تيسير القران الكريم
تفسير سورة البقرةسورة البقرة؟
توضيحالايات للناس جميعا ليتدبرو القران بشكل؟
تيسير القران الكريم؟
إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هل يحزنون (62)
ومؤمنو هذه الأمة الذين آمنوا بالله ورسله، وعملوا بشرعه، والذين كانوا قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم من الأمم السابقة من اليهود والنصارى وغيرهم. الصابئة - وهم قوم باقيون على فطرتهم، وليس لهم دين ثابت عليهم أن يتبعوه - هؤلاء كلهم إذا آمنوا بالله. الإيمان الحقيقي الصادق، ويوم القيامة والجزاء، وعملوا عملاً يرضي الله، فقد ثبت لهم أجرهم عند ربهم، ولا يخافون مما لهم في الآخرة، ولا هم يخافون. حزنًا على ما فاتتهم من أمور الدنيا. أما بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم كخاتم الأنبياء والمرسلين إلى الناس كافة، فلن يقبل الله من أحد دينا غير ما جاء به وهو الإسلام.
(63) وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون (63) (63)
واذكروا - يا بني إسرائيل - إذ أخذنا منكم الميثاق المؤكد على الإيمان بالله وإخلاص العبادة له، ورفعنا فوقكم جبل الطور، وقلنا لكم: خذوا الكتاب الذي آتيناكم به بقوة. واجتهد واحفظه، وإلا سنسد عليك الجبل، ولا تنس التوراة قولا وعملا لتخافني وتخاف عقابي.
ثم انصرفت بعد ذلك. ولولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين. (64)
ثم عصيت وعصيت مرة أخرى، بعد أن أخذت العهد ورفعت الجبل كما تفعل دائماً. ولولا فضل الله عليكم ورحمته بالتوبة وغفران ذنوبكم لكنتم من الخاسرين في الدنيا والآخرة.
ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين. (65)
وقد علمتم - يا معشر اليهود - الويل الذي حل بأسلافكم من أهل القرية الذين عصوا الله، بسبب ما فرض عليهم من تقديس السبت، فخدعوا أنفسهم في صيد السمك في السبت وذلك بنصب الشباك وحفر البرك، ثم اصطادوا السمك يوم الأحد بالحيلة حتى محرم، ولما فعلوا ذلك حولهم الله إلى قردة منبوذة.
فجعلناه عبرة لما قبله ولما بعده وعظة للمتقين. (66)
فجعلنا هذه القرية عبرة لمن حضرها من القرى فيعلمون بها وما حدث فيها، ومثلا لمن ارتكب مثل هذه الذنوب من بعدها، وجعلناها ذكرى للمتقين. ليعلموا أنهم على الحق، وأن يثبتوا عليه.
وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة. قالوا: أتتخذنا هزوا؟ قال: أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين. (67)
واذكروا يا بني إسرائيل إجرام أجدادكم، وكثرة عنادهم ومجادلتهم مع موسى عليه الصلاة والسلام، إذ قال لهم: إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة، فقالوا -استكباراً-: : هل تجعلنا موضع سخرية وازدراء؟ فرد عليهم موسى بقوله: أعوذ بالله أن أكون من المستهزئين.
قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي. قال: فإنه يقول: إنها بقرة غير ناضجة ولا بكر، ولكن بين ذلك. فَافْعَلُوا مَا أُمِرْتُمْ» (68).
قالوا: ادع ربك يبين لنا أخلاق هذه البقرة. فأجابهم: يقول الله لكم: ليس خلقها كبير وكبير، ولا صغير وشاب، بل هي متوسطة بينهما، فسارعوا إلى طاعة أمر ربك.
قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها؟ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءٌ فُضَّاءٌ يَسْتَهِبُ لُوْنُهَا النَّاظِرُونَ (69)
فرجعوا إلى جدالهم قائلين: ادع ربك يبين لنا لونه. قال: يقول: إنها بقرة شديدة الصفرة، تسر الناظر إليها.
