العالم فوق صفيح ساخن

العالم فوق صفيح ساخن

0 المراجعات

العالم يغلي والناس تتألم
بسم الله الرحمن الرحيم "ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت إيدي الناس" 
بالفعل عزيزي القارئ العالم أصبح فوق صفيح ساخن بل وأكثر من ذلك، أصبح العالم كأنه يغلي في فرن حراري ودرجة الحرارة فيه فوق المئوية.. ولكن يا تري لماذا أصبح الوضع هكذا؟!. 
وما هو الحل للخروج من هذه الكوارث المتتالية؟!.. 
نعم كوارث وليست أزمات عادية... كوارث قد تؤدي إلي هلاك البشرية!... 
بالفعل عزيزي القارئ لا ينتظر هذا العالم إلا الهلاك اذا استمر الأمر علي هذا الوضع... 
ولكن الحل ليس في كثرة الدعاء إلي الله، ولا في التضرع إلي الله أن ينجينا من كل كرب، وهو سبحانه القادر علي كل شئ، 
ولا أقول لكم عليكم كمسلمين التقرب إلي الله بكثرة العبادة والصوم والصلاة والزكاة... نعم فهذه العبادات الربانية هي أصلا فرض عين علي كل مسلم....  
والأصل في تلك العبادات الربانية هو توثيق العهد والصلة مع الخالق سبحانه وتعالي. وأنك أنت كعبد لله عليك أن تعبد الله ليرضي عنك، وليس ليزيدك عطاء... 
مع العلم عزيزي القارئ أن رزقك مكتوب عند الله من يوم خلقك في رحم أمك.. ولكن فضل الله عظيم علي العالمين... 
وذلك بانه قال سبحانه وتعالي'وسنزيد المحسنين'
ولكن أخي الكريم تلك الكوارث والازمات ليست بسبب قلة العابدين، وليست ايضاً بسبب حرب علي الدين والمقدسات الدينية او كأزمة حرق المصاحف في احدي بلدان الغرب، او بسبب أندثار الدين واختفاء العلم والقرآن والسنة.. 
أطمئن أخي الكريم فأن الله سبحانه وتعالي سيحفظ هذا القرآن الكريم إلي ان يشاء. الله سبحانه وتعالي سيبقي علي هذا الدين  
إلي ان يرث الأرض ومن عليها.. وسوف يظل يعبد الله في السموات والارض إلي يوم القيامة.... 
ولكن تلك الكوارث والازمات الذي لا أراها إلا مصطنعه، وما هي إلا أزمة أخلاق،، وفساد بعض النفوس التي تسيطر علي زمام الامور....  
وبعض الذين لهم مصلحة كبري في فساد الناس أخلاقيا وسلوكيا وذلك لكي تستمر مصالحهم الخسيسة في الازدياد والتكاثر.. 
وسأضرب لكم عدة امثال لكي اوضح لكم مقصدي:- 
فمثلا الذي يصنع الخمر ويقوم ببيعها وهو يعلم تمام العلم أن الخمر مضر لصحة الانسان وأنه أيضا محرم عند الله ومع ذلك فأنه يستمر في صناعته لكي يكسب الكثير من المال ويزيد من تجارته. 
أو كالذي يصنع أنواع المخدرات ويتاجر فيها. 
أو كالذي يغش في اصناف الطعم ويقوم ببيعها حتي لو كان فسدا لا يصلح للاكل.. 
وفي تلك الامور أصرار علي افساد المجتمع... 
أو كأصحاب القروض الربوية التي تكون عبء ثقيل وهم مرير علي من يقترضها وحمل علي كاهل المجتمع... 
تلك الأمور التي تؤدّي إلي فساد المجتمع والناس ويستغل الشخص الذي يفعلها في افساد المجتمع لمصلحته الشخصيه. 
ذلك هو المقصد الأساسي من حديثنا اليوم.. الفساد هو من جعل العالم كله فوق صفيح ساخن... 
ولكن الفساد في أيامنا هذه اصبح طاغيا. وهو السائد في جميع الأمور... 
وأصبح الفساد الأن هو الطريق الذي يسلكه معظم الناس اليوم..
الحروب. 
الغلاء. 
الفقر. 
الجهل. 
والامراض. 
القتل. 
العنصرية. 
الطبقية. 
وجميع ما نواجه من مشاكل مجتمعية،  وأقتصادية. ودينية.. 
هي كلها من نتائج الفساد وأهل الفساد _الذين يبغونها عوجا وبالأخرة هم كافرون.. 
