المسجد الأقصي الأسير

المسجد الأقصي الأسير

0 المراجعات

الأقصى بيت الله 
يتسأل كثيراً من الناس لماذا كل هذا الفساد والظلم والطغيان الذي حل علي بلاد المسلمين..؟!!! 
ومتي يأتي الفرج. وينتهي الظلم والفساد والطغيان-؟! بل كثيراً منا الأن يلح بالدعاء والسؤال، متى نصر الله؟!! 
ولكن جرت سنن الله في الأرض في كل القرون والعصور والازمان-أنه كلما ضيع الناس تلك المقدسات الألهيه. والبيوت الربانية،، وتركوها في أيدي أهل الكفر. والطغوت.. 
وركنوا إلي الدنيا- وحب الشهوات، وفعل المنكرات، وزينة الحياة الدنيا في اعينهم. وتركوا حب الأخرة وتركوا العمل الصالح، ورضوا بالحياة الدنيا...  
كلما جرت سنن الله في الأرض بان يضرب علي العباد والبلاد 
الذل والوهن والضعف.، والوباء والبلاء والغلاء، وكتب علي الناس الفقر  والجوع،  والخوف وعدم الاستقرار  والامان.. 
ولنا في القرآن الكريم القصص والعبر التي تؤكد لنا صحة تكرار هذه السنن الربانية كلما تخلي الناس عن الدين والدفاع عن بيوت الله الحرم والدفاع عن الحق ونصرة المقدسات الدينيّة.. 
الاقصى في عهد موسي 
_ولنا في القصص القرأني عدة أمثال وخصوصا مع بني أسرائيل، عندما خرج موسي عليه السلام من مصر مع بني أسرائيل وعندما جاء الامر من الله سبحانه وتعالي بدخول القدس وقتال الجبابرة.. رفض بني أسرائيل القتال كما جاء ذكر ذلك في القرآن الكريم " قالوا يموسي انا لن ندخلها أبداً  ما داموا فيها أذهب أنت وربك فقتلا ان ههنا قاعدون".. 
فعاقبهم الله وكتب علي بني أسرائيل التيه، ومرة اخري بعدما انتهت فترة التيه مع موسي عليه السلام وتوفي موسي عليه السلام فأتي الامر من الله للجيل الجديد بقيادة يوشع بن نون تلميذ موسي عليه السلام وصاحب قصة الغلام والخضر ونسيان الحوت،
الأقصي في زمن يوشع بن نون 
يوشع بن نون عليه السلام هو نبي من الانبياء التي أرسلها الله إلي بني أسرائيل.. وعندما جاء الامر من الله سبحانه وتعالي للنبي يوشع بن نون بقتال الجبابرة ودخول القدس والسيطرة علي المسجد الأقصي. وامرهم أيضا أن يستغفروا الله عن عدم طاعة الله وموسي عليه السلام في المرة الأولي الذي رفضوا فيها قتال الجبابرة.. وقالوا لموسي عليه السلام "أذهب أنت وربك فقاتلا' ولكن بني أسرائيل اهل الضلالة والعصيان، عندما بدأت المعركة بين يوشع ومن معه من بني أسرائيل وكان يوم الجمعه وبني اسرائيل لايقاتلون يوم السبت فدعا يوشع عليه السلام الله سبحانه وتعالي بأن يؤجل غروب شمس يوم الجمعه حتي تنتهي المعركة وينتصر بني أسرائيل ويدخلوا القرية" القدس. كما جاء في قول الله (واذا قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطيكم وسنزيد المحسنين)  .. ٥٨'البقرة'٥٨'البقرة' 
لكن بني أسرائيل بعدما أتم الله عليهم النصر، عصوا الله واستهزاؤ بأمر الله ولم يدخلوا القدس سجدا ودخلوا القدس بمؤخرتهم مستهزئين ولم يقولوا حطة ويستغفروا، وقالوا حنطة، فأنزل الله عليهم الوباء والطاعون، مات في هذا الطاعون كل من أستهزاء بامر الله. 
