
وهم ولده الظلام
وهم ولده الظلام
ها أنا هنا الان أمام المرأه انظر اليها ولكنى لا اعرفنى كيف صرت بهذا الشكل كيف تغير تفكير وطريقه تعاملى مع من حولى كيف وصلت إلى هذه الدرجه من العمق الذى يجعل عقلى دائم التوتر من أن يكون الموضوع غير كامل ماذا لو هناك شئ لا اعرفه هل سيغير هذا كل مخططى ام ماذا؟
ماذا لو كان الموضوع لا يحتاج إلى كل هذا التخطيط والارهاق ؟
لماذا أعطى الموقف أو المشكله التى اتعامل معها اكبر مما تستحق ؟
لماذا افكر فى مشاعر المسئ الىّ قبل الرد عليه؟
هل هناك أحد يشبهنى؟
والسؤال الاكثر اهميه هل أنا مريض ام أنا شخصٌ عادى؟
لنبدأ
كنت انظر نحوى لاعرفنى ولكنى حتى لم استطع رؤيتى ليس بسبب الظلام حولى ولكن بسبب الظلام الذى بداخلى وولده من حولى بى أصبحت لا اثق بأحد أفكارى مشوشه دائما بسبب ما تعرضت له من خذلان .
ومن هنا قررت التغير والعمل من جديد ولكن فى هذه المره ليست لأجل من حولى بل لأجل أن انال رضا الله هو مؤنسى وحبيبى وقريب مجيب قال الله تعالى (وإذا سألك عبادى عندى فإنى قريب اجيب دعوة الداعِ إذا دعان فليستجيبوا لى وليؤمنوا بى لعلهم يرشدون)
كنت افتقد دائماً إلى من يسمعنى ويفهمى ويرشدنى إلى الطريق المستقيم
اقسم بالذي رفع السموات بغير عمد انى لم اجد كل هذا فى بشر واحد
منهم من يسمعنى ولكنه لم يفهنى ليرشدنى ومنهم من يفهنى ولكن ليس لديه طريق يرشدنى إياه ومنهم من يسمع ليتأكد من اننى حقا أعانى ويكون سعيداً بذلك
ولكن عندما أخبرت الله سمعتى فهمنى ارشدنى وقربنى منه حتى لا يؤذينى من يريد بى شراً
قد نظرت إلى الحياة بمنظور آخر (إن كل شئ خلقناه بقدر)
يروى لنا الله عز وجل بأنه هو من قدر الأمور
مالك يتصرف فى ملكه حكيم لا يفعل شيئاً عبثا قد يقول بعض البشر احيانا يا رب اشمعنا أنا دا انا بعمل وبعمل من العمال الصالحه ليك كتير لى تحرمنى…..
لو يعلموا ما فى الغيب لختاروا الواقع
لنثبت هذا من كلام الله عز وجل فى مصحفه الكريم من سوره الكهف
(الخضر وسيدنا موسى)
فى البدايه لمن لايعرف هذه قصه سيدنا موسى مع الخضر
الخضر بعثه الله تعالى ليتخلد من ورأه حكمه و موعظه عظيمه ليعلمنا أننا مهما بلغنا من العلم فلن نستطيع أن نحصى ما عند الله ولا نحكم على الواقع بمجرد ما نراه فقط وسيتضح ذلك فى الآيات القليله التى أذكرها بعد قليل ولكنها تحمل مواعظ عظيمه
وكان شرط الذى اشترطه الخضر على سيدنا موسى أنه لا يسأله لماذا فعل كذا (ولكن بطبيعتنا البشريه قد يبدوا الأمر صعباً قليلا) دعنا نرى ما حدث
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا﴾ [الكهف : 71]

فأجاب الخضر
﴿قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا﴾ [الكهف : 72]
وهذا كان أول إخفاق لسيدنا موسى لانه نسى الشرط وغلبت عليه فطرته البشريه
وهنا ذكر الله تعالى أن سيدنا الخضر قد أحدث الضرر بسفينه استضافته هو وسيدنا موسى عليه السلام فقال سيدنا كيف استطعت أن تفعل هذا فى سفينه لفقراء اكرمونا
﴿فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا﴾ [الكهف : 74]
﴿قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا﴾ [الكهف : 75] ﴿قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْرًا﴾[الكهف : 76]
وهنا كان ثانى إخفاق لسيدنا موسى عليه السلام
لهو ما رأه لقد قتل غلاماً أمامه بغير قصاصٍ أو سبب واضح وأكملوا مسيرتهم مع اخر رحلهٍ لهما معا وكان قدر ارهقهما الطريق واخر فرصه لسيدنا موسى
﴿فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا﴾ [الكهف : 77]

وهنا قد رهقهما الطريق وتملك منهما الجوع فوجدا قريه فطلبوا من أهلها الطعام ولكنهم رفضوا وفى طريقهما فى هذه القريه وجدوا جداراً على وشك السقوط فقاموا بإصلاحه فقال موسى لنأخذ عليه أجرا وكان هذا الفراق
﴿قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا﴾ [الكهف : 78]
وأجاب الخضر عن كل ما ورد فى ذهن سيدنا موسى اثناء الرحله
﴿أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا﴾ [الكهف : 79]
﴿وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا﴾ [الكهف : 80] ﴿فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا﴾[الكهف : 81]
﴿وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا﴾ [الكهف : 82]
قد أوضح سيدنا الخضر قبل رحيله جميع الأسباب التى جعلته يقوم بالخرق ثم القتل ثم البناء لسيدنا موسى
اصحاب السفينه ماذا فعلوا قد خذلهم من اكرموهم ولكن سرعان ما أوضح الله لهما أنه خير لها عندما مر الملك ولم يأخذ السفينه منهم
ولكن والدا الغلام برأيكم ماذا فعلوا عندما رأوا ابنهما مقتول لم يعرفوا القاتل وما الدافع وراء ما فعل
وهذا نوع أخر من اقدار الله اننا احيانا لا يتضح لنا السبب وراء ما نراه وقد نراها كارثه تطاردنا كل حياتنا حتى الموت ولكن الله يعلم بأن ولدهما ليس صالحاً ووعدهم بالعروض ولكنهم لا يعلمون
والغلامان سيصبحا أثرياء عندما يكبرون
قد ترى عزيزى القارئ فى بدايه الروايه شخص بأس ارهقته الحياه بسبب ما مر به ولكن سرعان ما ارشده الله لطريق نجاته قبل هلاكه ليعلم أنه فى الحياه ليس سوى ضيف وما على الضيف إلا الرحيل .