🔵 قصة سيدنا إدريس عليه السلام: نبي العلم والعمل والصبر

🔵 قصة سيدنا إدريس عليه السلام: نبي العلم والعمل والصبر

 

 

نبذة مختصرة

يُعدّ سيدنا إدريس عليه السلام من الأنبياء العظام الذين خلد ذكرهم القرآن الكريم. جاء بعد سيدنا شيث عليه السلام وكان أول من خطّ بالقلم، وأول من خاط الثياب ولبسها، وأول من دعى إلى عبادة الله بالعلم والعمل. عُرف بالحكمة والصبر، ورفعه الله مكانًا عليًّا جزاءً لإيمانه وعبادته.

---

مقدمة

• الأنبياء هم مشاعل النور التي أرسلها الله لتقود البشرية نحو الهداية، ومن بينهم برز سيدنا إدريس عليه السلام الذي جمع بين النبوة والعلم والحكمة.
  كان إدريس من أوائل الأنبياء الذين نشروا المعرفة بين الناس، فدعا إلى عبادة الله، والعمل الجاد، والتعليم، والاهتمام بأمور الدنيا والآخرة معًا.
• قال الله تعالى في كتابه الكريم:

"وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا ۝ وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا"
(سورة مريم: الآيتان 56-57)

• هذه الآية تلخص مكانة إدريس عليه السلام، الذي كرمه الله ورفعه إلى منزلة عظيمة بين الأنبياء، وجعل قصته رمزًا للعلم والصدق والصبر.

---

أصل سيدنا إدريس ونسبه

• ينحدر إدريس عليه السلام من نسل سيدنا شيث بن آدم عليهما السلام، أي أنه الجيل الثالث من نسل الإنسان الأول.
  وقد ذكر المفسرون أن اسمه في التوراة هو أخنوخ (Enoch)، وأنه كان يعيش في بابل بالعراق، ثم انتقل إلى مصر حيث دعا الناس إلى التوحيد والعمل الصالح.
• كان إدريس عليه السلام نبيًّا في زمن انتشر فيه الجهل، فاختاره الله ليعيد للبشر عبادة التوحيد، وليكون نموذجًا للعلم والتقوى.

للمزيد من التفاصيل عن نسب إدريس يمكنك زيارة:
سيدنا إدريس في ويكيبيديا

---

صفات إدريس عليه السلام

تميّز إدريس عليه السلام بصفات فريدة جعلته من أعظم الأنبياء الذين ورد ذكرهم في القرآن.

فقد كان:

• صديقًا نبيًا لا يكذب ولا يخون.
• عابدًا زاهدًا لا يغفل عن ذكر الله.
• عالمًا حكيمًا، إذ كان أول من خط بالقلم ودوّن العلوم.
• صبورًا مجتهدًا في العبادة والعمل.
• وقد قيل إنه كان يتأمل في خلق الله ويبحث عن الحكمة في كل شيء، حتى صار من أعظم المعلمين في التاريخ الإنساني الأول.

يمكنك قراءة صفاته في كتاب ابن كثير:
قصص الأنبياء لابن كثير – قصة إدريس

---

إدريس عليه السلام ونشر العلم

• كان سيدنا إدريس أول من علّم الناس الكتابة والخياطة والفلك والحساب، فأسّس بذلك قاعدة للحضارة الإنسانية الأولى.
• علّم قومه كيف يزرعون وينسجون ويكتبون.
• وضع أسس التقويم النجومي لمعرفة مواعيد الزراعة والعبادة.
• وكان أول من استخدم القلم لتدوين العلم.
• ومن هنا جاءت تسميته بـ"إدريس"، من الجذر "درس"، أي كثير الدرس والعلم.

للاطلاع على المصادر التاريخية حول علم إدريس:
إدريس عليه السلام – موقع الإسلام سؤال وجواب

---

دعوة إدريس إلى الله

بعث الله إدريس عليه السلام إلى قومه الذين بدأوا في الانحراف عن دين آدم وشيث. فكان يدعوهم إلى:

1. عبادة الله وحده لا شريك له.
2. ترك الظلم والفساد وسفك الدماء.
3. العمل والإنتاج كنوع من العبادة.
4. تعليم الأبناء وتربية الأجيال على الإيمان والعلم.

• كان إدريس مثالًا للعالم العامل، لا يكتفي بالكلام بل يُطبّق ما يعظ به، فآمن معه جمع من الصالحين الذين ساروا على نهجه.

