أسرار لا تعرفها عن الإمام الشيخ محمد متولي الشعراوي   العالم الذي أسر القلوب بعلمه وبيانه

أسرار لا تعرفها عن الإمام الشيخ محمد متولي الشعراوي العالم الذي أسر القلوب بعلمه وبيانه

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

أسرار لا تعرفها عن الإمام الشيخ محمد متولي الشعراوي

 العالم الذي أسر القلوب بعلمه وبيانه

أسرار لا تعرفها عن الإمام الشيخ محمد متولي الشعراوي   العالم الذي أسر القلوب بعلمه وبيانه

يُعد الإمام **محمد متولي الشعراوي** واحدًا من أبرز علماء الأزهر الشريف في القرن العشرين، ورمزًا للدعوة الإسلامية المعتدلة. اشتهر بلقبه **“إمام الدعاة”**، وترك بصمة لا تُنسى في عقول وقلوب المسلمين في مصر والعالم العربي.
لكن وراء هذه الشخصية المضيئة **أسرارًا خفية وجوانب إنسانية** قلّما يعرفها الناس، تعكس عمق شخصيته وتفرده في الفكر والروح.

 النشأة التي صنعت عالماً

وُلد الشيخ الشعراوي في قرية **دقادوس** بمحافظة **الدقهلية** عام 1911، في بيت ريفي بسيط، وكان والده فلاحًا محبًا للعلم. المدهش أن والده حفظ له **مصاريف دراسته الأزهرية** قبل أن يلتحق بها بسنوات، قائلاً له: *"هذا مالك للعلم، لن يشاركك فيه أحد"*.
ومنذ صغره، كان الشعراوي يتميز بسرعة الحفظ وذكاء فطري جعله يتفوق على أقرانه.

 السر الأول: أراد الهروب من الأزهر!

من الأسرار التي لا يعرفها كثيرون أن الشيخ الشعراوي **لم يكن يريد الالتحاق بالأزهر في البداية**!
فقد كان يرى أن دراسة العلوم الدينية ستجعله يعيش حياة بسيطة، بينما كان يحلم بالثراء والعمل التجاري. لكن والده أصرّ على أن يلتحق بالأزهر، قائلاً له: *“العلم رزق لا يضيع”*.
وبالفعل، كان ذلك الإصرار هو بداية الطريق لعالمٍ غيّر وجه الدعوة الإسلامية بأسلوبه الفريد.

 السر الثاني: تفسيره للقرآن جاء صدفة

على الرغم من شهرته الواسعة كمفسّر للقرآن، فإن الشيخ الشعراوي **لم يخطط أن يكون مفسرًا**!
فالقصة بدأت عندما دعاه التلفزيون المصري في سبعينيات القرن الماضي ليلقي **دروسًا بسيطة في التفسير** أمام الكاميرا، فرفض في البداية قائلاً: *“القرآن لا يُفسّر أمام الكاميرات، بل يُتدبّر في القلوب.”*
لكن بعد إلحاح المسؤولين، وافق، وكانت الحلقة الأولى نقطة تحول في تاريخ الإعلام الديني.
ومنذ ذلك اليوم، أصبح صوته البسيط وكلماته العميقة **جسرًا يصل بين القرآن وقلوب الناس**.

 السر الثالث: دعاؤه الشهير كان استجابة حقيقية

من أشهر أدعيته التي كررها كثيرًا:

 "اللهم اجعلني خادمًا لدينك، ولا تجعل الدين خادمًا لي."
 وقد رُوي أن الشيخ قال هذا الدعاء في شبابه حين كان يشعر أنه غير مؤهل للحديث عن الدين، فدعا الله بإخلاص، ليمنحه القبول والصدق في القول، فاستجاب الله له، وأصبح حديثه يصل إلى القلوب بلا تكلف.

 السر الرابع: علاقته بالرئيس السادات

من الأسرار السياسية في حياة الشعراوي علاقته القوية بالرئيس **محمد أنور السادات**.
فقد كان السادات يستشيره في كثير من القضايا الدينية، وظهر معه علنًا بعد حرب أكتوبر 1973.
ويُقال إن الشيخ الشعراوي كان أول من **فسّر النصر في الحرب بأنه نصر إيماني قبل أن يكون عسكريًا**، وهو ما جعل السادات يقول عنه: *“هذا الرجل يتحدث من نور الله.”*

السر الخامس: رفض المناصب واختار الدعوة

عُرض على الشيخ الشعراوي تولي مناصب دينية رفيعة، مثل **شيخ الأزهر** أو **وزير الأوقاف**، لكنه كان يرفضها دائمًا قائلاً:

>“الكرسي يُقيد الكلمة، وأنا أريد أن أقول كلمة الله بحرية.”
 وكان يرى أن الدعوة لا تحتاج سلطة، بل تحتاج صدقًا وتأثيرًا في الناس.

السر السادس: كرامات وصدق الإلهام

روى تلامذته أنه كان **يشعر بأحداث قبل وقوعها**، وكان له فراسة صادقة في معرفة الناس.
ويُحكى أنه في إحدى المرات قال لتلميذه: *“ستبتلى قريبًا فاصبر.”*
وبعد أيام، تعرّض الشاب لحادث، ونجا منه بأعجوبة.
لكن الشعراوي كان دائم التواضع، ينكر أن تكون له كرامات، قائلاً: *“إنما الكرامة أن يُثبّتك الله على دينك.”*

 السر السابع: سر محبته العجيبة في القلوب

لم يكن الشعراوي خطيبًا فقط، بل كان **يخاطب القلب قبل العقل**.
كان يقول: *“أنا لا أفسر القرآن، إنما أحاول أن أتذوقه.”*
ولعل هذا التذوق الصادق هو سر محبته التي ملأت القلوب في حياته وبعد وفاته، حتى صار رمزًا للعلم والرحمة والحكمة.

 السر الثامن: وصيته الأخيرة

من أسراره المؤثرة أنه أوصى قبل وفاته عام 1998م بأن يُدفن في **قريته دقادوس** وسط أهله، وألا يُكتب على قبره سوى عبارة واحدة:

 “هذا ما قدم، وما كان لله دام واتصل، وما كان لغير الله انقطع وانفصل.”
 كلمات تختصر فلسفته في الحياة: الإخلاص في كل قول وعمل.

 في الختام

رحل **الشيخ محمد متولي الشعراوي** جسدًا، لكنه ترك إرثًا خالدًا من العلم والإيمان والرحمة.
إن أسراره الحقيقية ليست في معجزاته، بل في **صدق نيته وصفاء قلبه**.
كان رجلًا وهب حياته لله، فوهبه الله حب الناس، وجعل من كلماته نورًا يهدي القلوب جيلاً بعد جيل.


 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

78

متابعهم

77

متابعهم

758

مقالات مشابة
-