تاريخ القدس عبر العصور

تاريخ القدس عبر العصور

4 المراجعات

عبر التاريخ الإنساني الطويل، كانت القدس مدينةً مختلفة عن غيرها، مدينةً تحمل في أزقتها ضوءًا خاصًا، وفي حجارتها عبقَ أنفاس الأنبياء والرسل والصالحين. القدس ليست مجرد مساحة جغرافية صغيرة على خريطة الشرق الأوسط، بل هي رمزٌ حيٌّ لهويةٍ متجذرة، وشاهدٌ خالد على صراع الحق مع الباطل منذ آلاف السنين.

 القدس عبر التاريخ القديم

 

النشأة الأولى واليبوسيون

ترجع أصول القدس إلى أكثر من خمسة آلاف عام، حيث أسسها اليبوسيون، وهم فرع من الكنعانيين الذين سكنوا أرض فلسطين منذ القدم. أطلقوا عليها اسم "يبوس"، ثم أُطلق عليها لاحقًا اسم "أوروسالم" أي مدينة السلام. هذا الاسم القديم يكشف عن عمق الرغبة البشرية في أن تكون القدس موطنًا للسكينة رغم ما كُتب عليها من صراعات.

كانت القدس في بداياتها مدينة محصنة، تقع على تلة مرتفعة، مما منحها أهمية استراتيجية؛ فهي تتحكم في الطرق التجارية التي تربط بين مصر والشام وبلاد الرافدين. هذا الموقع جعلها محط أنظار القوى الكبرى، فتعاقبت عليها الحملات العسكرية منذ فجر التاريخ.

القدس في زمن الفراعنة

في الألفية الثانية قبل الميلاد، كانت فلسطين عامة، والقدس خاصة، خاضعة أحيانًا لسلطة الفراعنة في مصر. عُثر على رسائل "تل العمارنة" التي كتبها حكام المدن الكنعانية إلى الفرعون المصري، يستنجدون به لحمايتهم من الغزاة. من بين هذه الرسائل، إشارات إلى مدينة القدس، مما يؤكد أن اسمها ووجودها كانا حاضرين منذ تلك الحقبة.

القدس والبابليون

بحلول القرن السادس قبل الميلاد، تعرضت القدس لحدث مفصلي عندما جاء الملك البابلي نبوخذ نصر الثاني. حاصر المدينة، ثم دمرها عام 586 ق.م، وسبى الكثير من أهلها إلى بابل فيما عُرف بـ السبي البابلي. هذا الحدث غيّر مسار التاريخ الديني والسياسي للمدينة، وأثر بعمق على الذاكرة الدينية للشعوب.

القدس والفرس

بعد سقوط بابل، جاء الفرس بقيادة الملك كورش الكبير، الذي سمح للمهجرين بالعودة إلى القدس، وأعادوا بناء ما تهدم من أسوارها. هنا بدأت المدينة تستعيد عافيتها، لكنها ظلت ساحة نزاع بين القوى المتنافسة في المنطقة.

القدس والإغريق والرومان

مع توسع الإسكندر المقدوني، خضعت القدس للسيطرة الإغريقية، ثم انتقلت إلى حكم البطالمة والسلوقيين. في تلك الفترة عانت المدينة من محاولات فرض الثقافة اليونانية، لكنها احتفظت بخصوصيتها.

ثم جاء الرومان في القرن الأول قبل الميلاد، فسيطروا على القدس وجعلوها جزءًا من إمبراطوريتهم. في زمنهم وقعت أحداث تاريخية كبرى، أهمها ظهور السيد المسيح عليه السلام، الذي وُلد في بيت لحم القريبة من القدس، وبشّر برسالة التوحيد والمحبة، لكنه لقي مقاومة شديدة من السلطات الدينية والسياسية.

وبعد عقود، دمّر الرومان القدس عام 70م بقيادة القائد تيطس، وهدموا المعبد وأحرقوا أجزاء واسعة من المدينة، لتبدأ مرحلة جديدة من تاريخها المليء بالمآسي. 

