كيف الان الله لسيدنا داوود الحديد وكيف كان يصنع الدروع؟
(بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله )
نستكمل بأذن الله قصة سيدنا داودعليه السلام:
في ذلك العصر كانت الحروب كثيرة، وكانت الدروع الحديدية التي يصنعها صناع الدروع ثقيلة، ولا تجعل المحارب حرة يستطيع أن يتحرك كما يشاء أو يقاتل كما يريد،
فقام داود عليه السلام بصناعة نوعية جديدة من الدروع. بفضل الله عز وجل، تتكون هذه الدروع من حلقات حديدية تسمح للمحارب بحرية الحركة وتحمي جسده من السيوف والفؤوس والخناجر،
وأفضل من الدروع الموجودة أيامها، فقد ألان الله عز وجل لداود عليه السلام الحديد.
قال تعالى (( وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَاجِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ (10) أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ(11))) (سورة سبأ)
فكانت يده عليه السلام تغوص في الحديد فيقطعه ويشكله في قطع صغيرة يصلها ببعضها البعض ليصنعه دروعا خفيفة غير مرهقة،
جعلت جيشه ينتصر بفضل الله عز وجل في كل المعارك التي خاضها. وكان يصنع الدروع ويبيعها ليعيش من ثمنها، وكان يستغني بثمن الدروع التي يصنعها عن الراتب من بيت مال المسلمين،
فقيل إنه كان يبيع الدرع ب4000 درهم يتصدق بثلثها، ويشتري بثلثها ما يكفيه وعياله، وأمسك داود عليه السلام الثلث يتصدق به يوميا إلى أن يعمل غيرها
وقد جعل الله عز وجل ملكه قويا بكثرة العدد والعدد وأمده تعالى بالنصر والتأييد وجعله منصورا على أعدائه دائما
حتى إن أعدائه كانوا يخافون منه في وقت الحرب بل وفي وقت السلم وفوق ذلك فقد أعطاه الله جل وعلا الحكمة أي النبوة، والكلام الطيب، وكذلك آتاه فصل الخطاب،
فكان يستطيع أن يميز بين الحق والباطل، ولذلك كان يقضي بين الناس، ويحكم بينهم بالعدل،
وكان داود عليه السلام يخصص بعض وقته للتصرف في شؤون الملك. وللقضاء والحكم بين الناس،
ويخصص البعض الآخر للعبادة و التراتيل والتسبيح لله عز وجل في المحراب،
وكان إذا دخل المحراب للعبادة والخلوة، لم يدخل إليه أحد، حتى يخرج هو إلى الناس،
وكان داود عليه السلام يجلس بين الناس، فيذكرهم بالله جل وعلا و يحل لهم مشاكلهم، ويقضي بينهم في الخصومات التي تحدث بينهم.
نكمل القصة في الجزء الثالث ان شاء الله:
سنتحدث عن حكمة سيدنا داود وكيف حكم بين رعاة الاغنام واصحاب المزرعة وموقف سيدنا سليمان من الحكم.
