عبقرية الفاروق عمر بن الخطاب

عبقرية الفاروق عمر بن الخطاب

0 المراجعات
image about عبقرية الفاروق عمر بن الخطاب


نسبه 
هو الصحابيّ الجليل عمر بن الخطّاب بن نُفيل القُرشيّ العدويّ -رضي الله عنه-، المُكنّى بأبي حفص، ووالدته هي: حنتمة بنت هاشم بن المغيرة المخزوميّة، وورد في إحدى الروايات أنّها أخت أبي جهل حنتمة بنت هشام وقد كان إسلامه بدايةً لفتح طريقٍ جديدٍ في عبادة الله -تعالى- جَهْراً، والذي ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال فيه: (اللهمَّ أعِزَّ الإسلامَ بأحبِّ هذين الرجُلين إليك بأبي جهلٍ أو بعمرَ بنِ الخطابِ فكان أحبُّهما إلى اللهِ عمرَ بنَ الخطابِ 
وُلد عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- بعد أربع سنواتٍ من الفِجار الأعظم، أي قبل البعثة النبويّة الشريفة بثلاثين عاماً، وورد أنّه وُلد بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنةً، وعن صفاته الجسديّة قال علماء السَّير والتاريخ أنّه كان طويلاً، جسيم القامة، أعسر، أشعر، وأصلع الرأس، شديد الحُمرةلقبه وتجدر الإشارة إلى أنّ عمر -رضي الله عنه- لُقّب بالفاروق؛ لأنّ الله فرّق به بين الحقّ والباطل، وذُكر أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- هو مَن أطلق عليه ذلك اللقب
إسلام عمر بن الخطّاب 

خرج الفاروق -رضي الله عنه- عازماً على قتل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، فصادفه رجلٌ في طريقه مُعلِماً إيّاه أنّ أخته قد أسلمت، فانطق إليها حاملاً العظيم من الغضب، ووصل وإذ بها تقرأ آياتٍ من سورة طه، فتأكّد من إسلامها، وضربها وزوجها، حتى فقد الأمل بعودها عن الإسلام ثم سألها طالباً الذي كانت تقرأه، وأعطته إيّاه بعد أن اغتسل؛ تنفيذاً لطلبها، فقرأ من سورة طه حتى قوله -عزّ وجلّ-: (إِنَّني أَنَا اللَّـهُ لا إِلـهَ إِلّا أَنا فَاعبُدني وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكري) فانطلق عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- إلى مكان تواجد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ومَن معه من الصحابة، وكان منهم حمزة بن عبدالمُطّلب، وأعلن إسلامه وتوحيده لله -تعالى-، وبأنّ محمّداً عبد الله ورسوله
أهم أعمال عمر رضي الله عنه ومشاركاته في حياة النبي صلى الله عليه وسلم
لقد كان لعمر رضي الله عنه دور هام، ومكانة متميزة في حياته مع النبي صلى الله عليه وسلم.
أولًا: كان عمر رضي الله عنه مستشارًا للنبي صلى الله عليه وسلم
قال رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمر مع أبي بكر في الأمر من أمر المسلمين وأنا معهما. وقال صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر: "لو اتفقتما لي ما شاورت غيركما".وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله أمرني أن أتخذ عمر مشيرًا".