قالوا: ادع لنا ربك يبين لنا ما هو. "إن البقر قد تشابه علينا وإنا إن شاء الله لمهتدون". (70)
وقالت بنو إسرائيل لموسى: ادع لنا ربك يبين لنا صفات أخرى غير تلك المذكورة أعلاه. ولأن هناك الكثير من الأبقار التي تتمتع بهذه الخصائص فنحن في حيرة ماذا نختار؟ وسنهتدي - إن شاء الله - إلى البقرة التي يؤمر بذبحها.
قال: يقول: إنها بقرة لا ماربةً تحرث ولا تسقي الحقل، لا عيب فيها. قالوا: الآن جئت بالحق. فذبحوها وما استطاعوا أن يفعلوا (71)
فقال لهم موسى: يقول الله: إنها بقرة لا تعمل في حرث الأرض للزراعة، ولا تعد للسقاية من الساقية، وسليمة من كل عيب، وليس فيها أثر من عيب. لون غير لون بشرته. قالوا: الآن جئت بحق وصف البقرة، فاضطروا إلى ذبحها بعد طول مراوغة، وكانوا قريبين من عدم ذلك لعنادهم. فتقووا فقويهم الله
وإذا قتلتم نفسا واختلفتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون (72)
واذكروا إذ قتلتم نفسا واختلفتم فيها كل واحد يدافع عن نفسه من تهمة القتل وسيكشف الله ما كنتم تكتمون من قتل المقتول.
فقلنا: اضربوه ببعضه. كذلك يحيي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون؟ (73)
فقلنا: اضربوا الرجل الميت ببعض هذه البقرة المذبوحة، فيبعثه الله حيا ويحدثكم عن قاتله. فضربوه ببعضهم، فأحياه الله وأبلغه بقاتله. وكذلك يحيي الله الموتى يوم القيامة، ويريكم - يا بني إسرائيل - معجزاته التي تدل على كمال قدرته تعالى. حتى تفكروا بعقولكم وتمتنعوا عن الإثم عليه.
ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة. وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما كدر (74)
ولكنكم لم تستفدوا من ذلك؛ بعد كل هذه المعجزات الخارقة، أصبحت قلوبكم قست وقست، ولم ينفذ إليها أي خير، ولم تلين أمام الآيات المبهرة التي أريتكم إياها، حتى صارت قلوبكم كالحجارة الصلبة، بل هي كذلك أصعب منهم؛ لأن هناك بعض الحجارة تتوسع وتنفتح حتى يتدفق منها الماء فتصير أنهارا جارية، وهناك بعض الحجارة تتشقق وتتشقق فتخرج منها الينابيع والينابيع، وهناك بعض الحجارة التي تتساقط من قمم الجبال إلى الخارج من الخوف والتعظيم من الله عز وجل. وما الله بغافل عما تعملون.
فهل ترجون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله فيحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون؟ (75)
أيها المسلمون، هل نسيتم أفعال بني إسرائيل فاشتاقت نفوسكم إلى أن يؤمن اليهود بدينكم؟ وكان علماؤهم يسمعون كلام الله من التوراة، فيحرفونه بتحريفه على غير معناه الصحيح بعد أن عرفوا حقيقته، أو بتحريف كلامه، ويعلمون أنهم يحرفون كلام الله. رب العالمين عمدا وكذبا.
وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا. وإذا خلوا إلى بعضهم البعض قالوا: هل تقص عليهم ما فتح الله عليك ليحاجوكم فيه عند ربك؟ ولكن لا تعقلون (76)
فإذا لقي هؤلاء اليهود الذين آمنوا قالوا بألسنتهم: آمنا بدينكم ورسولكم الذي بشر في التوراة. ولما خلا بعض هؤلاء اليهود المنافقين ببعضهم قالوا منكرين: هل تكلمون المؤمنين بما بينه الله لكم في التوراة من أمر محمد؟ ليكون لهم حجة عليك عند ربك يوم القيامة؟ ألا تفهمون وتحذرون؟