سؤال من خلق الله وهل يعتبر سؤالا صحيحًا؟!

سؤال من خلق الله وهل يعتبر سؤالا صحيحًا؟!

1 المراجعات

من خلق الله، وهل هو سؤال صحيح؟

في ظل محاولات الإنسان لفهم الكون والحياة، قد يطرح البعض سؤالًا بديهيًا ولكنه يحمل فهمًا خاطئًا: "من خلق الله؟" هذا السؤال يتعارض مع الفهم الإسلامي للعقيدة والتوحيد، لفهم سبب عدم صحة هذا السؤال، سنستعرض ثلاثة محاور رئيسية: طبيعة الله الأزليّة في الإسلام، التصور الإسلامي لأسباب الخلق، وكيفية الرد على هذا السؤال من منظور إسلامي.

 1-طبيعة الله الأزليّة في الإسلام

الله سبحانه وتعالى في الإسلام هو الخالق الذي لا بداية له ولا نهاية له، وهو ليس كمثله شئ من المخلوقات التي تخضع للزمان والمكان، فقال الله تعالى في القرآن الكريم: "هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم" (سورة الحديد: 3). هذه الآية توضح لنا أزلية الله، فهو الأول الذي لم يكن قبله شيء، والآخر الذي ليس بعده شيء.

الصفة الأزلية لله تعني أنه ليس له بداية، وهذا ما يميزه عن كل ما سواه. كل المخلوقات لها بداية ونهاية، وهي تعتمد في وجودها على الله، وأما الله فهو مستقل بذاته، ليس بحاجة إلى خالق لأنه الخالق، وفي هذا السياق، السؤال عن "من خلق الله؟" يُظهر فهمًا خاطئًا، لأن الله خارج نطاق الزمان والمكان، فالإسلام يعلّم أن الله ليس كائنًا ماديًا يعيش في نطاق الزمن أو المكان، بل هو الذي أوجد الزمن والمكان، فالله ليس بحاجة إلى من يخلقه لأنه الخالق الذي لا يُشبهه شيء، فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير" (سورة الشورى: 11)، فالله سيحانه ةتعالي هو الأول والآخر، وهذا يوضح أنه كان موجودًا دائمًا دون أن يكون له بداية أو نهاية.

image about سؤال من خلق الله وهل يعتبر سؤالا صحيحًا؟!

 2-السبب الأول وصفات الله سبحانه وتعالي

الإسلام يعلمنا أن الله سبحانه وتعالى هو الواحد الأحد الذي لا يعتمد على أي شيء أو أحد في وجوده، فيقول الله سبحانه وتعالي: "وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ) (البقرة: 163).

في سورة الإخلاص يقول الله سبحانه وتعالي: "قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد" (سورة الإخلاص: 1-4). ففي هذه السورة تلخص العقيدة الإسلامية في أن الله هو الواحد الذي لا شريك له، وأنه ليس له والد ولا ولد، ولا يوجد شيء أو شخص يمكن مقارنته به.

الله سبحانه وتعالى هو الذي أوجد كل شيء بإرادته وقدرته، والعلماء والفلاسفة المسلمون مثل ابن سينا والفارابي ناقشوا مفهوم  العلة الأولى التي تعني السبب الذي ينطلق منه كل شيء، والله هو هذه العلة الأولى، فهو الذي أوجد الكون وكل ما فيه دون أن يكون هو نفسه نتيجة لشيء آخر.

