أسرار عمر بن الخطاب: الفاروق الذي أنار دروب العدل والإيمان

أسرار عمر بن الخطاب: الفاروق الذي أنار دروب العدل والإيمان

تقييم 5 من 5.
1 المراجعات

أسرار عمر بن الخطاب: الفاروق الذي أنار دروب العدل والإيمان

مقدمة

image about أسرار عمر بن الخطاب: الفاروق الذي أنار دروب العدل والإيمان

يُعدّ سيدنا **عمر بن الخطاب رضي الله عنه** من الشخصيات الإسلامية العظيمة التي غيّرت وجه التاريخ. فهو الفاروق الذي فرّق الله به بين الحق والباطل، والخليفة العادل الذي جسّد العدل والزهد والخوف من الله في أبهى صورة. ومع ذلك، هناك أسرار وجوانب خفية في شخصيته لا يعرفها الكثيرون، تكشف عمق إيمانه، وحكمته، وإنسانيته الفريدة.

1- خوفه العميق من الله

كان عمر رضي الله عنه مثالًا في **الخشية والخضوع**. فقد رآه الصحابة مراتٍ كثيرة يبكي في صلاته، حتى تُسمع نبرات الحزن من آخر الصفوف. وكان يقول لنفسه: “ويحك يا عمر، إن لم يتغمدك الله برحمته، فهلكت!” وفي الليالي الطويلة كان يتفقد الناس، فإذا سمع آية تُتلى بكى حتى يُغشى عليه من شدة الخوف من الله.

2- تواضعه رغم عظمة سلطانه

كان أمير المؤمنين يعيش حياة الزهد، لا يلبس الفاخر من الثياب ولا يأكل إلا البسيط من الطعام. حمل يومًا **قِربة ماء على كتفه**، فلما قيل له: "يا أمير المؤمنين، لا يليق بك!" أجاب: أعجبتني نفسي فأردت أن أذلّها.  ذلك هو سر عظمته: **قوة في الحق، وتواضع أمام الخالق**.

3- أسراره في الحكم والعدل

كان عمر أول من وضع نظامًا إداريًا منظمًا في الدولة الإسلامية، فأنشأ **بيت المال** و**ديوان الجند** و**نظام القضاء**. وكان يقول لولاته:  “لا تُكثروا من أبوابكم، ودعوا الناس يدخلون عليكم بغير إذن، فإنّ الحاكم الذي يحجب الناس يجهل أخبارهم.”  كما كان يتجوّل ليلًا متخفيًا، ليتفقد الفقراء والمحتاجين بنفسه دون أن يعرفوه، وهي عادة أصبحت رمزًا للقيادة العادلة.

4- رؤاه وإلهاماته

من أعجب أسرار عمر أن النبي ﷺ قال عنه: "لقد كان فيمن قبلكم محدَّثون، فإن يكن في أمتي أحد فعمر." *(رواه البخاري)* أي أن الله كان يُلهمه الصواب في قراراته.  ومن أشهر المواقف أنه أثناء خطبته في المدينة، نادى قائده في المعركة فقال: “يا سارية الجبل، الجبل!”  فسمع سارية النداء وهو في أرض المعركة على بُعد مئات الكيلومترات، فنجا بجيشه بأمر الله.

5-  عدله الذي أبهر العالم

قال فيه علي بن أبي طالب رضي الله عنه: “كنا نقول إن السكينة تنطق على لسان عمر.” ومن شدّة عدله قال الناس: “عدل عمر أنصفنا قبل أن نحاكم إليه.” ومن مواقفه أنه رأى ابنًا لأحد الولاة يجلد عبدًا ظلمًا، فقام عمر وجلده وقال كلمته الخالدة: “متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا؟”

6-  زهده في الدنيا

كان بيته بسيطًا، وسقفه من جريد النخل، وفراشه جلد شاة. وكان يأكل الخبز والزيت أكثر أيامه، ويرفض التوسع في المعيشة.وقال يومًا: “لو شئت كنت أطيبكم طعامًا، وألينكم لباسًا، ولكن أستبقي طيباتي لآخرتي.” هكذا كان الفاروق، يعيش كأحد الرعية، رغم أنه يحكم أوسع دولة في ذلك الزمان.

7-  شجاعته في قول الحق

كان لا يخشى أحدًا في الحق، حتى نزل الوحي موافقًا لرأيه في ثلاث مواقف شهيرة: * في **أسرى بدر**، حيث رأى قتلهم فنزل الوحي موافقًا له. * في **الحجاب**، حين أشار على النبي ﷺ به. في **مقام إبراهيم**، عندما طلب أن يُتخذ مصلى. وكان النبي ﷺ يقول: “وافقني ربي في ثلاث.” ما يدل على صفاء بصيرته وقوة إيمانه.

8- . حب الناس له رغم شدته

كان عمر شديدًا في الحق، لكن قلبه كان مليئًا بالرحمة. كان يقول: “رحم الله امرأً أهدى إليّ عيوبي.” وكان يقبل النصح من أي شخص مهما كان بسيطًا. حتى أن امرأةً من عامة الناس ردّت عليه يومًا في مسألة مهر النساء، فقال أمام الناس: “أصابت امرأة وأخطأ عمر.” تلك هي **العظمة الحقيقية في التواضع والعدل**.

9-  أسرار وفاته

استُشهد عمر رضي الله عنه وهو يصلي الفجر، بطعنة من أبي لؤلؤة المجوسي. ولما أحس بالموت، أول ما قاله: “أصلّى الناس؟” فكانت آخر وصاياه الاهتمام بالصلاة. ثم قال لابنه عبد الله: “اذهب إلى عائشة فقل لها: يستأذن عمر أن يُدفن بجوار صاحبيه.” فأذنت له، فكان ثالثًا بجوار النبي ﷺ وأبي بكر الصديق رضي الله عنهما.

خاتمة

رحل عمر بن الخطاب، لكن أسراره ما زالت حيّة في التاريخ والقلوب. جمع بين **العدل والحزم، والخشية والزهد، والقيادة والبصيرة .كان رجلًا يمشي على الأرض وقلبه معلق بالسماء، فصار بحقّ **الفاروق الذي أنار دروب العدل والإيمان**. وسيظل اسمه رمزًا للحق والعدل ما دام في الأرض مؤمنون يذكرون الله.(عمر بن الخطاب – الفاروق – عدل عمر – أسرار الخلفاء الراشدين – سير الصحابة)

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

68

متابعهم

73

متابعهم

743

مقالات مشابة
-