يمكن قراءة سيرته في موقع إسلام ويب:
قصة إدريس عليه السلام – إسلام ويب

---

رفعة إدريس عليه السلام إلى السماء

• من أعجب ما ورد في قصته أن الله رفع إدريس إلى مكانٍ عليٍّ.
  روى المفسرون أنه كان دائم الطاعة والاجتهاد، فطلب من الله أن يريه كيف تكتب الملائكة أعمال الناس، فرفعه الله إلى السماء الرابعة.
• وفي الحديث الصحيح الذي رواه البخاري عن النبي ﷺ في رحلة المعراج قال:

⇐ "ثم صعد بي إلى السماء الرابعة، فإذا أنا بإدريس، فرحب بي ودعا لي بخير"

وهذا دليل على أن إدريس عليه السلام لم يمت على الأرض، بل رفعه الله إلى مكانٍ شريفٍ، كما رفع عيسى عليه السلام بعده.

يمكنك الاطلاع على تفسير الآية في موقع الدرر السنية:
الدرر السنية – تفسير آية إدريس

---

إدريس والعمل الصالح

• لم يكن إدريس نبيًّا فقط، بل كان قدوة في الاجتهاد العملي.
  كان يعمل بيده في الخياطة، وكلما غرز إبرته قال: سبحان الله.
  فكانت كل لحظة من حياته عبادة.
• وفي ذلك درس عظيم أن العمل عبادة إذا كانت النية خالصة لله، وأن الإنسان خُلق ليعمر الأرض، كما قال تعالى:

"هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا"
(سورة هود: الآية 61)

يمكنك معرفة المزيد عن فضل العمل في الإسلام هنا:
العمل في الإسلام – موقع طريق الإسلام

---

وفاة سيدنا إدريس

تختلف الروايات في نهاية إدريس عليه السلام:

بعض العلماء يقولون إنه توفي في السماء الرابعة بعد أن رفعه الله إليها.

• وآخرون يرون أنه ما زال حيًا عند الله مثل عيسى عليه السلام.
• لكن المؤكد أن الله كرّمه ورفعه مكانًا عاليًا جزاءً لصبره وإيمانه.
  وقد صار رمزا للعلم والعبادة في آنٍ واحد، ومثالًا يُحتذى لكل إنسان يسعى للجمع بين الدين والدنيا في توازن راقٍ.

لمزيد من التوضيح:
تفسير ابن كثير – رفع إدريس

---

الدروس والعبر من قصة إدريس عليه السلام

قصة سيدنا إدريس مليئة بالحِكم والدروس الخالدة:

1. العلم طريق العبادة:
   فالله رفعه بالعلم والعمل، لا بالجاه أو المال.
2. العمل شرف:
   إدريس كان يخيط بيده رغم نبوته، مما يُظهر أهمية السعي والرزق الحلال.
3. الصبر أساس الرفعة:
   وصفه الله بـ"الصديق النبي" لصبره وثباته.
4. العلم نور وهداية:
   نقل البشرية من الجهل إلى المعرفة.
5. الرفعة جزاء الإيمان:
   رفعه الله مكافأة على إخلاصه وطاعته.

يمكنك قراءة المزيد عن العبر المستفادة في موقع الدرر السنية:
العبر من قصة إدريس عليه السلام

---

روابط مفيدة وموثوقة

للتوسع في معرفة قصة إدريس عليه السلام، إليك أهم المصادر الحقيقية التي يمكنك نسخها وفتحها مباشرة:

• قصة إدريس عليه السلام – موقع إسلام ويب
• قصص الأنبياء لابن كثير – النص الكامل
• سيدنا إدريس في ويكيبيديا
• الدرر السنية – تفسير الآيات عن إدريس
• الإسلام سؤال وجواب – قصة إدريس ونبوته

---

الخاتمة

• إن سيدنا إدريس عليه السلام يمثل نموذجًا فريدًا يجمع بين العلم والإيمان، وبين العمل والعبادة.
  لقد ترك للأمة درسًا خالدًا في أن الرفعة لا تُنال بالمال أو الجاه، بل بالصدق والعمل والتقوى.
  رفعه الله في الدنيا علمًا وعبادة، ورفعه في الآخرة منزلةً ومكانًا عليًّا.
• فقصته تُعلّمنا أن من يسلك طريق العلم بإخلاص، ويعمل بجهد، ويصبر على الطاعة، فإن الله يرفعه في الدنيا والآخرة.
  فكما قال تعالى:

"يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ"
(سورة المجادلة: الآية 11)