الأقصي بعد عهد سليمان 
وأيضا تكرر الأمر مع بني أسرائيل.. بعد انتهاء زمان نبي الله داوود وسليمان عليهما السلام، عندما بداء بني أسرائيل التنازع علي الحكم وأنتشر فيهم الفواحش والرجز مرة أخرى، فسلط الله عليهم ملك ظالم وطاغية من ملوك الفرس، وهو نبوخذ نصر، فأستحل فيهم القتل والذبح وأسر الرجال والنساء والاطفال، وقام بهدم هيكل سليمان، وطرد بني أسرائيل من بيت المقدس،، 
وهكذا جرت سنن الله في الأرض، كلما أبتعد الناس عن الدين وركنوا إلي الدنيا وشهوات الدنيا، وأستحلوا الفواحش وفعلوا المنكرات. وانتشر فيهم الفسق والفجور والعدوان،،، كلما سلط الله على الناس الدنيا تقلبهم وتذيقيهم وبال أمرهم، وهكذا الحال في إيامنا هذه،، 
ضياع الأقصي، وتخريب الكعبة 🕋
وإيضا عندما تفرق المسلمين في نهاية عصر الدولة الاموية وبدأت الدولة العباسية تنتشر في بلاد المسلمين بالسيف والظلم علي يد السفاح المنصور اول خليفة عباسي. وانتشر في الامة الأسلامية الطوائف المنحرفة، وبدأء الخوارج في تكوين قوي عسكرية، واستغلوا أنشغال المسلمين بالصراع على الحكم 
فظهرت فرقة منحرفة فتلك الفترة تسمي القرامطة.. وخربت الكعبة 🕋 وسرقت الحجر الأسود.. ولم تجد الأمة الأسلامية نصير له فى هذا التوقيت، وذلك بسبب انشغال حكام المسلمين بالنزاع على الحكم،  وتركوا القضية الأهم وهي الحفاظ على المقدسات الدينيّة. وأقامة الحق والعدل، فأبتلي الله الأمة الأسلامية بالجوع والفقر والوباء والزلازل والغلاء، وحكام السوء، والأكثر. من ذلك كان يحكم مصر  في ذلك الوقت حاكم متهور طائش وظالم، كان يلقب بين الناس بالمجنون. وقام هذا المجنون بفعله نكراء حمقاء-تضررت علي أثرها الأمة الأسلامية لمدة ٩٠ عام. وبسبب هذا الحاكم المجنون الطائش الماجن الذي قام بهدم كنيسة القيامة في القدس، والذي بدات علي أثرها 
الحملات الصليبية 
، والتي قتل فيه من المسلمين ١٠٠ ألف علي يدي الجيش الصليبي، في مذبحة استنكرها التاريخ علي مر الزمان. حتي وصلت دماء المسلمين في ساحات المسجد الأقصي الي منتصف ارجل الخيل،... 
ولم تجد القدس وأهله من يدافع عنها ويصد عنها هذا العدوان الغاشم.. رغم وجود ثلاثة دول أسلامية (أموية. عباسية. فاطمية) ولكن الكل مشغول في توسيع ملكه والسيطرة علي البلاد وضمه الكثير من البلاد الي ملكه حتي لو كانت تلك البلاد قد خربت، وضاع كل خيراً فيها... 
ولكن من فضل الله سبحانه وتعالي علي امة المسلمين أن الله يخرج من صلب هذه الأمة كل مائة عام من يجدد لها دينها ويعيد إليه عزها ومجدها، فظهر علي المسلمين وسط هذا الزخم المظلم. عالم وشيخ من مجددين الدين الشيخ أبو حمد الغزالي، وبداء في تربية جيل جديد علي الحق والفضيلة والجهاد،، فخرج من تحت يديه قائد شجاع مؤمن صالح وبداء رحلة الدفاع عن الأسلام والمسلمين وبداء في نصرة المستضعفين واقامة الحق والعدل، وهو نور الدين زنكي، 
