قصة سيدنا يونس عليه السلام وماذا فعل مع قومه؟

قصة سيدنا يونس عليه السلام وماذا فعل مع قومه؟

0 المراجعات

( بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله )

 

  سنتتعرف على قصة نبي الله يونس عليه الصلاة والسلام مع قومه.

 هو يونس بن متى عليه السلام الذي يعود نسبه إلى سيدنا سليمان عليه السلام ويتصل نسبه بنسل بنيامين شقيق سيدنا يوسف عليه الصلاة والسلام،

 وقد ذكر ابن الأثير رحمه الله أن متى هو اسم والدته، وأن الأنبياء لم ينسب أحدهم إلى والدته إلا سيدنا يونس، وسيدنا عيسى عليهم الصلاة والسلام،

 بدأت قصة سيدنا يونس عليه السلام عندما اختاره الله سبحانه وتعالى ليكون نبيا يدعو الناس إلى عبادة الله عزوجل، وحدة لاشرك له. 

بعث الله تبارك وتعالى يونس عليه السلام لأهل نينوى، وهي المعروفة بأرض الموصل بالعراق،

 وهم قوم قد انتشر الشرك بينهم، فكانوا يعبدون الأصنام ويصلون لها، وينكرون وجود الله الواحد الأحد، 

دعا نبي الله يونس عليه السلام أهلا نينو لعبادة الله الواحد لا شريك له، 

وترك عبادة الأصنام التي لا تنفع ولا تضر، ولكنهم أبوا ورفضوا وتمرد، وأصروا على كفرهم. ولم يتركوا عبادة الأصنام. 

استمر يونس عليه السلام في دعوة أهل نينوى، واستمروا هم في تكذيبه وإيذائه، 

وقد صبر يونس عليه السلام على هذا الإيذاء والضرر، ولم يتوقف عن دعوتهم أبدا، وطال الزمن في دعوتهم، ولم يلقى منهم إلا العناد والإصرار على الكفر،

 ووجد فيهم آذانا سمى، وقلوبا غلفة، قيل إن نبي الله يونس عليه الصلاة والسلام ظل في قومه 33 سنة يدعوهم ويحاول معهم، ولم يؤمن منهم سوى رجلين،

 أما باقي قومه فقد وقفوا ضده منكرين لكل ما جاء به في دعوته، ولما كان موقف قومه لا يتغير تجاه دعوته،

 وما كانوا يزيدون إلا إصرارا وعندا وتكبرا وتمسكا بكفرهم، 

أصاب يونس عليه السلام مشاعر سيئة. تجاه أن يؤمنوا، فغضب كثيرا، واستسلم، وقرر أن يخرج من بلدته ويترك قومه بقرار منه، لم يرجع فيه إلى الله سبحانه وتعالى.

ولم ينتظر أمر الله عز وجل وإذنه لتنفيذ قراره. 

وظن يونس عليه السلام أن الله تعالى لن يؤاخذه على استسلامه، وتركه لأهل القرية قبل أن يأمره الله سبحانه وتعالى بالخروج. 

وعد يونس عليه السلام قومه بالعذاب بعد ثلاثة أيام إذا لم يؤمنوا، ويتركوا عبادة الأصنام،

 ثم خرج من بينهم غاضبا، يائسا منهم بسبب كفرهم، و تماديهم في ضلالهم،

 وعندما وصل عليه السلام إلى شاطئ البحر، وجد قوما على متن سفينة مستعدين للإبحار،

 فطلب من هؤلاء القوم أن يأخذوه معهم على سطح السفينة في رحلتهم، 

فتوسم هؤلاء القوم فيه الصلاح، و وافق على اصتحابه معهم على سطح سفينتهم، وبدأوا في الإبحار في البحر. 

ولما توسط البحر، جاءت الرياح الشديدة، وهاج البحر، وعلت الأمواج،

 فقال من في السفينة إن فين صاحب ذنب، فأسهمموا، واقترعوا فيما بينكم على أن من يقع عليه السهم نلقيه في البحر، 

فلما اقترعوا وقع السهم على نبي الله يونس عليه السلام، فتوسموا فيه الخير، ورفضوا أن يلقوه في البحر، 

وقرروا أن يعيدو الاقتراع مرة أخرى، ويلقي السهم مرة أخرى يجد إلى من سيشير هذه المرة؟

 وكرروا القرعة ثلاث مرات، وفي كل مرة كان السهم يشير إلى يونس ويأبو أن يرموه هو حتى قرر يونس عليه السلام أن يقفز في البحر، موقنا أن الله سبحانه وتعالى سينجيه من الغرق والهلاك. 

في هذه الأثناء، وفي صباح يوم خروج يونس عليه السلام، ظهرت بوادر العذاب التي وعد بها يونس عليه السلام قومه. 

فتكاثرت السحب السوداء في السماء، و كثرة الدخان الكثيف، وثار، وهبطت السحب بدخانها، حتى غشيت مدينتهم وغطتها واسودت سطوح هم. 

ولما أيقنوا من الهلاك والعذاب أنه واقع بهم لا محالة. 

خافوا ووجهوا وطلب يونس عليه السلام فلم يجدوه بالطبع لأنه خرج وتركهم عندما فقد الأمل فيهم. 

وفي رجوعهم عن الضلال والكفر. 

أتوا أهل نينو رجلا شيخا ليسألوه عما يجب عليهم فعله. 

فأرشدهم إلى طريق التوبة إلى الله تعالى، فجمعوا كبيرهم وصغيرهم، وذكرهم، وأناثهم وحيواناتهم جميعا، وقد خرجوا من القرية جميعا، 

ولبسوا المسوح، وهي ثياب من الشعر الغليظ، وغطو رؤوسهم بالرماد، تواضعا لله عز وجل، 

ثم أقبلوا في مشهد مهيب على الله تعالى، داعين الله عز وجل أن يصرف عنهم العذاب، وأن يتوب عليهم، فقبل منهم الله تعالى، وتاب عليهم. 

وقبل إيمانهم ورجوعهم بعد كفرهم وعنادهم، ولكن يونس عليه الصلاة والسلام لم يشهد هذه الحالة منهم، قال الله عز وجل في سورة يونس 

 

﴿ فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ

هذا والله تعالي أعلى وأعلم، وصلي اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. 

دمتم في رعاية الله وأمنه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

نكتمل القصة في الجزءالثاني ان شاء الله

سنتحدث عن حياة سيدنا يونس عليه السلام في بطن الحوت.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

11

followers

6

followings

2

مقالات مشابة