سيدنا ابوبكر الصديق   رفيق الغار: درس في الولاية والتضحية والثبات

سيدنا ابوبكر الصديق رفيق الغار: درس في الولاية والتضحية والثبات

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

سيدنا ابوبكر الصديق 

رفيق الغار: درس في الولاية والتضحية والثبات

image about سيدنا ابوبكر الصديق   رفيق الغار: درس في الولاية والتضحية والثبات

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد،  فإن الحديث عن سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه هو حديث عن رجل جمع الفضائل، وبلغ المنازل، وكان خيرَ الناس بعد الأنبياء والمرسلين. وفيما يلي بعض المعلومات والفضائل التي قد تُعد من الأسرار العظيمة في شخصيته، مع الاستناد إلى المصادر الموثوقة:

أولاً: اسمه ونسبه وكنيته

*   **الاسم الكامل:** عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي التيمي.

*   **يلتقي نسبه مع النبي صلى الله عليه وسلم** في الجد السادس: مرة بن كعب.

*   **كنيته:** أبو بكر.

*   **لقبه:** الصديق، وقد لقبه به النبي صلى الله عليه وسلم لتصديقه الإيمان كله، وأعظمه تصديقه لرسول الله في حادثة الإسراء والمعراج عندما كذبه قريش، فصدق هو دون تردد. 

ثانياً: من أسرار عظمته وفضائله (ما قد يخفى على الكثيرين):

1.  **أول من آمن من الرجال:كان رضي الله عنه سابق الأمّة إلى الإيمان، فقد عرض عليه النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام فما تردد ولا ارتبك، بل آمن بالله ورسوله إيماناً يقينياً. وهذا سر من أسوار قوة إيمانه. 

2.  **رفيقه في الغار:** اختاره الله تعالى ليكون رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في هجرته، وكانت هذه الهجرة حدثاً عظيماً اختير له خير الناس. قال تعالى: **{إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا}** [التوبة: 40]. والصاحب هنا هو أبو بكر. وكان حريصاً على رسول الله حتى إنه كان يضع قدميه على آثار الأقدام حول الغار لئلا يظهر أثر النبي، وكان يطوف حوله ليحفظه من الحشرات.

3.  **ثباته الفريد يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم:** بينما انهارت القلوب وفزع الناس لموت رسول الله، وقف أبو بكر خطيباً فقال: "أما بعد، من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت"، ثم قرأ: **{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ}** [آل عمران: 144]. فقال عمر بن الخطاب: "كأني لم أقرأ هذه الآية إلا يومئذ". (4) هذا الموقف يظهر سراً من أسرار قوة عقيدته وفهمه العميق للدين.

4.  **إنفاقه كل ماله في سبيل الله:** لم يبخل بماله لحظة، بل أنفقه كله في سبيل الله عندما طلب النبي صلى الله عليه وسلم المال للجهاد، فسأله النبي: "ما أبقيت لأهلك؟" فقال: "أبقيت لهم الله ورسوله". (5) وهذا سر من أسوار زهده في الدنيا وتعلقه بالآخرة.

5.  **حبه لرسول الله فوق كل شيء:** كان حبه للنبي صلى الله عليه وسلم مضرباً للأمثال. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن من أَمَنِّ الناس عليَّ في صحبته وماله أبو بكر، ولو كنت متخذاً من الناس خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، ولكن خلة الإسلام أفضل". (6) وهذا سر من أسوار قربه من النبي وعلو منزلته عنده.

6.  **سر قوته في الحق:** اشتهر رضي الله عنه باللين والرحمة، لكنه كان أشد الناس في الحق عندما يتعلق الأمر بالدين. فحارب المرتدين ومانعي الزكاة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بقوة وحزم، وقال كلمته المشهورة: "والله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونه إلى رسول الله لقاتلتهم عليه". (7) وهذا سر من أسوار فهمه لثبات الدين وعدم المساومة على أصوله.

7.  **تواضعه مع علو منزلته:** كان رجلاً متواضعاً رغم مكانته، يخدم نفسه، ويحلب للجيران أغنامهم، وكانت الدموع تملأ عينيه عندما يذكر النبي صلى الله عليه وسلم أو يتلو القرآن. وهذا سر من أسوار قربه من قلوب الناس.

8.  **سر اختياره خليفة:** لم يكن اختياره للمُلك أو الجاه، بل كان أمراً إلهياً وقدراً مقدوراً. فقد صلى أبو بكر بالناس في حياة النبي صلى الله عليه وسلم عندما اشتد مرضه، فكانت هذه إشارة عظيمة إلى أهليته للخلافة. 

9.  **وفاته:** توفي رضي الله عنه في جمادى الأولى سنة 13 هـ، بعد أن استخلف عمر بن الخطاب على المسلمين، مظهراً بذلك حكمته وبعد نظره. وكان عمره ثلاثاً وستين سنة، مثل عمر النبي صلى الله عليه وسلم. (

ثالثاً: من أقواله الحكيمة (التي تكشف عن سر شخصيته)

*   "العجز عن درك الإدراك إدراك، والبحث في ذات الله إشراك."

*   "كان أبو بكر إذا مدح قال: اللهم أنت أعلم بي من نفسي، وأنا أعلم بنفسي منهم، اللهم اجعلني خيراً مما يظنون، واغفر لي ما لا يعلمون، ولا تؤاخذني بما يقولون."

*   “الخلق عيال الله، فأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله.”

الخاتمة

 

كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه سراجاً منيراً، وقلباً مؤمناً، ونموذجاً فريداً في الإيمان والتضحية والقيادة. كانت حياته كلها أسرار عظمة تبدأ بالإيمان وتنتهي بالشهادة بحبه لله ورسوله. فحري بنا أن نقتدي به، ونتعلم من سيرته، وندعو الله أن يحشرنا في زمرته. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
احمد المصرى Pro تقييم 5 من 5. حقق

$0.11

هذا الإسبوع
المقالات

260

متابعهم

112

متابعهم

891

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.