من إعجاز القرآن الكريم   ( الأدب في المخاطبة )

من إعجاز القرآن الكريم ( الأدب في المخاطبة )

0 المراجعات

 

 عجيب أمر هذا القرآن كل حرف منه تتفجر به ينابيع الحكمة وكل كلمة تمطر منها سحائب الرضوان والرحمة ٠٠٠٠

 اودع الله فيه من ضروب الفصاحة وأجناس البلاغة وأنواع الجزالة وفنون البيان وغوامض اللسان

مما اذهل اهل البيان وأرباب الفصاحة واللسان ٠

تحدى الله سبحانه وتعالى العرب أن يأتوا بمثله أو بمثل اقصر سورة منه فعجزوا وهم الذين خصوا بالبلاغة والحكم بما لم يخص به غيرهم من الأمم تحدى الدنيا أيضا بحفظه من التبديل والتحريف والضياع فالقرآن الذي بين يديك هو ذاته الذي بين يدي أخيك المسلم في الصين وفي أمريكا وفي أوروبا واستراليا  بل هو المصحف الذي جمعه عثمان رضي الله عنه ومن قبله أبو بكر الصديق رضى الله عنه والله سبحانه وتعالى لم يتعهد فقط لحفظ كتابه شكلا ورسوما بل أيضا تعهد بحفظ أنواره وهدايته وأحكامه وتشريعاته وآدابه ٠

فانظر الى دقة بلاغة القران الكريم ٠٠٠

الأدب في المخاطبة ٠٠٠٠٠

أنظر الى حوار موسى عليه السلام  مع فرعون …

يقول سبحانه وتعالى على لسان موسى عليه السلام لفرعون  (هَل لَّكَ إِلَىٰٓ أَن تَزَكَّىٰ )  سورة  تأمل الادب في المخاطبة انه لم يقل لفرعون ٠٠٠

هل لك أن تؤمن لأنك كافر ٠٠٠٠ بل خاطبه بارق عباره (هَل لَّكَ إِلَىٰٓ أَن تَزَكَّىٰ ) والتزكي معناها  البركة والخير والنماء ثم لاحظ ايضا ان موسى عليه السلام نسب فعل التزكى إلى فرعون زيادة في الادب وان كان موسى هو صاحب الفعل ٠

وأنظر الى حوار موسى عليه السلام مع فتاه …. 

وانظر الى موسى عليه السلام وخادمه يقول الحق سبحانه وتعالى  (  فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَٮٰهُ ءَاتِنَا غَدَآءَنَا لَقَدۡ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَـٰذَا نَصَبً۬ا (٦٢) قَالَ أَرَءَيۡتَ إِذۡ أَوَيۡنَآ إِلَى ٱلصَّخۡرَةِ فَإِنِّى نَسِيتُ ٱلۡحُوتَ ) الكهف

قال موسى عليه السلام لفتاه ولم يقل قال لخادمه او عبده  لان العبودية لا تكون الا الله كما ان موسى لم يقل  ٠٠٠ أتني غذائي ٠٠٠ شأن السادة مع العبيد بل قال (ءَاتِنَا غَدَآءَنَا )  وذلك من أدب موسي عليه السلام لأنه يعامل خادمة معاملة الند للند  

وانظر أيضا فى قوله تعالى ( لَقَدۡ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَـٰذَا نَصَبً۬ا) ان موسى لم يقل ٠٠ لقيت من أمرى نصبا ٠٠٠ اما الخادم فكان ايضا مؤدباً مع موسى عندما نسب الى نفسه نسيان الحوت فى قوله تعالى ( فَإِنِّى نَسِيتُ ٱلۡحُوتَ  )

الا ان الخادم الذكي اشرك معه موسي في المسئولية بطريق غير مباشر في قوله تعالى (  قَالَ أَرَءَيۡتَ إِذۡ أَوَيۡنَآ إِلَى ٱلصَّخۡرَةِ ) 

فالمسؤولية هنا مناصفة بين موسى عليه السلام وخادمه ٠

حوار إبراهيم عليه السلام مع أبيه ٠٠٠٠٠

تأمل أدب المخاطبة من الولد للوالد حتى لو كان كافرا فنجد مخاطبه على لسان  إبراهيم اباه

في قوله تعالى (  إِذۡ قَالَ لِأَبِيهِ يَـٰٓأَبَتِ لِمَ تَعۡبُدُ مَا لَا يَسۡمَعُ وَلَا يُبۡصِرُ ) ويقول ايضا متأدبا (  يَـٰٓأَبَتِ إِنِّىٓ أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ۬ مِّنَ ٱلرَّحۡمَـٰنِ )

تأمل كلمه ( يَـٰٓأَبَتِ) عباره رقيقه غاية من الرقة ( لِمَ تَعۡبُدُ  )  سؤال انه لم يأمره ٠٠ وانه لم يقل له ٠٠٠

لا تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ٠٠٠

ثم تأمل قوله تعالى ( إِنِّىٓ أَخَافُ ) وهذا منتهى الوفاء من الابن لأبيه

فالذي كان جديراً بالخوف هو أبوه وليس هو ثم بعد ذلك انظر  إلى قوله تعالى (  يَمَسَّكَ عَذَابٌ۬)

والمس شيء بسيط جدا انه لم يهول له أمر العذاب بل خففه الى حد المس بل تأمل الاتي في قوله تعالى ( عَذَابٌ۬ مِّنَ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ) أنه

جاء باسم من اسماء الرحمة وأنه لم يقل له  القهار او الجبار .


 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

60

متابعين

27

متابعهم

2

مقالات مشابة