معجزة الاسراء والمعراج ومارأه النبى صلى الله عليه وسلم فيها بالتفصيل

معجزة الاسراء والمعراج ومارأه النبى صلى الله عليه وسلم فيها بالتفصيل

0 المراجعات

 

معجزة رحلةالإسراء والمعراج

 ومارأه النبى محمد صلى الله عليه وسلم فيها بالتفصيل

الإسراء والمعراج هما حدثان مهمان في التاريخ الإسلامي، يشغلان مكانة بارزة في قلوب المسلمين، يُعتبر الإسراء رحلة فى ليلة واحدة قام بها النبي  محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام في مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في القدس، في حين أن المعراج هو الصعود من المسجد الأقصى إلى السماوات السبع.

بدايةً، يجدر بنا أن نتطرق إلى معنى كلمة "الإسراء"، وهي تعني الرحيل الليلي

جاء حديث القرآن الكريم عن الإسراء فى سورة الإسراء ، قال تعالى : {سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِى بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إنَّهُ هُو السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (الإسراء:1).

أما المعراج، جاء حديث القرآن الكريم عن المعراج فى سورة النجم،  قال تعالى{أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى. وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى. عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى. عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى. إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى. مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى. لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} (النجم 18:12).

فالمعراج هو الجزء الثاني من هذه الرحلة الرائعة، حيث صعد النبي محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الأقصى إلى السماوات السبع. 

في ليلة الإسراء والمعراج، رأى النبي محمد صلى الله عليه وسلم العديد من الأحداث والمشاهد الرمزية والروحانية التي أثرت فيه وفي أمته. 

ومن بين هذه الأحداث:

1. الوصول إلى المسجد الأقصى: بدأت الرحلة بإسراء النبي من المسجد الحرام في مكة إلى المسجد الأقصى في القدس، حيث أدى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة مع الأنبياء السابقين، مما يبرز أهمية القدس في الإسلام ورابطتها الوثيقة بالمسجد الحرام في مكة.

 2.لقاء  النبى صلى الله عليه وسلم بالله سبحانه وتعالى: في السماوات العليا عند سدرة المنتهى، وهناك تلقى عليه  الصلاة والسلام الأمر بأداء الصلوات الخمس في اليوم والليلة، وهو ما يعتبر من أهم الأركان في الإسلام.

3. رؤية العجائب: خلال رحلته في السماوات، شاهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم العديد من العجائب والمعجزات التي تجاوزت حدود الوصف والتصور البشري، مما يبرهن على عظمة الله وقدرته على خلق ما يشاء.

رحلة الإسراء والمعراج هي إحدى أبرز الأحداث في تاريخ الإسلام، وقد وردت تفاصيلها في السنة النبوية وفي الكتب التاريخية والسيرة النبوية. 

إليك رحلة الإسراء والمعراج بالتفصيل:

1. بداية الرحلة:

   في ليلة من ليالي الشهر الثاني من العام العاشر من البعثة النبوية، نزل الملك جبريل عليه السلام على النبي محمد صلى الله عليه وسلم في بيته في مكة. 

2. الإسراء إلى المسجد الأقصى:

   أسرى برسول الله صلى الله عليه وسلم بجسده على الصحيح من المسجد الحرام إلى بيت المقدس، راكبًا على البُرَاق، صحبة جبريل عليهما الصلاة والسلام، فنزل هناك وربط البراق بحلقة باب المسجد‏.‏

3. الصعود إلى السماء:

   بعد الصلاة في المسجد الأقصى، بدأ النبي صلى الله عليه وسلم رحلته بالمعراج إلى السماء. فصعد من سماء إلى أخرى، حتى وصل إلى السماوات السبع.

4. اللقاء بالأنبياء والأحداث في السماوات:

 ثم عرج به تلك الليلة من بيت المقدس إلى السماء الدنيا، فاستفتح له جبريل ففتح له، فرأي هنالك آدم أبا البشر عليه السلام، فسلم عليه، فرحب به ورد عليه السلام، وأقر بنبوته، وأراه الله أرواح السعداء عن يمينه، وأرواح الأشقياء عن يساره‏.‏ 

ثم عرج به إلى السماء الثانية، فاستفتح له، فرأي فيها نتى الله يحيى بن زكريا   ونبى الله عيسى ابن مريم عليهما السلام، فلقيهما وسلم عليهما، فردا عليه ورحبا به، وأقرّا بنبوته

ثم عرج به إلى السماء الثالثة، فرأي فيها نبى الله يوسف عليه السلام ، فسلم عليه فرد عليه ورحب به، وأقر بنبوته‏.‏

 ثم عرج به إلى السماء الرابعة، فرأي فيها نبى الله إدريس عليه السلام ، فسلم عليه، فرد عليه، ورحب به، وأقر بنبوته‏.‏ 

