أحد مناقشات الدكتور ذاكر نايك مع أحد الملحدين

أحد مناقشات الدكتور ذاكر نايك مع أحد الملحدين

0 المراجعات

بدأ هاريس حديثه بالقول إنه لم يجد إجابة لسؤاله وقال: “السؤال الأول هو: من قبل أن يقرر الله خلق هذا الكون، من قبل أن يقرر خلق الإنسان، كان يعلم النتيجة النهائية وأنه سوف يخيب ظنه ببعض الناس وسيلقي بهم في جهنم ويتعذبون يندمون على أفعالهم. يعرف أن النتيجة ستكون سيئة لبعض الناس وسيدخلون النار ويعاقبون. ربما تكون النتيجة جيدة لبعض الناس ويدخلون الجنة، لكنه يعرف أن بإمكانه أن ينقذ الناس من النار من قبل حتى أن يقرر بدء الخلق. لكن بالرغم من ذلك قرر الاستمرار في الأمر كما هو حسب حكمته الإلهية. سؤالي هو: لماذا الله سادي (يتمتع بتعذيب الناس) لهذه الدرجة بحيث يقوم بوضع خطة لكنه يعرف أن هذه الخطة ستنتهي بهذا الأسلوب؟”

رد الدكتور ذاكر نايك قائلاً: “سأل الأخ سؤالاً جيد.

 السؤال هو: أن الله عز وجل يعرف كل شيء من قبل أن يخلق الجنة والأرض، قبل أن يخلق البشر،كان يعرف كل شيء. إذا كان يعرف من قبل أن البعض سيدخل الجنة والغالبية ستذهب إلى النار، إذاً لماذا خلق البشر؟ أليس هذا تصرفاً سادياً؟ هذا سؤالك؟”

هاريس: “أجل.”

د/ذاكر نايك: “ من أخبرك أن الغالبية ستذهب إلى النار؟”

هاريس: “إذا ذهب شخص واحد فقط إلى النار، فهذا غير منطقي بالمرة. كان بإمكانه أن يمنع ذلك، منع أن يكون خائب الظن منهم.”

د/ذاكر نايك: “يقول إذا ذهب الأغلبية إلى النار فإن الله سيكون خائب الظن بهم، ولكن الله لا يخيب ظنه أبداً.

  إليك إجابتي: لقد أنشأت مدرسة ربما تكون قد سمعت عنها، المدرسة العالمية الإسلامية. إذا قامت المدرسة بعمل امتحان للطلاب، وأثناء الامتحان رأت طالباً يكتب أن 2+2=5، بإمكانها بسهولة أن تخبره بأن يغير الإجابة إلى 4. فهل من العدل أن تقوم المعلمة أثناء تأدية الامتحان بتصحيح إجابة التلميذ؟ماذا لو أخبرت المعلمة الطالب بتغيير الإجابة من 5 إلى 4؟ بماذا سيشعر بقية الطلاب؟”

هاريس: “بالظلم، ولكن الله قادر على أن يخلق موقفاً آخر.”

د/ذاكر نايك: “يقول أن الله يمكنه خلق مخلوق خالٍ من العيوب ولا يخطئ، صحيح؟”

هاريس: “أجل.”

د/ذاكر نايك: “لقد خلق الله مخلوقاً كهذا بالفعل، وهي الملائكة. وهي لا تعصي أي أمر إلهي، لكن البشر هم خلق أفضل من الملائكة، فالملائكة ليس لها حرية الإرادة. الملائكة هي من خلق الله، ولكنها ليست أفضل خلقه. الله عز وجل خلق الإنسان وأعطاه الإرادة الحرة ليعصي الله أو يتبع أوامره .فإذا اخترت أن تكون إنساناً، وإذا عصيت الله تذهب إلى النار، وإذا اتبعت الأوامر فأنت إذاً مخلوق أعلى رفعة من الملائكة، لأن الملائكة ليس لهم حرية الإرادة. فعندما يطيعون الله فهذا أمر مفروغ منه. الله قد أعطانا حرية الإرادة، وسؤالك لا علاقة له بأن الله يعرف كل شيء. فالله يعرف لأنه عالم الغيب، وقد خلق خلقاً لديه الإرادة الحرة وحرية الاختيار. لذا فإن الخطأ يقع على البشر وليس على الله.”

هاريس: “لا، ولكن الله قد خلقنا بهذا العيب وهو قادر على تجاهله.”

د/ذاكر نايك: “ليس عيباً، ولكنها حرية الإرادة. لماذا يعطينا حرية الإرادة إذا كان يعرف مسبقاً أنه سيضع هذا الكم في النار؟ هذا لأنه هذا خلق آخر. ألا تريد أن تخلق شيئاً يعتمد على نفسه؟ أيهما أفضل: ملاك يطيع الله أم إنسان يطيعه؟”

قال هاريس: “بالنسبة إلي، إذا استطعت الحصول على فرصة أخرى ،سأختار أن أكون ملاكاً، فلا داعي للمخاطرة.”

قال دكتور ذاكر نايك: “فرصة ثانية؟ أصبت، هذا ما قاله الله عز وجل في سورة الأعراف: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَىٰ شَهِدْنَا أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ) [الأعراف: 172-173]. فقام ذلك مقام الإشهاد عليهم، والإقرار منهم.”

وقال في سورة الحشر: (لَوْ أَنزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّـهِ ۚ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) [الحشر: 21].

وقال في سورة الأحزاب: (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا) [الأحزاب: 72].

عن ابن عباس قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قال الله تعالى لآدم: يا آدم، إني عرضت الأمانة على السماوات والأرض فلم تطقها، فهل أنت حاملها بما فيها؟ فقال: وما فيها يا رب؟ قال: إن حملتها أجرت، وإن ضيعتها عذبت. فاحتملها بما فيها فلم يلبث في الجنة إلا قدر ما بين صلاة الأولى إلى العصر حتى أخرجه الشيطان منها)."

لقد خيرنا الله قبل أن يخلقنا، وقد كنا جهلة فقلنا إننا نريد أن نتحمل الأمانة ونخوض الاختبار، ثم محى الله ذاكرتنا. فإذا قال الله: هل تريد أن تكون إنساناً؟ إذا أصبحت إنساناً سيكون بإمكانك أن تصبح في منزلة أعلى من الملائكة أو أقل. وقد كنا جهلة وأردنا أن نخوض الاختبار حتى نتميز.

بالعودة إلى سؤالك: لماذا خلقنا الله؟ لأننا الخلق الأفضل. أي شخص يفكر بالمنطق فإنه سيوافق على أن الشخص الحر أفضل من المقيد. المشكلة هي أنك لا تتذكر أنك اخترت أن تخوض الاختبار، وهذا صحيح تماماً. فالدنيا دار اختبار، وإذا علمت إجابات الاختبار وأنت تؤديه، فما فائدة الاختبار من البداية؟ أنت حتى لا تستحق الجنة، لقد غششت.

كل المخلوقات كانت خائفة، الجبال والأرض ماعدا الإنسان وافق على خوض الاختبار. تخيل أن المعلم أعطاك كتاباً لتدرسه، من واجب المعلم أن يأخذ منك الكتاب قبل الامتحان. وإن دخلت بالكتاب فلن يكون اختباراً في النهاية. الله ليس سادياً، نحن من كنا جهلة.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

3

متابعين

2

متابعهم

3

مقالات مشابة