رحلة الخلق من البدايه الى النهايه
الجزء الأول: بداية الخلق – خلق السماوات والأرض والكائنات
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور، ثم الذين كفروا بربهم يعدلون،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
إن التأمل في بداية الخلق وسير المخلوقات منذ اللحظة الأولى حتى قيام الساعة، ثم ما بعدها من بعثٍ وحسابٍ وجزاءٍ، هو من أعظم أبواب المعرفة التي تعرّف العبد بعظمة خالقه جلّ وعلا، وتدلّه على الطريق المستقيم الذي أرسل به أنبياءه ورسله.
في هذا الكتاب نسير معًا عبر رحلةٍ إيمانيةٍ وزمنيةٍ تبدأ من لحظة "كان الله ولم يكن شيء غيره"، مرورًا بخلق العرش والماء والقلم واللوح المحفوظ، ثم السماوات والأرض وما فيهما، ثم قصص الأنبياء من آدم عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وسلم، وصولًا إلى مشاهد القيامة والجنة والنار، وختامًا بنعيم أهل الإيمان في دار الخلود.
هذا السفر ليس مجرد سردٍ للأحداث، بل هو تذكير للقلوب بعظمة الله، وبيان لحكمته، ودعوة للتوبة والرجوع إليه قبل فوات الأوان.
﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ﴾
[فصلت: 53]
1) البداية المطلقة – كان الله ولا شيء معه
قبل أي شيء، ما كانش فيه غير الله سبحانه وتعالى.
الحديث الشريف يقول:
"كان الله ولم يكن شيئًا غيره، وكان عرشه على الماء، كتب في الذكر كل شيء، وخلق السماوات والأرض"
(رواه).
2) خلق العرش
اأول ما خلق الله هو العرش، وهو أعظم المخلوقات وأكبرها.
جاء في الحديث: "كان الله ولم يكن شيء غيره، وكان عرشه على الماء" (البخاري).
العرش ليس سقفًا للسماء فقط، بل هو مخلوق عظيم لا يحيط البشر بعظمته.
ده معناه إن وجود الله أزلي، لا بداية له، وعرشه كان على الماء قبل بدأ خلق الكون.
الآية التي تشير إلى ذلك هي قوله تعالى:
﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ﴾
[هود: 7]التفسير
كان عرش الله على الماء أي أن الله سبحانه وتعالى قدّر خلق السماوات والأرض وكان عرشه على الماء قبل خلقهما.
"الماء هو أول المخلوقات بعد العرش، فقد ورد في الحديث:
كان الله ولم يكن شيء غيره، وكان عرشه على الماء" (رواه البخاري).
3) خلق الماء
بعد العرش خلق الله الماء، وكان العرش على الماء قبل خلق السماوات والأرض.
قال ابن كثير: "وهو أصل جميع المخلوقات المائية واليابسة".
أين كان الماء؟
قبل خلق السماوات والأرض لم يكن هناك فضاء أو كون كما نعرفه، فكان الماء موجودًا بإرادة الله في عالم الغيب.
المفسرون قالوا إن مكانه لا يمكن تحديده بالمقاييس البشرية، لأنه سابق لخلق المكان والزمان.
4) خلق القلم
بعد ذلك خلق الله القلم، وأمره أن يكتب.
ورد في الحديث الصحيح الذي رواه الترمذي وأبو داود:
قال رسول الله ﷺ:
«إنَّ أوَّلَ ما خَلَقَ اللهُ القَلَمَ، فقال له: اكتُب. قال: رَبِّ، وما أكْتُب؟ قال: اكتُب مقاديرَ كلِّ شيءٍ حتى تقومَ الساعةُ»
(حديث صحيح).
ما الذي كتبه القلم؟
كتب القلم كل ما هو كائن إلى يوم القيامة:
أعمار العباد وأرزاقهم.
ما سيحدث في السماوات والأرض.
كل ما قدّره الله من خير وشر، حياة وموت، سعادة وشقاء.
أين كُتبت؟
كُتبت في اللَّوح المحفوظ، وهو كتاب عند الله فيه علم كل شيء.
يعني كل اللي هيحصل من أول لحظة لحد يوم القيامة مكتوب ومقدر فكتب القلم كل شئ من أول خلق البشر حتى قيام الساعه
5) كتابة اللوحه المحفوظه
كتب القلم كل ما هو كائن إلى يوم القيامة في اللوح المحفوظ.
اللوح المحفوظ هو كتاب محفوظ عند الله فيه علم كل شيء.
قال تعالى: ﴿بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ﴾ [البروج: 21-22].
6) خلق السماوات والأرض وفيهما
بعد ذلك بدأ الله خلق السماوات والأرض في ستة أيام.
قال:
﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ﴾
[السجدة: ٤]
والأيام هنا ليست كأيامنا، لقوله:
﴿وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ﴾
[الحج: 47]
7) خلق الملائكة والجن
الملائكة: تنهدوا من نور، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.
الجنّة: هذون من قبل نار، وله آدم عليه السلام.
الدروس والعبر المستفادة
الكون بحكمة إلهية، وليس صدفة.
التخطيط سنة ربانية قبل بداية الخلق.
التأمل في آيات الله الكونية عبادة باتجاه للإيمان.