 

 القدس في العهد المسيحي

 

ميلاد المسيح عليه السلام وبدايات المسيحية

مع بدايات القرن الأول الميلادي، شهدت أرض فلسطين حدثًا عظيمًا غيّر مجرى التاريخ، وهو ميلاد السيد المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام في مدينة بيت لحم القريبة من القدس. كانت فلسطين آنذاك تحت الحكم الروماني، وكان الناس يعيشون في أوضاع اقتصادية وسياسية صعبة، وقد تفرّقت دياناتهم وتباعدت قلوبهم.

ظهر المسيح عليه السلام برسالة التوحيد والإصلاح، يدعو الناس لعبادة الله وحده، ويعيد لهم جوهر الشريعة التي جاء بها موسى عليه السلام. لم يكن المسيح مجرد مصلح اجتماعي، بل كان نبيًّا من أنبياء الله أرسله لهداية بني إسرائيل.

كانت القدس مركزًا رئيسيًا في دعوته، إذ دخلها المسيح مرارًا، وعلّم في ساحاتها، وألقى مواعظه في هيكلها، وجمع حوله تلاميذه المعروفين بالحَواريين. لكن سلطات الكهنة اليهودية، المتحالفة مع الحكم الروماني، رأت في دعوته خطرًا على نفوذها، فسعت للتآمر عليه. 

القدس وآلام المسيح

بحسب الروايات التاريخية، فإن الأحداث الكبرى التي ارتبطت بآلام المسيح وصلبه المزعوم وقعت في القدس. فهنا جرى القبض عليه، وهناك تمت محاكمته أمام بيلاطس البنطي، والي الرومان. ثم سُلك به إلى طريق الآلام وصولًا إلى موضع يُعرف اليوم بـ "الجلجثة"، حيث يقول المسيحيون إنه صُلِب.

غير أن القرآن الكريم يؤكد بوضوح أن المسيح عليه السلام لم يُصلب ولم يُقتل، وإنما شبّه لهم، قال تعالى:
"وما قتلوه وما صلبوه ولكن شُبِّه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينًا" [النساء:157].

هذا الموقف القرآني يوضح أن ما جرى في القدس من أحداث لم ينل من مكانة المسيح عليه السلام عند المسلمين، بل ظل نبيًّا مكرّمًا عند الله، رفعه إليه وطهّره من مكر أعدائه.

انتشار المسيحية في القدس

 

بعد رفع المسيح، بدأ تلاميذه ينشرون دعوته في القدس وما حولها. اجتمعوا في "علّية صهيون" بالمدينة، وهناك انطلقت البدايات الأولى للكنيسة المسيحية. ثم ما لبثت القدس أن أصبحت مركزًا مهمًا للمؤمنين الجدد، وراحوا يبنون أماكن العبادة ويتخذون من المدينة مقرًا للقيادة الروحية.

إلا أن الرومان كانوا لا يزالون ينظرون بعين الريبة إلى المسيحية الناشئة، فاضطهدوا أتباعها في أوقات كثيرة، ودمّروا أماكن عبادتهم، خاصة بعد تدمير القدس على يد الإمبراطور تيطس سنة 70م. لكن مع مرور الوقت، بدأت المسيحية تنتشر حتى وصلت إلى روما نفسها.

العهد البيزنطي

مع اعتناق الإمبراطور قسطنطين الكبير المسيحية في القرن الرابع الميلادي، دخلت القدس مرحلة جديدة من تاريخها. فقد قررت والدته، الملكة هيلانة، أن تبني كنائس عظيمة في القدس لتخليد المواقع التي ارتبطت بالمسيح. ومن أهم هذه الكنائس: كنيسة القيامة، التي لا تزال قائمة إلى اليوم وتُعدّ من أقدس الأماكن عند المسيحيين.