ومن بعدها رجل لايزال يعيش في ذاكرة التاريخ. ويحيي في صدور الذين يحبون الأبطال وحياة المجاهدين والفاتحين. وهو
صلاح الدين الايوبي. 
وقام صلاح الدين الايوبي باقامة العدل والحق واجتمع علي يديه البلاد والعباد وأعاد الأمة الأسلامية الي مسارها الصحيح... 
ونشر العلم وأضاء الطريق للدعاة والعلماء وقام بتحرير المسلمين وتحرير القدس من أيدي الصلبيين بعد ٩٠عام من الظلم والفساد والطغيان الذي حل علي بلاد المسلمين، 
عصر المماليك 
وفي زمان المماليك، تهافت أولئك المماليك علي نهب ثروات المسلمين. وتصارعوا علي زينة الدنيا، فجاء البلاء مرة أخرى الذي يصحبه عودة ألزامية إلي الطريق الصحيح قبل فوات الاوان. ولكن هذه المرة كان البلاء شديد وأكثر قسوة من الانقسمات وأكثر بطشا من الصلبيين،  وهم المغول. الجيش التتاري الذي لا يرحم كبير ولا صغير، ضعيف ولا قوي وقام بالجرائم البشعة في بلاد المسلمين وانتشرت الاشاعات المرعبة عن هؤلاء المغولين الذين لا يرحمون احد وانتشر  الخوف والرعب من مواجهة جيش التتار وكانت البلاد تستسلم لهم بدون قتال-رغم أنهم كانوا يقوموا بقتل اعداءهم سوء استسلموا او قاتلوا.. 
فأخرج الله سبحانه وتعالي من المسلمين من يقوم علي أمرهم ويجمع شملهم ويثبت فؤادهم ويقودهم لطرد هذا البلاء الغاشم
وكان هذا القائد من المماليك ولكنها كان من اهل الدين والصلاح.. 
وهو سيف الدين قطز.. 
فهزم التتار وحرر بلاد المسلمين من شر هؤلاء المغول وطردهم الي بلاد الغرب.. 
_وهكذا ظل المسجد الأقصي بيت الله والحرم الثالث في ايدي المسلمين فى سلام وامان حتي نهاية الدولة العثمانية.. 
حتي انتهي حكم أخر سلاطين الدولة العثمانية السلطان عبد الحميد الثاني 
وبداء المسجد الأقصي في الضياع مرة أخرى تدريجيا بسبب فساد الحكام وأتباع الغرب والانصياع إلي اوامرهم وطاعتهم
في كل كبيرة وصغيرة.... 
وأنتشر الفساد والظلم والطغيان الذي نراه اليوم فى بلاد المسلمين، وضياع الأقصي مرة أخرى... 
فهل لنا من عودة إلي الطريق الصحيح قبل فوات الاوان؟! 
وهل لنا من قائد شجاع مؤمن صالح يقود الامة الأسلامية أمثال نور الدين زنكي، او صلاح الدين الايوبي، او سيف الدين قطز،؟!.. 
وهل لنا من من معلم يعود بنا الي المنهج النبوي السليم؟!  
امثال ابو حمد الغزالي، او العز بن عبد السلام.. 
قبل ان ينزل الله علينا بلاء او وباء يهلكنا كم فعل مع بني أسرائيل... 
يجب علينا تعظيم بيوت الله والحفاظ عليها والدفاع عنها. 
لابد ان نعود لمنهج الأنبياء في اقامة الحق والعدل.. 
وأسال الله سبحانه وتعالي أن يرفع عنا البلاء والوباء والغلاء وحكام السوء.. 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

17

followers

4

followings

5

مقالات مشابة