
🕌 سيرة عمر بن الخطاب.. من الجاهلية إلى العدل والإسلام
🕌 السيرة الكاملة لعمر بن الخطاب رضي الله عنه

نسبه ونشأته
هو عمر بن الخطاب بن نفيل القرشي العدوي، من قبيلة قريش بمكة. وُلد بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة تقريبًا. عُرف بقوته الجسدية، وذكائه، وفصاحته، وكان من أشراف قريش وسفرائها، يُرسل في المهام الكبرى لمكانته بين قومه.
إسلامه وتحوله الجذري

في البداية كان من ألد أعداء الإسلام، حتى خرج يومًا يريد قتل النبي ﷺ، فدلّه رجل على بيت أخته فاطمة، حيث كانت تقرأ القرآن مع زوجها. عندما سمع عمر آيات من سورة "طه"، لانت قلبه وأسلم بين يدي النبي ﷺ.
ومنذ ذلك اليوم أصبح الإسلام أقوى بدخوله، حتى لُقِّب بـ الفاروق لأنه فرّق بين الحق والباطل.
صفاته وأخلاقه
العدل الصارم: كان يقيم الحق على القوي والضعيف بلا تمييز.
التواضع: رغم أنه خليفة المسلمين، كان يلبس ثيابًا بسيطة ويأكل طعامًا عاديًا.
الزهد: كان يعيش حياة بسيطة بعيدة عن الترف.
الشجاعة: لم يخف من أحد في سبيل الله.
خلافته (13هـ – 23هـ)
تولى الخلافة بعد وفاة أبي بكر الصديق رضي الله عنه. واستمرت 10 سنوات، شهدت إنجازات عظيمة:
1. الفتوحات الإسلامية
فتح بلاد الشام (اليرموك).
فتح العراق (القادسية، المدائن).
فتح مصر على يد عمرو بن العاص.
فتح أجزاء واسعة من فارس.
2. التنظيم الإداري
إنشاء الدواوين مثل ديوان العطاء لتوزيع الأموال.
تنظيم بيت المال لرعاية الفقراء والمساكين.
تعيين القضاة والولاة مع مراقبتهم ومحاسبتهم.
3. إنجازات أخرى
وضع التقويم الهجري الذي يبدأ من هجرة النبي ﷺ.
بناء المدن مثل الكوفة والبصرة.
تحسين نظام الجند والجيش الإسلامي.
مواقف من عدله ورعايته للرعية

التفقد ليلاً
كان يخرج ليلًا ليتفقد أحوال الناس. وذات مرة سمع بكاء أطفال جائعين، فحمل كيس دقيق على كتفه حتى أوصل الطعام بنفسه إلى البيت وأشعل النار ليطبخه بيديه، وقال:
"ويحك يا عمر! كم من المسلمين تركتهم جياعًا؟"
مع ابن عمرو بن العاص
اشتكَى رجل قبطي من مصر أن ابن واليها (ابن عمرو بن العاص) ضربه ظلمًا. فأمر عمر بإحضارهما، وأعطى القبطي سوطًا وقال له:
"اضرب ابن الأكرمين".
ثم قال كلمته المشهورة:
"متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا؟"
استشهاده
في السنة 23هـ، وبينما كان يصلي الفجر في المسجد، طعنه أبو لؤلؤة المجوسي بخنجر مسموم. وبعد أيام توفي متأثرًا بجراحه، ودُفن بجوار النبي ﷺ وأبي بكر الصديق في المدينة.
📜 من أقواله وحكمه

"نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله."
"حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسَبوا، وزِنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم."
"متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا؟"
"لا خير فيكم إذا لم تقولوها، ولا خير فينا إذا لم نسمعها."
"أفضل الزهد إخفاء الزهد."
"تفقَّهوا قبل أن تُسَوَّدوا."
"لا تصاحب الفاجر، فإنه يزين لك فعله ويحب أن تكون مثله."
"اللهم اجعل رزق آل عمر قوتًا."
✨ الخلاصة:
سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان قائدًا فذًّا، وحاكمًا عادلًا، ومثالًا في التواضع والزهد. ترك بصمة لا تُنسى في التاريخ الإسلامي، وظل نموذجًا للحاكم الذي يخاف الله ويحرص على العدل والمساواة بين الناس، وأقواله وحكمه ما زالت تنير دروب المسلمين حتى اليوم.