تأملات قرآنية وفوائد لغوية فى القرآن الكريم
- ﴿لَن يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ ﴿١١١﴾ ﴾ [آل عمران آية:١١١]
- * الفرق بين الضرر والأذى:
- الأذى نوع من الضرر ، والضرر نوعان: الضرر البسيط والضرر العابر.
- ولو شرب أحدهم الخمر لأذى نفسه ، فهذا ضرر ضئيل يقتصر على الشخص نفسه.
- وأما تدخين الإنسان بين الناس ، فهذا ضرر متعدي على غيره ، ومضار ، كما يتضح من الحديث الشريف: (لا ضرر ولا ضرار).
- من حيث التأثير ، ينقسم الضرر إلى جزئين ، ضرر طفيف وضرر متعد ،
- ومن حيث تأثيره ، فإنه ينقسم أيضًا إلى قسمين ، ضرر مؤقت وضرر غير قابل للإصلاح.
- الأذى هو الحدث الذي يؤلم وقت وقوعه ثم ينتهي.
- وأما الضرر فهو الضرر الذي يؤلم وقت وقوعه ، وله آثار بعد ذلك.
- إذا صفع الإنسان غيره تؤلمه الصفعة البسيطة ، ولكن ألمها يزول في الحال ،
- أما إذا كانت قوية وتسببت في كدمات وانتفاخات ، فهذا هو الضرر. .
- - قد يكون الأذى بالكلمة مثل استهزاء المؤمن ، فهذه الكلمة لا تضر المؤمن لكنها تؤذي سمعه.
- والحق سبحانه يطمئن المؤمنين أن الكفار لن يؤذوا المؤمنين إلا بالاستهزاء والتلميح ، وهذا أقصى ما يمكنهم فعله ، وهذا الضرر لا أثر له.
- فالضرر أخصّ من الأذى ، والضرر البسيط هو اللامبالاة به.
- ما السر في حذف أداة النداء "يا" قبل الدعاء في القرآن؟
- تأمل الآيات:
(ربِ أرني أنظر إليك)
(ربنا أفرغ علينا صبرا)
(ربِ لا تذرني فردا)
(ربِ إن ابني من أهلي)
( رب اغفر وارحم وانت خير الراحمين )
( رب ابن لي عندك بيتا في الجنة )
( ربنا لاتزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا )
( رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين )
في مواضع الدعاء لم يرد ذكر الدعوة إلى الله تعالى في القرآن الكريم بحرف النداء "يا" من قبل (رب) إطلاقا ، بل هو محذوف في القرآن.
والسر البلاغي في ذلك:
أن (يا) النداء يستعمل لنداء البعيدين ، والله تعالى أقرب إلى عبده من وريده ، ف اقتضت البلاغة حذفها.
قال تعالى: "ونحن أقرب إليه من حبل الوريد"
قال تعالى: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب )
فهل تعلم الآن القرب ممن تنادي ؟!
قال تعالـى {وَاسجُدْ وَاقتَرب} لا داعي للسفر لتقترب منه ، ولا يشترط أن يكون صوتك عذبًا ،
فقط [تسجد] لتكون بين يديه ، ثم اسأله ما تريد.