السبب الأول أو العلّة الأولى: هي جزء من برهان يُستخدم في الفلسفة لإثبات وجود الله وللاجابة عن من خلق الله، وتقول هذه الفكرة إنه لا بد من وجود سبب أولي لكل شيء، وهذا السبب هو الله وها هي بعض الامثلة توضح ذلك:-

مثال الدومينو:


تخيل أن هناك صفًا من قطع الدومينو موضوعة واحدة خلف الأخرى. إذا دفعت القطعة الأولى، ستسقط باقي القطع واحدة تلو الأخرى. ولكن لتبدأ هذه السلسلة من السقوط، يجب أن تكون هناك قوة أولى دفعت القطعة الأولى. هذه القوة الأولى تمثل في الفلسفة الإسلامية الله، الذي أوجد كل شيء في البداية، فالله سبحانه وتعالي غني عن العالمين، ولا يحتاج إلى أحد أو شيء ليكون موجودًا، بل كل شيء يعتمد عليه في وجوده واستمراره، فالله هو الذي أوجد الكون بقدرته وحكمته، وهو الذي يدير شؤون العالم بأمره، وكل شيء في الوجود هو نتيجة إرادة الله، بينما الله ليس بحاجة إلى سبب لوجوده.

image about سؤال من خلق الله وهل يعتبر سؤالا صحيحًا؟!

 3-كيفية الرد على سؤال "من خلق الله؟" في الإسلام

الإسلام يقدم توجيهات واضحة حول كيفية التعامل مع مثل هذه التساؤلات، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يأتي الشيطان إلى أحدكم فيقول: من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول: من خلق ربك؟ فإذا بلغ ذلك فليستعذ بالله ولينته" (رواه البخاري). 

وهذا الحديث يبين أن مثل هذه الأسئلة قد تنشأ عن وساوس الشيطان وليس عن تفكير سليم، فالإسلام يعلّم المسلم أن الله هو الخالق الذي لا يمكن أن يكون مخلوقًا، فالله هو الذي بدأ كل شيء، وهو السبب الأول الذي لا يتطلب سببًا آخر، فالتفكر في عظمة الله وصفاته هو جزء من الإيمان والتقوى، ولكن الخوض في تساؤلات تتعارض مع صفات الله يعد انحرافًا عن الصراط المستقيم.

الله سبحانه وتعالى هو الكيان المطلق الذي يتجاوز حدود التفكير البشري، فالله ليس له بداية ولا نهاية وهو الذي خلق الزمان والمكان، فلا يمكن قياسه بقوانين المخلوقات، والقرآن الكريم يحث على التفكر في آيات الله وعجائب خلقه، وليس في ذات الله، لأن الله يتجاوز فهم الإنسان.

 كما قال تعالى: "وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ" (سورة الزمر: 67).

في الختام

السؤال "من خلق الله؟" يكون نتيجة لجهل لطبيعة الله وصفاته، فالله سبحانه وتعالى هو الخالق الأزلي الذي لا بداية له ولا يحتاج إلى خالق، وهو السبب الأول لكل شيء، ففي الإسلام لا بد من الإيمان بأزلية الله وكماله فهو من أهم جوانب التوحيد، والإسلام يوجه المسلمين إلى التفكر في عظمة الله والإقرار بأزلية وجوده، مما يعزز الإيمان ويقطع الطريق على التساؤلات غير الصحيحة التي قد تقود إلى الشكوك والضلال، 

والله سبحانه وتعالى هو الكيان المطلق الذي لا يشبهه شيء، وهو الغني عن العالمين، وكل ما في الكون يدل على وحدانيته وعظمته.

وبهذا تستطيع ان يكون لديك المعرفة اللازمة للاجابة علي طفلك عندما يسأل من خلق الله وهناك كثير من الفيديوهات التي تشرح ذلك كل ما عليك هو كتابة اي من الجمل الاتية في محرك البحث:-

من خلق الله,من خلق الله حديث,من خلق الله؟,من خلق الله ولماذا الله خلقنا الله,من خلق الله احمد,من خلق الكون,من خلق الله ذاكر نايك,من خلق الله الشعراوي,من خلق الله احمد ديدات,من خلق الله ؟؟؟ جواب قوي جدا يقهر كل ملحد,طفل يسأل من خلق الله,طفلي يسأل من خلق الله

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

5

متابعين

2

متابعهم

0

مقالات مشابة