيه، ويشعر أن العدالة وحدها لا تكفي… بل لا بد من الرحمة!

 

---

العرض:

بينما كان عمر رضي الله عنه يتجوّل في طرقات المدينة ليلًا، سمع صوت بكاء أطفال من بعيد. اقترب بهدوء، فوجد كوخًا بسيطًا تخرج منه أنات الصغار. طرق الباب، فخرجت امرأة يبدو عليها التعب.

سألها برفق: “ما بال هؤلاء الأطفال؟”

قالت بحزن: “إنهم جائعون، لا نملك طعامًا. وضعت قدرًا فيه ماء وبعض الحجارة، حتى يظنوا أن هناك طعامًا يُطهى، فينتظروا حتى يناموا من التعب.”

انكسر قلب عمر، واهتز كيانه... كيف يجوع أطفال في دولته؟ كيف ينام في قصره، وطفل صغير يبكي من الجوع؟!

عاد مسرعًا إلى بيت مال المسلمين، وحمل كيسًا من الدقيق والسمن والتمر، وأصر أن يحمله بنفسه.

قال له خادمه: “دعني أحمله عنك.”

فرد عمر بحزم: “وهل ستحمل عني أوزاري يوم القيامة؟!”

عاد إلى المرأة، وأعد الطعام بيديه، وأشعل النار، وظل يقلب الطعام حتى نضج. ثم جلس يطعم الأطفال واحدًا تلو الآخر، حتى شبعوا، وناموا وهم يبتسمون.

نظرت إليه المرأة وقالت: “والله إنك أحق بالخلافة من عمر بن الخطاب!”

فابتسم وقال بهدوء: “لا تلوميه… فإن عمر هو من أمامك الآن.”

 

---

الخاتمة:

رحل عمر عن البيت، لكن قلبه لم يهدأ… وظل يردد: “لو عثرت بغلة في العراق، لسألني الله عنها، لِمَ لم تمهّد لها الطريق يا عمر؟”

لم يكن عمر مجرد حاكم، بل كان أبًا لكل فقير، ويدًا حانية لكل جائع. علمنا أن الحاكم الحقيقي لا تحركه السلطة، بل تحركه الرحمة والمسؤولية أمام الله.

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

1

متابعهم

1

متابعهم

1

مقالات مشابة