ثانيًا: كان عمر من جباة الزكاة وعمال الصدقة للنبي صلى الله عليه وسلم
استعمل عمر رضي الله عنه عبد الله بن السعدي على الصدقة، فلما فرغ من عمله أعطاه عطاءه وعمالته، فقال: إنما عملت وأجري على الله، فقال عمر: خذ ما أعطيت، فإني عملت على عهد رسول الله صلى صلى الله عليه وسلم فَعَمَّلني (أي أعطاني أجرة عملي)، فقلت مثل قولك، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أعطيت شيئًا من غير أن تسأل فكل وتصدق". ولم يبين عمر رضي الله عنه العمل الذي استعمله عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه لجباية الصدقات، فعن أبي هريرة قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر على الصدقة 
ثالثًا: كتابة عمر رضي الله عنه للوحي
فقد ذكر أهل السير أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان من كتاب الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم
رابعًا: بعث النبي صلى الله عليه وسلم لعمر مبلغًا عنه
فقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة جمع نساء الأنصار في بيت، فأرسل إليهن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقام عمر على الباب فسلم عليهن، فرددن عليه السلام، فقال: أنا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكن 
وزُهدُ عمر بن الخطّاب هو من أبرز صفات شخصيّته -رضي الله عنه-، فقد عاشَ ببدنهِ مع النَّاسِ، وقلبُه وروحُهُ معلَّقان بالآخرةِ، وكانَ زاهداً في مطعمهِ ومشربهِ وفي لباسهِ، ومن ذلك أنَّه تأخَّرَ يوماً على صلاةِ الجمعةِ لرداءٍ كان يغسلهُ ويلبسهُ وليس له غيره. ورغم شدّة زهد عمر إلّا أنّه لم يكن زُهداً في الأهل والأولاد كتركهم أو الابتعاد عنهم، ولا الزهد عن كلّ المال، ولكنَّه زُهدٌ في الدّنيا وملذّاتِها، وعن الرّاحةِ،   حتَّى أنَّه -رضي الله عنه- ماتَ وعليه دينٌ وكلَّفَ ابنه أن يَسدَّه عنه وكانَت الدّنيا في يدِ عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- ولكنَّها لم تكن يوماً في قلبِه، ويتجلَّى ذلك في مواقفه المعروفةِ بالسّخاءِ والعطاءِ والإنفاقِ في سبيل الله، ومن ذلك أنَّهُ في غزوةِ تبوكٍ جاءَ بنصفِ مالهِ إلى النبيِّ -صلّى الله عليه وسلّم- يريدُ أن يسبقَ أبا بكرٍ، إلَّا أنَّ أبا بكرٍ جاءَ بكلِّ مالِهِ، فلم يُسابقه عمرٌ بعدها وكانَ عبد الله وحفصة ابنا عمر بن الخطّاب -رضي الله عنهم- يحثَّاه على أكلِ الطّعامِ الطيِّبِ حتّى يقوى على العيشِ، ولكنَّه كانَ دائماً يرفضُ ذلك، لأنَّهُ يرغبُ بأن يسيرَ على نهج النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- وأبي بكرٍ الصّديق -رضي الله عنه-، ويكونَ معهما في الجنَّةِ؛ ومن مواقفهِ -رضي الله عنه- أيضاً أنَّه عندما قدمَ إلى الشّامِ قاموا بتحضيرِ مأدبةٍ لم يُرَ مِثلَها، ولكنَّهُ تذكَّر الفقراءَ الذين ماتوا ولم يشبعوا من خبزِ الشّعيرِ فاغرورقت عيناه وأجهشَ بالبكاء
مقتل عمر -رضي الله عنه- واستشهاده: عندما كان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يُسوِّي صُفوف المُسلمين كعادته كُلَّ يومٍ في صلاة الفجر، وعند نيّته وتكبيره للصّلاة، جاء رَجُلٌ يُسمّى أبا لؤلؤة المجوسيّ بخنجرٍ مسموم وطعنه عدّة طعنات، فقطّع أمعاءه، وسقط -رضيَ الله عنه- مغشيّاً عليه. وحاول الصحابةُ الكرام إلقاء القبض على أبي لؤلؤة، ولكنّهُ قَتَل ستةً منهم، وجاءه أحدهم من خلفه وألقى عليه رداء وطرحه أرضًا، فقام أبو لؤلؤة بطعن نفسه بنفس الخنجر الذي قتل به عُمر -رضيَ الله عنه- ومات على الفور، فقام الصحابةُ الكرام بحمل عُمر بن الخطّاب -رضيَ الله عنه- إلى بيته، وبقيَ فاقداً للوعي فترةً طويلة، ولمّا أفاق سألهم عن تأديتهم لصلاة الفجر، ثُمّ سأل عن قاتله، فقالوا: أبو لؤلؤة.
 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

10

followers

1

followings

0

مقالات مشابة