أصبحت القدس مركزًا دينيًا عالميًا للمسيحيين، وتدفقت إليها قوافل الحجاج من شتى أنحاء الإمبراطورية. بنيت الأديرة والكنائس، وازدهرت الحياة الدينية فيها. وفي العهد البيزنطي تحديدًا، اكتسبت المدينة طابعًا مسيحيًا واضحًا، حتى صارت "عاصمة روحية" للمسيحية الشرقية.

الاضطرابات والصراع

رغم هذا الازدهار، لم تسلم القدس من الصراعات. ففي القرن السابع الميلادي، اجتاحها الفرس الساسانيون، واحتلوا المدينة، ودمّروا الكثير من كنائسها، ونقلوا الصليب المقدس إلى عاصمتهم. استمر الاحتلال الفارسي سنوات قليلة، ثم استعادها الإمبراطور البيزنطي هرقل، وأعاد إليها الطابع المسيحي.

لكن لم يطل الأمر طويلًا، إذ كانت إرهاصات ظهور الإسلام قد بدأت في الجزيرة العربية، وكانت القدس على موعد مع صفحة جديدة من تاريخها، حين دخلها المسلمون بقيادة الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، بعد سنوات قليلة من ذلك. 

 القدس في العهد الإسلامي

إرهاصات الفتح الإسلامي

في بداية القرن السابع الميلادي، كانت القدس تحت الحكم البيزنطي. لكن الإمبراطورية البيزنطية كانت قد ضعفت بسبب حروبها الطويلة مع الفرس الساسانيين. دخل المسلمون في هذه الفترة مرحلة الفتوحات الكبرى بعد وفاة النبي محمد ﷺ، بقيادة الخلفاء الراشدين. وكان هدف الفتوحات تحرير الشعوب من ظلم القوى الكبرى، ونشر رسالة التوحيد.

بعد انتصار المسلمين في معركة اليرموك سنة 15هـ (636م)، التي حطمت الوجود البيزنطي في الشام، أصبحت القدس محاصَرة، ولم يعد أمامها إلا التسليم.

الفتح العمري

تُعد لحظة دخول الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه القدس واحدة من أعظم اللحظات في تاريخ المدينة. جاء أهل القدس وطلبوا أن يُسلّموا المدينة للخليفة بنفسه، فوافق عمر وسافر من المدينة المنورة إلى القدس، في رحلة خلدها المؤرخون.

دخل عمر القدس متواضعًا على بعيره، لا فرق بينه وبين جنوده. وحين وصل، استقبله البطريرك صفرونيوس، وسلّمه مفاتيح المدينة. كتب عمر لأهلها عهدًا عُرف باسم العهدة العمرية، ضمن لهم فيه الأمان على أنفسهم وأموالهم وكنائسهم، وأعطاهم الحرية الكاملة في ممارسة شعائرهم الدينية. هذه الوثيقة التاريخية تبرز روح العدل والتسامح التي جاء بها الإسلام، وتفردت بها القدس في ظل الحكم الإسلامي.

بناء قبة الصخرة والمسجد الأقصى

بعد الفتح الإسلامي، اهتم الخلفاء الأمويون بالقدس، خاصة الخليفة عبد الملك بن مروان. ففي عام 72هـ (691م)، أمر ببناء قبة الصخرة، التي أصبحت تحفة معمارية خالدة، رمزًا للمدينة وأحد أروع معالمها. القبة ليست مسجدًا للصلاة فحسب، بل معلمًا معماريًا يعكس عظمة الحضارة الإسلامية في أوجها.

وفي نفس الفترة، جُدّد بناء المسجد الأقصى وأصبح مركزًا للعلم والعبادة. ومع هذين المعلمين، أصبحت القدس مقصدًا للمسلمين من كل مكان، حيث يجتمعون للعبادة وطلب العلم، وصارت المدينة محطة رئيسية على خريطة العالم الإسلامي.

 

القدس في العهد العباسي والفاطمي

مع انتقال الخلافة إلى العباسيين، حافظت القدس على مكانتها الروحية، وظل المسجد الأقصى مركزًا للعلماء والفقهاء. ورغم الصراعات السياسية التي شهدها العالم الإسلامي، فإن القدس بقيت آمنة ومزدهرة.

