تفسير سورة البقرة
سوف نتعلم كيف نفسر الآيات بشكل وواضح ؟
كيف نفسر الآيات؟
ما االمراد توضيحه للنا س؟
136 - قولوا - أيها المؤمنون - لمن ادعى هذا الباطل من اليهود والنصارى: آمنا بالله وبالقرآن الذي أنزل علينا، وآمنا بما أنزل على إبراهيم وبنيه إسماعيل وإسحاق ويعقوب، ونؤمن بما أنزل على النبيين من ذرية يعقوب، ونؤمن بالتوراة التي آتاها الله موسى، والإنجيل الذي آتاه الله موسى. أعطاه الله يسوع، ونحن نؤمن بالكتب التي أعطاها الله لجميع الأنبياء. ولا نفرق بين أحد منهم، فنؤمن ببعض ونكفر ببعض. بل نؤمن بها جميعاً، وله وحده خاضعون خاضعون.
137 - إذا كان اليهود والنصارى وغيرهم من الكفار آمنوا بدين مثل إيمانكم؛ لقد اهتدوا إلى الصراط المستقيم الذي ارتضى الله به، وإذا ارتدوا عن الإيمان بتكذيب الأنبياء كلهم أو بعضهم، فما كانوا إلا على خلاف وعداء. فلا تحزن - أيها النبي - فإن الله يكفيك أذاهم، ويحفظك شرهم، وينصرك عليهم، فهو السميع لأقوالهم، والعالم بنياتهم وأفعالهم. .
138 - عليك بدين الله الذي خلقك عليه ظاهرا وباطنا. ولا دين أفضل من دين الله، فهو يوافق الفطرة، ويجلب المنافع، وينهى عن الفساد. وقولوا: نحن نعبد الله وحده، ولا نشرك به أحداً.
139 - قل - أيها النبي -: أتجادلوننا - يا أهل الكتاب - أنكم أحق بالله ودينه منا؟ لأن دينك أقدم وكتابك أقدم فلن ينفعك ذلك، فالله ربنا جميعاً ولا تختص به، ولنا أعمالنا التي لا تسأل عنها، وأنت فلنعمل من أعمالكم التي لا نسأل عنها، وليجزى كلٌ على عمله، وأخلصنا لله عبادة وطاعةً، لا نشرك به شيئًا.
140 - أم تقولون - يا أهل الكتاب - إن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأنبياء من ابنه يعقوب كانوا على دين اليهودية أو النصرانية؟ قل - أيها النبي - ردًا عليهم: أأنتم أعلم أم الله؟! فإن زعموا أنهم على دينهم فقد كذبوا. لأن قيامتهم وموتهم كان قبل نزول التوراة والإنجيل! ومعلوم بهذا أن ما يقولونه كذب على الله ورسله، وأنهم كتموا الحق الذي نزل عليهم، وليس أحد أظلم ممن كتم شهادة ثابتة عنده يعلمها منه. الله كما فعل أهل الكتاب وما الله بغافل عن أعمالكم فيجازيكم عليها.
141 - تلك أمة قد خلت من قبلكم قد عملت الذي قدمت من العمل فلها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عن أعمالهم ولا يُسألون عن أعمالكم، فلا يؤاخذ أحد بإثم أحد، ولا ينتفع بعمل غيره، بل كلٌ يُؤجر. لما تم تقديمه.
[من فوائد الآيات]
• لا ينفعهم ادعاء أهل الكتاب أنهم على الحق، فهم يكفرون بما أنزل الله على نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم.
• سمي الدين صبغة لأن أعماله وأثره يظهر على المسلم، كما يظهر أثر الصبغ على الثوب.
• لقد جعل الله تعالى في طبيعة جميع خلقه الاعتراف بربوبيته وألوهيته، ولكن الشيطان وأعوانه يضلونهم عن ذلك.
وسيقول الجهال والسفهاء من اليهود والمنافقين أمثالهم: ما الذي صرف المسلمين عن قبلة بيت المقدس التي كانت قبلتهم من قبل؟! قل - أيها النبي - مجيبا لهم . ملك الشرق والغرب وسائر الجهات. يوجه من يشاء من عباده إلى أي جهة يشاء. وهو سبحانه يهدي من يشاء من عباده إلى صراط مستقيم ليس فيه عوج ولا انحراف.
143 - وكما بنينا لك الهدى فقد رضينا لك. إنا جعلناكم أمة خيار وعدل، وسطا بين جميع الأمم، في العقائد والعبادات والمعاملات. لتكونوا يوم القيامة شهداء على رسل الله أنهم بلغوا ما أمرهم الله أن يبلغوه إلى أممهم، وليشهد لكم الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- أيضًا أن فبلغك ما أرسل إليك. ولم نجعلك تتجه إلى الوجهة التي كنت متجها إليها؛ وهو بيت المقدس، إلا أن نعلم - علم ظهور يوجب العقوبة - من رضي بما شرع الله، واستسلم له، واتبع الرسول، ومن ارتد عن دينه، واتبعه فلا ينبغي لهواه أن يخضع لما شرع الله. وأمر تحويل القبلة الأولى عظيم إلا لمن مكّنه الله من الإيمان به، وأن ما يشرعه لعباده إنما يشرعه لحكمة بالغة. ولن يضيع الله إيمانك بالله، بما في ذلك صلاتك التي صليتها قبل التوجه إلى القبلة. إن الله بالناس رؤوف رحيم. فلا يشق عليهم ولا يضيع أجر أعمالهم.
144 - لقد رأينا - أيها النبي - وجهك ونظرك متجهين نحو السماء ترقبا وترقبا لنزول الوحي في القبلة وتحويلها إلى حيث شئت، فلنوجهك إلى قبلة تكون فيها راضون ومحبون - وهو بيت الله الحرام - بدلًا من بيت المقدس الآن، فوجهوا انتباهكم إلى اتجاه بيت الله الحرام بمكة. ذكره كريم، وحيثما كنتم -أيها المؤمنون- توجهوا إلى اتجاهه عند أداء الصلاة. والذين أوتوا الكتاب من اليهود والنصارى يعلمون أن تحويل القبلة هو الحق المنزل من خالقهم ومدبر أمورهم. لأنه ثبت في كتابهم، فإن الله ليس بغافل عما يفعل المعرضون عن الحق، بل هو سبحانه يعلم ذلك، وسيجازيهم عليه.
145 - والله لو أتيت - أيها النبي - إلى الذين أوتوا الكتاب من اليهود والنصارى مصحوبا بكل آية ودليل على أن تحويل القبلة حق؛ لم يتوجهوا إلى قبلتك عنادًا لما جئت به، ولا استكبارًا في اتباع الحق، ولا أنت متوجه إلى قبلتهم بعد أن صرفك الله عنها، ولا بعضهم متوجه إلى قبلة الله. آحرون. لأن كل واحد منهم يكفر الطائفة الأخرى، وإذا اتبعت أهواء هؤلاء في القبلة وغيرها من الشرائع والأحكام بعد ما جاءك من العلم الصحيح الذي لا شك فيه، فأنت من الظالمين بترك الهدى واتباع الهوى. وهذا الكلام موجه للنبي -صلى الله عليه وسلم- للدلالة على بشاعة اتباعهم. وإلا فقد عصم الله نبيه من ذلك، فهو تحذير لأمته من بعده.