القرءان الكريم وفوائده

القرءان الكريم وفوائده

تقييم 5 من 5.
1 المراجعات

القرآن الكريم: كتاب الهداية والنور

يُعد القرآن الكريم أعظم كتاب أنزله الله سبحانه وتعالى على نبيه محمد ﷺ، وهو آخر الكتب السماوية وخاتمها، أُنزل ليكون هداية للبشرية كافة، ودستورًا شاملًا ينظم شؤون الحياة، ويُرشد الإنسان إلى طريق الخير والصلاح. وقد نزل القرآن باللغة العربية الفصحى، فكان معجزًا في بيانه وأسلوبه، جامعًا بين البلاغة والوضوح، مما جعله يتحدى العرب آنذاك – وهم أهل الفصاحة والبيان – أن يأتوا بمثله، فعجزوا عن ذلك إلى يومنا هذا.

مكانة القرآن الكريم

يمثل القرآن الكريم المرجع الأول للمسلمين في العقيدة والعبادة والتشريع، فقد اشتمل على أحكام شرعية، ومبادئ أخلاقية، وتوجيهات روحية، كلها تسعى لبناء مجتمع متماسك تسوده العدالة والرحمة. وهو ليس كتابًا للتلاوة فحسب، بل كتاب للتدبر والعمل، إذ يقول الله تعالى:
﴿كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ﴾ [ص: 29].

إعجاز القرآن

من أبرز ما يميز القرآن الكريم إعجازه؛ فهو معجزة خالدة باقية إلى قيام الساعة. ويتجلى هذا الإعجاز في عدة جوانب:

الإعجاز البلاغي: أسلوبه الراقي وموسيقاه الفريدة التي تعجز العقول عن الإتيان بمثلها.

الإعجاز العلمي: ما تضمنه من إشارات دقيقة تتعلق بالكون، والبحار، وتكوين الإنسان، ثبتت صحتها لاحقًا مع تقدم العلم.

الإعجاز التشريعي: كونه نظامًا متكاملًا يوازن بين متطلبات الروح والجسد، والفرد والمجتمع.

أثر القرآن في حياة المسلمين

القرآن الكريم ليس مجرد كتاب يُقرأ في المناسبات أو يُتلى في الصلوات، بل هو منهج حياة شامل. فهو يربي المسلم على الصدق، والأمانة، والعدل، والإحسان. كما يغرس في قلبه الطمأنينة والسكينة، قال تعالى:
﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ [الرعد: 28].

ولذلك يحرص المسلمون على تلاوته يوميًا، وحفظه في صدورهم، والعمل بأحكامه، ليكونوا من الذين قال الله فيهم:
﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾ [الإسراء: 9].

مسؤوليتنا تجاه القرآن

من الواجب على كل مسلم أن يتعامل مع القرآن بوعي كامل، فيتلوه بترتيل، ويفهم معانيه، ويطبّق ما جاء فيه من أوامر ونواهي. كما أن نشر ثقافة القرآن وتعليمه للأجيال يُعدّ مسؤولية عظيمة، فهو حصن للأمة من الانحراف، ومصدر قوتها وعزتها.

طرق تلاوة القرآن وتدبره

إن من أعظم ما يقرّب المسلم إلى الله تعالى هو تلاوة القرآن الكريم بتدبر وخشوع. وقد أرشدنا النبي ﷺ إلى قراءة القرآن بترتيل وتحسين الصوت، فقال: "زيّنوا القرآن بأصواتكم". فالقراءة بتأنٍّ تجعل القلب حاضرًا، والعقل متأملًا في المعاني، وهذا ما يحقق الغاية الأساسية من إنزاله وهي التدبر والعمل.

كما أن لحفظ القرآن فضل عظيم، إذ يُعدّ حفظة القرآن من أهل الله وخاصته، ويُرفع قدرهم في الدنيا والآخرة. أما العمل بالقرآن فهو المرتبة الأسمى، حيث يتحول القارئ إلى قدوة حسنة تجسد القيم القرآنية في سلوكه ومعاملاته.

ولكي يستفيد المسلم حقًا من القرآن، ينبغي أن يجعل له وردًا يوميًا، فيخصص وقتًا للتلاوة، وآخر لفهم التفسير، مع الحرص على ربط الآيات بالواقع العملي. وبذلك يعيش المسلم مع القرآن حياةً متجددة تملؤها الطمأنينة والإيجابية.

خاتمة

القرآن الكريم هو النور الذي يضيء درب الإنسانية، والرحمة المهداة للعالمين. هو كتاب خالد، باقٍ ما بقيت السماوات والأرض، لا يحده زمان ولا مكان، يربط المسلم بربه، ويمنحه الأمل والطمأنينة. ومن هنا، فإن العودة إلى القرآن والتمسك بتعاليمه هو الطريق الأمثل لنهضة الأمة ورقيها، مصداقًا لقوله ﷺ: "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي: كتاب الله وسنتي".

image about القرءان الكريم وفوائده

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

1

متابعهم

2

متابعهم

1

مقالات مشابة
-