وفي العهد الفاطمي، ازداد الاهتمام بالمدينة، وأُعيد ترميم معالمها الدينية. لكنها تعرضت أيضًا لهزات نتيجة الصراعات بين الفاطميين والسلاجقة والصليبيين لاحقًا.

الغزو الصليبي ومحنة القدس

في أواخر القرن الحادي عشر، انطلقت الحملات الصليبية من أوروبا بدعوى تحرير القدس من المسلمين. تمكن الصليبيون من احتلالها سنة 1099م، وارتكبوا مذبحة مروعة راح ضحيتها عشرات الآلاف من المسلمين واليهود. حوّلوا المسجد الأقصى إلى كنيسة، وقبة الصخرة إلى مقر لفرسان المعبد.

ظلت القدس أسيرة الاحتلال الصليبي قرابة تسعين عامًا، عانت خلالها من التهويد والتغيير الديمغرافي، حتى جاء القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي. بعد انتصاره الساحق في معركة حطين سنة 1187م، توجه إلى القدس، وحررها بجيشه، وأعادها إلى حضن الأمة الإسلامية. دخلها دون أن يريق دماء المدنيين، وضرب مثالًا في التسامح، مخالفًا بذلك ما فعله الصليبيون عند احتلالهم.

 

القدس في العصور المملوكية والعثماني

بعد صلاح الدين، اهتم الأيوبيون والمماليك بالقدس، فبنوا المدارس والزوايا والمكتبات، وجعلوا المسجد الأقصى مركزًا للعلم الشرعي والقراءات القرآنية. ومن آثار المماليك التي لا تزال قائمة حتى اليوم: المدارس المملوكية التي تزين محيط المسجد الأقصى.

ثم جاء العثمانيون سنة 1517م، فدخلت القدس مرحلة جديدة من الاستقرار استمرت أربعة قرون تقريبًا. اهتم السلاطين العثمانيون بالمدينة، فقام السلطان سليمان القانوني بترميم أسوار القدس التي ما زالت قائمة، وبنى القباب والنوافير. ظلت المدينة في ظل العثمانيين مركزًا دينيًا مزدهرًا، يقصدها الحجاج من كل مكان.

نهاية العهد الإسلامي وبداية الاحتلال الحديث

مع ضعف الدولة العثمانية، بدأت القوى الأوروبية تتدخل في شؤون القدس، حتى انتهى الأمر بسيطرة البريطانيين عليها عام 1917م بعد الحرب العالمية الأولى، ليبدأ فصل جديد من معاناة المدينة، عنوانه الاحتلال والتهويد. 

 

القدس تحت الحكم العثماني

دخلت القدس تحت راية الدولة العثمانية سنة 1517م بعد معركة مرج دابق، فأصبحت جزءًا من الخلافة الإسلامية التي امتدت قرونًا. العثمانيون أولوا المدينة عناية خاصة؛ فقد كانت تمثل قدسية كبيرة في نفوس المسلمين والمسيحيين على حد سواء.
قام السلطان سليمان القانوني بترميم أسوار القدس الشهيرة التي ما زالت قائمة حتى اليوم، وبنى عدة أبواب ضخمة مثل باب العمود وباب الخليل. كما اهتم بترميم قبة الصخرة والمسجد الأقصى، وأوقف الأوقاف الإسلامية والخيرية لدعم سكان القدس وخدمة الحجاج والزوار.
خلال العهد العثماني، تميزت القدس بالاستقرار النسبي مقارنةً بما سبق من اضطرابات، حيث عاش المسلمون والمسيحيون واليهود معًا تحت إدارة إسلامية سمحت لهم بممارسة شعائرهم بحرية، مع ضمان الحفاظ على الهوية الإسلامية للمدينة.
لكن مع ضعف الدولة العثمانية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، بدأت الأطماع الأجنبية تتزايد على فلسطين، وأخذت القوى الأوروبية تبحث عن نفوذ لها في القدس بذريعة حماية الطوائف الدينية. هذا التغلغل مهد الطريق لمرحلة أكثر خطورة لاحقًا وهي الاستعمار الغربي المباشر. 

