السنن المهجورة عن النبي صل الله عليه وسلم
السنن المهجورة
السنن المهجورة: تعريفها وأهميتها وأمثلة عليها
مقدمة
يُعدّ اتباع سنة النبي ﷺ من أعظم القربات وأصدق دلائل المحبة له، قال تعالى:
"قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ" [آل عمران: 31].
ومع مرور الزمن، انشغل كثير من الناس عن بعض السنن النبوية، فصارت مهجورة لا يعمل بها إلا القليل، رغم ما فيها من الأجر العظيم والاقتداء بالنبي الكريم ﷺ.
أولًا: معنى السنن المهجورة
السنن المهجورة هي العبادات والأعمال التي ثبتت عن النبي ﷺ قولًا أو فعلًا أو تقريرًا، لكنها قلّ العمل بها بين الناس، إما جهلًا بها أو انشغالًا بالدنيا أو استبدالها بعادات جديدة.
ولا يعني كونها “مهجورة” أنها من البدع، بل هي من السنن الصحيحة التي تركها الناس مع مرور الوقت.
ثانيًا: فضل إحياء السنن المهجورة
جاء في الحديث الشريف:
"من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده..." (رواه مسلم).
فإحياء السنن المهجورة من أعظم وجوه الدعوة إلى الله، وهو دليل حب النبي ﷺ وحرص على نشر هديه بين الناس. كما أن في إحيائها تذكيرًا للأمة بمصدر الهداية والاقتداء.
ثالثًا: أمثلة على السنن المهجورة
الابتسامة في وجه الناس
قال ﷺ: "تبسّمك في وجه أخيك صدقة" (رواه الترمذي).
ومع بساطتها، قلّ العمل بها في زمن غلبت فيه الوجوه العابسة والانشغال الدائم.
السواك عند كل صلاة
قال ﷺ: "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة" (رواه البخاري).
وهو سنة مؤكدة فيها طهارة للفم ورضا للرب.
الذكر بعد الوضوء
قال ﷺ: "من توضأ فأحسن الوضوء ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، فُتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء" (رواه مسلم).
وكثير من الناس يغفل عن هذا الذكر بعد الوضوء.
الدعاء عند لبس الثوب الجديد
كان ﷺ إذا لبس ثوبًا جديدًا قال:
"اللهم لك الحمد أنت كسوتني، أسألك من خيره وخير ما صُنع له، وأعوذ بك من شره وشر ما صُنع له" (رواه الترمذي).
الجلوس بعد صلاة الفجر للذكر حتى طلوع الشمس
وهي من السنن التي كان يواظب عليها النبي ﷺ، وفيها أجر حجّة وعمرة تامة كما ورد في الحديث الصحيح.
السلام على من تعرف ومن لا تعرف
قال ﷺ: "أفشوا السلام بينكم" (رواه مسلم).
لكن كثيرًا من الناس أصبحوا يقتصرون على السلام على المعارف فقط.
رابعًا: أسباب هجر السنن
ضعف العلم الشرعي والجهل بأحاديث النبي ﷺ.
الانشغال بالدنيا والمظاهر المادية.
التأثر بالعادات الاجتماعية المخالفة للسنة.
تقصير الدعاة في تذكير الناس بها.
خامسًا: وسائل إحياء السنن المهجورة
قراءة كتب السنة والحديث مثل رياض الصالحين والترغيب والترهيب.
تعليم الأبناء منذ الصغر على تطبيق السنن.
نشر السنن عبر وسائل التواصل الاجتماعي بأسلوب سهل ومحبب.
تطبيقها عمليًا في الحياة اليومية حتى يقتدي الناس بها.
خاتمة
إن إحياء السنن المهجورة ليس أمرًا شكليًا، بل هو إحياء لمعاني الإيمان والاقتداء برسول الله ﷺ. فالمؤمن الحق يسعى لأن يكون سلوكه اليومي موافقًا لهدي النبي في صغائر الأمور وكبائرها، حتى ينال محبة الله ورضاه.
فلنحرص على معرفة هذه السنن وإحيائها في أنفسنا وأهلينا، امتثالًا لقوله ﷺ:
"عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي..." (رواه أبو داود).