ثم عرج به إلى السماء الخامسة، فرأي فيها نبى الله هارون بن عمران عليه السلام ، فسلم عليه، فرد عليه ورحب به، وأقر بنبوته‏.‏ 

ثم عرج به إلى السماء السادسة، فلقى فيها نبى الله موسى بن عمران عليه السلام، فسلم عليه، فرد عليه ورحب به، وأقر بنبوته‏.‏ 

فلما جاوزه بكى نبى الله موسى عليه السلام، فقيل له‏:‏ ما يبكيك ‏؟‏ فقال‏:‏ أبكى؛ لأن غلامًا بعث من بعدى يدخل الجنة من أمته أكثر مما يدخلها من أمتى‏.‏

 ثم عرج به إلى السماء السابعة، فلقى فيها نبى الله إبراهيم عليه السلام، فسلم عليه، فرد عليه، ورحب به، وأقر بنبوته‏.‏

 ثم رفع إلى سدرة المنتهى، فإذا نَبْقُها مثل قِلاَل هَجَر، وإذا ورقها مثل آذان الفيلة، ثم غشيها فراش من ذهب، ونور وألوان ، فما أحد من خلق الله يستطيع أن يصفها من حسنها‏.‏ 

ثم رفع له البيت المعمور، وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون‏.‏

 ثم أدخل الجنة، فإذا فيها حبائل اللؤلؤ، وإذا ترابها المسك‏.‏ 

4.لقاء بالله جل جلاله:

   في السماء السابعة، وصل النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى سدرة المنتهى،وعرج به حتى ظهر لمستوى يسمع فيه صَرِيف الأقلام‏.‏ ثم عرج به إلى الجبّار جل جلاله، فدنا منه حتى كان قاب قوسين أو أدنى، فأوحى إلى عبده ما أوحى، وفرض عليه خمسين صلاة، فرجع حتى مرّ على نبى الله موسى عليه السلام بم أمرك ربك‏؟‏ قال‏:‏ ‏[بخمسين صلاة‏]‏‏.‏ قال‏:‏ إن أمتك لا تطيق ذلك، ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك، فالتفت إلى جبريل، كأنه يستشيره في ذلك، فأشار‏:‏ أن نعم إن شئت، فعلا به جبريل حتى أتى به الجبار تبارك وتعالى، وهو في مكانه  فوضع عنه عشرًا، ثم أنزل حتى مربنبى الله موسى عليه السلام فأخبره، فقال‏:‏ ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف، فلم يزل يتردد بين نبى الله موسى عليه السلام وبين الله عز وجل، حتى جعلها خمسًا، فأمره نبى الله موسى عليه السلام بالرجوع وسؤال التخفيف، فقال‏:‏ ‏[قد استحييت من ربي، ولكني أرضى وأسلم‏]‏، فلما بعد نادى مناد‏:‏ قد أمضيت فريضتى وخففت عن عبادى‏.‏ 

5. العودة إلى مكة:

   بعد أن أكمل النبي محمد صلى الله عليه وسلم رحلته إلى السماء، عاد إلى مكة في نفس الليلة. وقد شهدت مكة الشريفة عودته وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بما حدث في هذه الرحلة العجيبة التى تظهر قدرة الله وعظمته، ومكانة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بين الأنبياء.

الدروس المستفادة من رحلة الاسراء والمعراج:

1- قرب من الله:

   تعلم رحلة الإسراء والمعراج أن الله قريب من عباده ويراقبهم ويرعاهم في كل لحظة، وأنه مستعد لاستماع إلى دعاء عباده الاستجابة لهم.

2- قيمة الصلاة:

   أمر الله النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأداء الصلوات الخمس في اليوم والليلة خلال رحلته إلى السماء، مما يؤكد على أهمية الصلاة في حياة المسلم وضرورتها كفرض دينى.

3-الثبات والصبر:

   خلال رحلته إلى السماء، واجه النبي محمد صلى الله عليه وسلم العديد من التحديات والامتحانات، ولكنه  كان ثابت وصابر وتغلب على كل الصعوبات بإرادته وثقته بالله سبحانه وتعالى.

4- الثقة بالله ورضاه بقضاءه:

   على الرغم من التحديات التي واجهها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، إلا أنه كان يثق بقضاء الله ويرضى بما يقرره له، وهذا يعلمنا أهمية الثقة الكاملة بالله وقبول قضائه في حياتنا.

5- العظمة الإلهية:

    رحلة الإسراء والمعراج العظمة الإلهية تعلمنا أن الله قادر على كل شيء وأن عظمته لا حدود لها، مما يعزز فينا الإيمان والتقوى.

باختصار، فإن رحلة الإسراء والمعراج تعتبر من أبرز الأحداث في تاريخ الإسلام، وتحمل العديد من الدروس والمعاني العميقة التي تستحق الاهتمام والتأمل. إنها رحلة تظهر قوة الإيمان والثبات.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

2

متابعين

0

متابعهم

1

مقالات مشابة