ولكن كيف نواجه هذه الأوبئة النفسية التي تنتشر انتشار الطاعون في الأرض 🌎.؟!.. 
لم ولن نستطيع مواجهة هذا الفساد بأي سلاح علي وجه الارض ولا توجد قوة علي الأرض تستطيع القضاء علي الفساد. وذلك لأن الفساد ليس له وطن وليس له سلطان. ولكن الفساد موطنه الحقيقي هو النفوس البشرية.. 
_ولذلك اخي الكريم واختي الفاضلة.. لابد من مواجهة الفساد 
كما فعلا الرسول ﷺ واصحابه الطيبين ومن تبعهم من التابعين
الصالحين.... 
الأصلاح_هو منهج الأنبياء والصالحين. هو الطريق الوحيد للنجاة والخروج من كل أزمات وكوارث المجتمع... 
سمعنا عن الصحابة الطيبين الطاهرين وعن رسول الله ﷺ كيف أصلح الرسول ﷺ بين أصحابه في بداية الهجرة. وكيف دعا الناس في بداية الدعوة إلي ألغاء العبودية. وما نسميه اليوم بالعنصرية. كما قال رسول الله ﷺ"لا فرق بين أعجمي اعو عربي إلا بالتقوي " 
وعندما أخا رسول الله ﷺ بين المهاحرين والانصار.. كيف أصبح المجتمع يعيش في سلام وؤام.. سمعنا عن صحابة تقاسمت فيما بينهم المال والبيت والطعام.. بل وأكثر من ذلك فمنهم من طلق أحداي زوجته حتي يزوجها لصاحبه من المهاجرين... 
اصدرا الرسول ﷺ أوامره بمنع الربا.. وفرض الزكاة.. 
حرم الزنا- وجعل الزواج يسير علي الفقير 
حرم الخمر- ونصح الناس بركوب الخيل وتعلم السباحة وتعلم الرماية.. 
نهى الناس عن الغيبة والنميمة _ وأمر الناس أن تحفظ ألسناتها.
نهى الناس عن قول الفواحش وفعل المنكر ._وأمر الناس بالقول الطيب. وفعل المعروف... 
نهى الناس عن تعدي حدود الله._وأمر الناس بأقامة حدود الله وحفظها... 
ونذكر إيضا الرسول ﷺ حين قال لأصحابة في الحديث الصحيح.. " أنما كان فيما كانوا قبلكم أمم هلكت بأنهم كانوا أذا سرق القوي فيهم'تركوه' وأذا سرق فيهم الضعيف'قتلوه'"
وفي هذا إيضا نوع من انواع نشر الفساد.... ونجد هذا كثيراً في إيامنا هذه.... 
يجب على كل مسلم قبل أن يستقيم في عبادة الله التي فرضت عليه.. أن يستقيم نفسيا وأخلاقيا.. 
يجب أن نكون أصحاب نفوس سوية وقلوب طاهرة وعقول مستقيمة... 
يجب أن نعود إلي الحق _الذي أذا أستقمنا عليه ذلة لنا الدنيا وما فيها وتنتهي جميع مشاكل وأزمات الحياة التي نعيشها اليوم... 
يجب أن نعود إلي تلك الاخلاق الكريمة:-
السلام. 
الأحسان. 
البر. 
العفو. 
التأخي. 
الصدق. 
الأمانة..
الوفاء. 
التسامح. 
التقوي. 
الكرم..
نعم لو عدنا إلي تلك الاخلاق الكريمة سيستوي لنا الأمر ونعود مرة أخرى الي رخاء وسخاء الحياة. وتعود الأرض للعطاء مرة أخرى.. 
ونحن اخواتي الكرام لسنا ملائكة لنمتلك كل تلك الصفات الأخلاقية الكريمة.. 
ولكن للتنبيه لكل أنسان يعيش علي الأرض صفه أو سمه يتميز به عن باقي الناس.. لذلك يجب أن تبحث بداخلك عن الصفة الحميدة التي تتميز به عن باقي الناس.. 
قد تكون أنت من أهل الكرم.. 
وقد تكون انت من اهل الوفاء. 
وقد تكون انت من اهل الصدق. 
وقد تكون انت من اهل البر والاحسان. 
وقد تكون انت من اهل العفو..
وقد تكون انت من اهل الأمانة. 
وقد تكون انت من اهل السلام.. 
وقد تكون انت من اهل التقوي.. 
أبداء من الأن في البحث بداخلك عن ميزتك الحقيقة التي تستطيع به أمتلاك زمام الامور وتصبح به الدنيا ما هي إلا وسيلة للعبور إلي طريق النجاح.... 
 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

17

followers

4

followings

5

مقالات مشابة