البلاغة والإعجاز القرآني في تناسق الحروف مع الأفعال
من روائع بلاغة القرآن الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم..والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحيه أجمعين..
أحبّتي القرّاء ..
– نمر كثيرآ على سور فيها آي كريمة تحوي عدة مفردات متشابهة تمامآ او منسوخة ..وغيرها تأتي متشابهة في الحروف ..يعربها النحو ..مفعول مطلق .. لكن للبلاغة و الإعجاز رأي آخر من ناحية التفسير والتحليل. الغوص..في معاني الحرف..الكلمة..الجملة ..لتتضح لنا صور فريدة غاية في الجمال تجعلنا نقول دائمآ..
سبحاااااان الله…
..--تعالوا نتعلم سويآ من كتابنا الكريم بعضآ من الإعجازات التي ذكرها أنفآ..
1- {إذا زلزلت الأرض زلزالها}
تأمل لفظة ( زلْ زلَ ) فهي تكرار حرفين !
2- وعندما غضب الله تعالى على قوم صالح الذين عصوا أمر الله ورسوله وعقروا الناقة جاءت لفظة :
{ فدمْ دمَ عليهم ربهم } فتأمل !
3- وعندما تنكشف الحقيقة وبقوة عن ظلامة يوسف الصديق لعشر سنوات يقبع فيها في السجن ظلما من قبل زليخا تأتي لفظة:
{ الآن حصْ حصَ الحق } فتأمل!
4- وعندما يتحدث القرآن عن حدث مهم تقشعر له الأبدان يوم القيامة تأتي لفظة:
{ إذا دكت الأرض دكاً دكاّ * وجاء ربك والملك صفاً صفاّ }
..و هناك أيضآ..
{ويسألونك عن الجبال .. فقل ينسفها ربي نسفا..فيذرها قاعآ صفصفا}
*- وعندما يتحدث القرآن عما أعد ﻷهل الجنة من نعيم تأتي لفظة:
{ متكئين على رفْ رفٍ خضر وعبقري حسان } فتأمل !
5- وعندما يتحدث عن شدة ظلمة الليل تأتي لفظة:
{ والليل إذا عسْ عسَ }
فتتجلى الروعة القرآنية من هذه الكلمات المؤثرة ، وهذا يسمى في روائع بلاغة القرآن الكريم :
( الألفاظ الاهتزازية )
وهي ألفاظ تشعرك
بشدتها
قوتها
اهتزازها
روعتها
متضمنة بيان يحتاج لتدبّر وتمعّن
..كيف ذلك؟
من خلال تكرار حرفين متتاليين أو تكرار كلمة كاملة قوية اهتزازية لبيان أحداث في غاية الأهمية ..وهذا كله يحتاج لتدبر وتأني في قراءة الآيات..ورب العزة جلا وعلا ذكر التدبّر وحضّ عليه
{أفلا يتدبرون القرآن}
..{ولا يعلم تأويله إلا الله..}
فسبحانك ربنا ما قدرناك حق قدرك.. والشكر لله الذي وفقنا لما رأته أنظاركم الكريمة ونسأل الله أن ينفعنا وإياكم بما أفاء علينا من العلم وخاصة علم القرآن العظيم