كيف حكم  داود عليه السلام بين رعاة الاغنام واصحاب المزرعة وموقف سيدنا سليمان من هذا الحكم؟

كيف حكم داود عليه السلام بين رعاة الاغنام واصحاب المزرعة وموقف سيدنا سليمان من هذا الحكم؟

0 المراجعات

( بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله )

نستكمل بأذن الله قصة سيدنا داودعليه السلام:

ذات يوم كان يجلس داود عليه السلام في مجلسه، وجاءه بعض الناس ليحكم بينهم في خصومة حدثت بينهم، وكان من ضمن مجلسه أحد أبنائه، وهو سيدنا سليمان عليه الصلاة والسلام

فقد أقبلت غنم الليل على مزرعه، ولم يكن معها راعيها، فأفسدت الغنم الزرع، وأتت عليها، فاحتكم أصحاب المزرعة إلى داود عليه السلام،

 قالوا يانبي الله إننا حرثنا أرضنا وزرعناها، وتعاهدنها، حتى إذا آن أوان حصادها. جاءت غنم هؤلاء القوم ليلا، فانتشرت في زرعنا، وأكلته، حتى لم يبقى منه شيء، 

فقال داود عليه السلام لأصحاب الغنم أحقا ما يقول هؤلاء؟ Free Brown lamb grazing in meadow Stock Photo

قالو نعم،

 فقال داود عليه السلام لأصحاب المزرعة كم تقدرون ثمنا لزرعكم؟

 فذكروا له الثمن،

 فقال لأصحاب الغنم كم تقدرون ثمنا لأغنامكم؟

 فقدروه بثمن ما، 

فلما رأى داود عليه السلام الثمنين متقاربين، 

قال لي أصحاب الغنم ادفعوا أغنامكم إلى أصحاب المزرعة تعويضا لهم عن زرعهم.

 ولكن ابنه سليمان عليه السلام كان حاضرا، يشهد هذه المحاكمة، أو جاء، فعلم بها،

 فابتدر أباه قائلا لي رأي في هذه القضية يا أبي، وهو أن يدفع أصحاب الغنم أغنامهم إلى أصحاب المزرعة، فينتفع هؤلاء بأصوافها وألبانها ونتاجها،

 وأن يأخذ أصحاب الغنم المزرعة في حرثوها وأزرعوها و يسقوها ويتعهدوها حتى يستوي الزرع، فإذا حان وقت حصاده سلموا المزرعة إلى أصحابها، وتسلموا منهم أغنامهم،

 فرضي الجميع بهذا الحكم، وقال داود عليه السلام. وفقت يا بني بهذا الحكم، وحكم بما أفتى به سليمان، وهذا ما أشار إليه القرآن الكريم، 

قال ربنا تبارك وتعالى

  ﴿وَدَاوُۥدَ وَسُلَيۡمَٰنَ إِذۡ يَحۡكُمَانِ فِي ٱلۡحَرۡثِ إِذۡ نَفَشَتۡ فِيهِ غَنَمُ ٱلۡقَوۡمِ وَكُنَّا لِحُكۡمِهِمۡ شَٰهِدِينَ (78) فَفَهَّمۡنَٰهَا سُلَيۡمَٰنَۚ وَكُلًّا ءَاتَيۡنَا حُكۡمٗا وَعِلۡمٗاۚ وَسَخَّرۡنَا مَعَ دَاوُۥدَ ٱلۡجِبَالَ يُسَبِّحۡنَ وَٱلطَّيۡرَۚ وَكُنَّا فَٰعِلِينَ (79) .

(سورة الأنبياء)

 وفي يوم من الأيام كان داود عليه السلام جالسا في محرابه يتعبد ويصلي،

 وفجأة فوجئ بشخصين يتسوران المحراب المغلق عليه، ففزع منهما، فما يتسور المحراب هكذا مؤمن ولا أمين فبادر يطمئنانه قالا له لا تخف يا سيدي بيني وبين الرجل خصومه 

و قد جئناك لتحكم بيننا بالحق فسألهما داود عليه السلام ما القضية 

فقال الرجل الأول إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة، فقال أكفلنيها وعزني في الخطاب، فحكم داود عليه السلام مباشرة من غير أن يسمع رأي الطرف الآخر،

 وحجة قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه، فحكم بظلم الطرف الآخر. دون أن يسمع منه،

 وفوجئ داود عليه السلام باختفاء الرجلين من أمامه. اختفى الرجلان، كما لو كان سحابة تبخرت في الجو وأدرك داود عليه السلام أن الرجلين ملكان أرسلهم الله عز وجل إليه ليعلمه درسا،

 فلا ينبغي أن يحكم أحد بين المتخاصمين، إلا إذا سمع أقوالهم جميعا، فربما كان صاحب ال 99 نعجة معه الحق،

 وخر داود عليه السلام راكعا، وسجد لله تعالى، واستغفر ربه، فظل داود يستغفر ربه عز وجل حتى غفر الله له. وأثنى عليه في القرآن، قال تعالى 

﴿ فَغَفَرْنَا لَهُ ذَٰلِكَ ۖ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَىٰ وَحُسْنَ مَآبٍ
ص: 25]

قيل فكما كان داود عليه السلام، أعبد الناس في الدنيا، أو من أعبدهم، وكما كان يمجد الله تعالى في الدنيا، فكذا يوم القيامة يمجده على منبر من نور، مع نعيم القرب و الزلفة.

 

نكمل القصة في الجزء الرابع والاخير ان شاء الله:

سنتحدث عن وفاة سيدنا داود وماذا حصل اثناء تشييعه.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

11

followers

6

followings

2

مقالات مشابة