سلسلة تعليم قراءة القرآن الكريم لغير الناطقين بالعربية...الجزء الأول

سلسلة تعليم قراءة القرآن الكريم لغير الناطقين بالعربية...الجزء الأول

0 المراجعات

اختص الله بفضله أقواما ،وممن اختصهم الله بفضله أولئك الذين تعلموا القرآن وعلموه.


 

فقد ورد في الحديث الذي رواه عثمان بن عفان عن نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-قوله:"خيركم من تعلم القرآن وعلمه".


 

و يخبرنا نبينا -عليه الصلاة والسلام-في هذا الحديث أن أفضل المسلمين و أرفعهم ذكراً و أعلاهم عند الله درجة من تعلم منهم القرآن؛تلاوة وحفظا و ترتيلا،و تعلمه فقها وتفسيرا،فأصبح بمعانيه عالما ،وفي أحكامه فقيها،وعلم غيره ما عنده من علوم القرآن مع عمله به،وإلا كان القرآن حجة عليه.


 

لذا فخير الناس من جمع بين تعلم القرآن وتعليمه غيره من المسلمين.


 

.تلك النعمة التي أدرك قيمتها بعض المسلمين من غير الناطقين بالعربية، فسعوا جاهدين لتعلم هذه اللغة لا لشيء إلا للتعبد بتلاوة كتاب الله ثم فهمه والعمل به ما استطاعوا.

في هذه السلسلة شرح بعض الدروس المبسطة التي ستكون عونا -بإذن الله- لمعلمي و معلمات القرآن الكريم لغير الناطقين بالعربية على أداء مهمتهم.

ما مدى ملائمة مناهج القرائية لغير الناطقين بالعربية؟ وهل يوجد فرق بين المتعلم الناطق بالعربية والمتعلم غير الناطق بالعربية؟

يجب ملاحظة أن المتعلم الناطق بالعربية يعرف كلا مما يأتي:


 

1)أصوات اللغة و دلالاتها أي أنه يألف أصوات اللغة.


 

2)يمتلك المتعلم الناطق بالعربية ثروة لغوية من مفردات اللغة.


 

3)يعرف المتعلم الناطق بالعربية التراكيب الشائعة في اللغة.


 

4)لدى المتعلم الناطق بالعربية مهارة الإستماع و التحدث.


 

ويمكننا أن نجمل ذلك في قولنا أن المتعلم من الناطقين بالعربية يفتقد مهارتي القراءة والكتابة فقط فنبدأ بهما.


 

أما بالنسبة للناطقين بغير العربية فهو يفتقد كل هذه المهارات،لذلك سيحتاج لدراستها جميعها.


 

ويتكرر السؤال ثانية،هل تناسب مناهج القرائية العربية غير الناطقين بالعربية؟

يمكننا القول أن جميع مناهج القرائية يصلح لغير الناطقين بالعربية وفي نفس الوقت جميعها لا يصلح.


 

يقصد بذلك أنه يجب تطويع المناهج لاستخدامها لغير الناطقين بالعربية بتقديمها بآليات مختلفة.


 

الترتيب الأفضل الدروس القرائية العربية:

1)أسماء الحروف العربية و أشكالها.


 

2)أصوات الحروف مع الحركات القصيرة تباعا.


 

3)أصوات الحروف مع الحركات الطويلة(مع المدود).


 

4)أصوات الحروف مع التنوين.


 

5)أصوات الحروف الساكنة.


 

في بعض المناهج يسبق درس السكون درس التنوين.


 

6)التشديد بأنواعه المختلفة وهو أعقد أنواع الحركات.


 

7)همزة الوصول تمهيدا لتدريس لام التعريف الشمسية و القمرية.


 

8)المدود بأنواعها المختلفة(المد بالألف،المد بالواو و المد بالياء).


 

9)تدريبات قرائية متقنة خالية من اللحون الجلية.


 

يلاحظ أنه للتخلص من اللحون الخفية يتم دراسة التجويد.

تبدأ الدروس بمقدمة لأول الدروس الفعلية في تعليم القرائية لغير الناطقين بالعربية،وهو درس أسماء الحروف.


 

و هنا يتبادر إلى الذهن سؤال هام؛ألا وهو..لماذا نبدأ دروس القرائية بدرس أسماء الحروف؟

وتتلخص الإجابة في التالي:


 

نبدأ بأسماء الحروف لسببين أساسيين:


 

1)السبب الأول هو تحقيق الألفة مع الحروف،وخاصة مع الطلاب غير الناطقين بالعربية من الأعمار الصغيرة.


 

2)السبب الثاني هو تيسير دراسة الحروف مع الحركات القصيرة.


 

ويجب على المعلم التركيز في هذا الدرس على الآتي:

1)التعرف على أسماء الحروف وأشكالها فقط دون أي تفاصيل.ويمكن تثبيت شكل الحرف في ذهن الطالب عن طريق إجراء حوار افتراضي بين الطالب والحرف يعرف فيه كل منهما عن نفسه.


 

2)التنبيه على أن هذا هو اسم الحرف وليس صوته.مع الاهتمام بالتدريب على كتابة الحروف بعد كل درس.


 

3)يجب دائما سؤال الطالب والحديث معه إذ أن ذلك يفيد المعلم كثيرا حيث أنه من الممكن أن تكون مفرداتنا التي نستخدمها موجودة في الكتب و القواميس فقط ولكنها اندثرت في المحادثة العادية.


 

4)في حصص أسماء الحروف يجب دائما مراجعة الدروس السابقة.


 

ولكن ماذا إذا وجد المعلم أن الطالب قد نسي أسماء الحروف؟هل يجب عليه أن يتوقف عن شرح الدروس الجديدة و أن يعاود شرح الحروف؟

إجابة هذا السؤال ستكون بالنفي حتما،لأن فائدة درس شرح أصوات الحروف ليست تطبيقية و إنما تواصلية، بل وستتكرر الحروف كثيرا في الدروس التالية.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

10

followers

6

followings

2

مقالات مشابة