القرآن الكريم: كتاب الله الخالد

القرآن الكريم: كتاب الله الخالد

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

تعريف القرآن الكريم

القرآن الكريم هو كلام الله تعالى المنزل على نبيه محمد ﷺ بلسان عربي مبين، عن طريق الوحي جبريل عليه السلام. يُعتبر أعظم الكتب السماوية وأهم مصدر في الشريعة الإسلامية، وقد أنزله الله لهداية البشر وتنظيم حياتهم.

نزول القرآن

بدأ نزول القرآن على الرسول ﷺ وهو في غار حراء، وكان ذلك في ليلة القدر من شهر رمضان، كما قال الله تعالى:
"إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ" (سورة القدر: 1).
وقد نزل القرآن على مدار 23 سنة، حسب الأحداث والوقائع، لتثبيت قلب النبي وتعليم الأمة بالتدريج.

أقسام السور

يتكوّن القرآن من 114 سورة، تنقسم إلى:

سور مكية: نزلت قبل الهجرة، وتركّز على العقيدة والتوحيد.

سور مدنية: نزلت بعد الهجرة، وتهتم بالتشريعات وتنظيم المجتمع.

مكانة القرآن في الإسلام

القرآن الكريم هو المرجع الأول للمسلم في كل شيء:

في العقيدة، يعلمنا الإيمان بالله والرسل واليوم الآخر والقدر.

في العبادات، يشرح لنا أركان الإسلام كالصلاة والصيام والزكاة.

في الأخلاق، يأمر بالصدق، والعدل، والرحمة، والتسامح والأمانة.

في المعاملات، يوجهنا إلى الصدق في البيع والشراء، والوفاء بالعهود.

إعجاز القرآن

القرآن ليس كتابًا عاديًا، بل هو معجزة لغوية وتشريعية وعلمية. فقد تحدى الله العرب، وهم أهل البلاغة والفصاحة، أن يأتوا بمثله أو بسورة منه، فعجزوا عن ذلك، كما قال الله تعالى:
"وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ" (سورة البقرة: 23).
إعجازه يظهر في بلاغته، دقته في التشريع، وتوافقه مع الحقائق العلمية الحديثة رغم نزوله قبل قرون.

حفظ القرآن

من أعظم المعجزات أن القرآن حُفِظ كما أنزل دون تغيير أو تحريف، وتكفّل الله بذلك، فقال:
"إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" (سورة الحجر: 9).
يحفظه ملايين المسلمين حول العالم في صدورهم، ويتلى في الصلوات، ويُدرّس في المدارس، مما ساهم في بقائه حيًّا في قلوب المسلمين.

أهمية القرآن في حياة الشباب

الشباب هم عماد الأمة ومستقبلها، والقرآن هو النور الذي يوجّههم في طريق الصواب والخير. عندما يتمسك الشاب بالقرآن، يجد فيه الإجابة على أسئلته، ويكتسب القوة لمواجهة الفتن والانحرافات.
فالقرآن يغرس في الشباب القيم النبيلة مثل الصبر، والاستقامة، والإحسان، ويحفّزهم على العمل والنجاح في حياتهم دون أن يبتعدوا عن دينهم.
قال تعالى: "إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ" (الإسراء: 9).

كيفية حفظ القرآن الكريم

حفظ القرآن ليس أمرًا صعبًا، ولكنه يحتاج إلى إخلاص، انتظام، وصبر. وإليك بعض الخطوات المفيدة لحفظه:

النية الصادقة: اجعل نيتك لوجه الله، واطلب منه العون.

التدرّج في الحفظ: ابدأ بكمية قليلة (آية أو آيتين)، وكرّرها جيدًا.

التكرار والمراجعة: التكرار سر الحفظ، والمراجعة تمنع النسيان.

التسميع: راجع مع صديق أو شيخ ليسمع لك ويصحح لك الأخطاء.

التطبيق العملي: اقرأ ما حفظت في الصلاة، وطبّق معانيه في حياتك.

من الجميل أن يكون للشاب ورد يومي من الحفظ والمراجعة، فكل دقيقة تُقضى مع القرآن تعود بالنفع على القلب والعقل والروح.

فضل تلاوته والعمل به

قراءة القرآن وتدبّره من أعظم العبادات، ففي كل حرف تقرؤه أجر، كما قال النبي ﷺ:
"من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها" (رواه الترمذي).
لكن المطلوب ليس فقط التلاوة، بل فهم المعاني وتطبيقها في الحياة، لأن الغاية من القرآن أن يكون منهجًا عمليًا يسير به المسلم في دنياه وآخرته.

خاتمة

القرآن الكريم هو نور وهدى، ورفيق لكل من تمسك به. وهو ليس فقط كتابًا نقرؤه، بل هو طريق حياة يجب أن نسير عليه، لننال رضا الله في الدنيا والجنة في الآخرة.
فلنحرص على قراءته، حفظه، وتطبيقه، ليكون شفيعًا لنا يوم لا ينفع مال ولا بنون.

image about القرآن الكريم: كتاب الله الخالد
التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

2

متابعهم

2

متابعهم

3

مقالات مشابة
-