القدس والاحتلال البريطاني

بعد ضعف الدولة العثمانية ودخولها الحرب العالمية الأولى، وقعت فلسطين تحت الانتداب البريطاني سنة 1917م، بعد سقوط القدس بيد القوات البريطانية بقيادة الجنرال أللنبي.
خلال هذه المرحلة، بدأت أخطر التحولات؛ إذ فتحت بريطانيا الباب أمام الهجرة اليهودية بدعم من وعد بلفور، الذي تعهّد فيه وزير الخارجية البريطاني سنة 1917م بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.
شهدت القدس خلال الحكم البريطاني تغيّرات ديموغرافية خطيرة، حيث تزايد عدد اليهود على حساب السكان العرب، كما بدأت محاولات لطمس الهوية الإسلامية والعربية للمدينة. في المقابل، اندلعت ثورات فلسطينية ضد الاستعمار البريطاني مثل ثورة البراق 1929، والثورة الفلسطينية الكبرى 1936-1939، وكانت القدس دائمًا رمزًا للمقاومة.


 القدس بعد النكبة (1948)

عام 1948م، قامت العصابات الصهيونية بارتكاب مجازر عديدة وتهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين، وهو ما عرف بـ النكبة.
في هذه المرحلة قُسِّمت القدس:

القدس الغربية: وقعت تحت الاحتلال الصهيوني وأُعلنت عاصمة لدولتهم المزعومة.

القدس الشرقية: بقيت تحت الإدارة الأردنية، وظل المسجد الأقصى وقبة الصخرة في حماية الأردن.
لكن مع تهجير الفلسطينيين، بدأت معالم التغيير تظهر، حيث حاول الاحتلال فرض وجوده على المدينة تدريجيًا.


 القدس بعد نكسة 1967

في حرب يونيو 1967م، احتلت إسرائيل القدس الشرقية، بما فيها البلدة القديمة والمسجد الأقصى المبارك. ومنذ ذلك الحين، بدأ الاحتلال حملة شرسة لتهويد المدينة عبر:

هدم أحياء فلسطينية مثل حي المغاربة.

بناء مستوطنات حول المدينة.

فرض سياسات قمعية على السكان العرب.
ورغم ذلك، بقي أهل القدس صامدين، يدافعون عن أرضهم ومقدساتهم رغم الاعتقالات والمضايقات.


 القدس اليوم – رمز المقاومة

اليوم، تُعد القدس رمزًا للصراع بين الحق والباطل. فهي ليست مجرد مدينة فلسطينية، بل قلب الأمة الإسلامية والعربية.
يحاول الاحتلال فرض سيطرته عبر الاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى، ومنع المصلين، وبناء الجدار العازل. لكن أهل القدس يسطرون أروع ملاحم الصمود، من خلال المرابطين والمرابطات الذين يواجهون جنود الاحتلال بصدور عارية وإيمان قوي.
كما أصبحت القدس قضية محورية في وجدان المسلمين، حيث يعتبر الدفاع عنها واجبًا دينيًا وقوميًا. ورغم كل المخططات، فإن المدينة ما زالت تنبض بالحياة، وتُعلن أن هويتها عربية إسلامية، وأنها ستبقى كذلك مهما طال الزمن.


القدس مدينة ليست كأي مدينة؛ فهي ملتقى الأنبياء، ومسرى النبي محمد ﷺ، ورمزٌ للوحدة والهوية الإسلامية. عبر التاريخ، مرّت بمراحل من الازدهار والانكسار، لكنها ظلت ثابتة شامخة في وجه كل الغزاة. واليوم، ورغم الاحتلال والتهويد، تبقى القدس حية في قلوب المسلمين، تنتظر يوم التحرير، لتعود كما كانت منارة للعلم والدين والسلام.

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

6

متابعهم

12

متابعهم

0

مقالات مشابة