مجالس شهر رمضان المبارك (المجلس الثاني)

الحمد لله اللطيف الرؤوف المنان، الغني القوي السلطان، الحليم الكريم الرحيم الرحيمن.

أحمده على الصفات الكاملة الحسان، وأشكره على نعمه السابغة وبالشكر يزيد العطاء والامتنان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك الديان، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المبعوث إلى الإنس والجان.

إخواني: اعلموا أن الصوم من أفضل العبادات وأجل الطاعات .

فمن فضائل الصوم أن الله كتبه على جميع الأمم وفرضه عليهم قال تعالى: ( يأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) .

ومن فضائل الصوم أن ثوابه لا يتقيد بعدد معين بل يعطي الصائم أجره بغير حساب . عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “ قال الله تعالى: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به. والصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم ، والذي نفسي محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما؛ إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقى ربه فرح بصومه".

وهذا الحديث يدل على فضيلة الصوم من وجوه :

الوجه الأول: أن الله  اختص لنفسه الصوم من بين سائر الأعمال، لشرفه عنده، ومحبته له، وظهور الإخلاص له سبحانه فيه.

الوجه الثاني: أن الله قال في الصوم" وأنا أجزي به". فأضاف الجزاء إلى نفسه الكريمة؛ لأن الأعمال الصالحة يضاعف أجرها بالعدد، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة.

الوجه الثالث: أن الصوم جنة : أي وقاية وستر  يقي الصائم من اللغو والرفث. 

الوجه الرابع: أن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك لأنها من آثار الصيام.؟

الوجه الخامس: أن للصائم فرحتين: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه. 

ومن فضائل الصوم أنه يشفع لصاحبه يوم القيامة . فعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصائم: أي رب منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه، ويقول القرآن، منعته النوم بالليل فشفعني فيه، قال فيشفعان” رواه أحمد.

المرجع:

العثيمين، محمد بن صالح، (2004م)، مجالس شهر رمضان، الطبعة الثانية، دار الثريا للنشر والتوزيع، الرياض، ص ص : 13-17.