بداية مكة المكركة والحج والعمرة

بداية مكة المكركة والحج والعمرة

0 المراجعات

رحلة إبراهيم عليه السلام وزوجته وأبنه إسماعيل عليه السلام

إستقيظ سيدنا إبراهيم عليه السلام يوماً فأمر زوجته هاجر أن تحمل إبنهما إسماعيل عليه السلام وأن تستعد لرحلة طويلة، وبعد أيام بدأت رحلة سيدنا إبراهيم عليه السلام مع زوجته هاجر ومعهما إبنهما إسماعيل عليه السلام وكان طفلاً رضيعاً لم يُفطم بعد، وساروا وسط أرض مزروعة تأتى بعدها صحراء ثم تأتى بعدها جبال حتى دخلوا إلى صحراء جزيرة العرب، وقصد سيدنا إبراهيم عليه السلام وادياً ليس فيه زرع ولا شجر ولا مياه ولا أى علامة من علامات الحياة، ونزل من فوق دابته وأنزل زوجته هاجر وأبنه إسماعيل وتركهما فى هذا وقد ترك معهما جراباً فيه بعض الطعام وقليل من الماء ثم إستدار وتركهما ورحل عنهما.

فى هذه اللحظة أسرعت خلفه زوجته هاجر وهى تقول له: يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا فى هذا الوادى الذى ليس فيه شيئ؟

لم يُجيبها سيدنا إبراهيم عليه السلام وظل يسير، عادت تسأله مرة أخرى ما سألته فى المرة الأولى وهو صامت لا يُجيب، ثم فهمت أنه لا يتصرف هكذا من تلقاء نفسه، أدركت أن الله أمره بذلك، فسألته: هل الله أمرك بهذا؟

فقال سيدنا إبراهيم عليه السلام: نعم.

ثم قالت هذه الزوجة المؤمنة الصابرة:لن نضيع ما دام الله معنا وهو الذى أمرك بهذا.

وسار سيدنا إبراهيم عليه السلام، حتى إذا أخفاه الجبل عنهما وقف ورفع يديه الكريمتين إلى السماء وراح يدعو الله سبحانه وتعالى كما جاء فى القرآن الكريم:(( ربنا إنى أسكنت ذُريتى بواد غير ذى زرع عند بيتك المُحرم ربنا ليُقيموا الصلوة فاجعل أفئدةً من الناس تهوى إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون)) .

لم يكن بيت الله قد اُعيد بناؤه بعد، ولم تكن الكعبة قد بُنيت، وقد كانت لحكمة يعلمها الله سبحانه وتعالى حين أمره بذلك، فلقد كان الطفل الرضيع وقتها سيدنا إسماعيل عليه السلام الذى ترك أمه فى هذا المكان سيكون هو المسؤول مع والده سيدنا إبراهيم عليه السلام عن بناء الكعبة المشرفة فيما بعد، ولقد كانت حكمة الله سبحانه وتعالى أن يمتد العمران إلى هذا الوداى وأن يُقام فيه بيت الله.

سعى هاجر بين جبلين (الصفا والمروة)

ترك سيدنا إبراهيم عليه السلام زوجته وإبنه الرضيع وعاد إلى كفاحه فى الدعوة إلى الله، وكانت أم إسماعيل ترضع إبنها ولكن فى هذا المكان، كانت الشمس ملتهبة وساخنة وبعدها بيومين نفذ الماء وجف لبن الأم وأحست هاجر و إبنها إسماعيل عليه السلام بالعطش الشديد وكان طعامهما قد نفذ أيضاً، ومن شدة الجوع و العطش بدأ الطفل الرضيع سيدنا إسماعيل عليه السلام بالبكاء، ومن شدة خوف هاجر على طفلها الرضيع وحبها له تركته و أنطلقت تبحث عن الماء، فذهبت مسرعة حتى وصلت إلى جبل (الصفا) فصعدت إليه وهى تبحث عن الماء أو بئر إو إنسان أو قافلة ولم يكُن هناك شيئ ونزلت مسرعة من جبل(الصفا) حتى إذا وصلت إلى الوادى راحت وتجازوت الوادى و وصلت إلى جبل( المروة) فصعدت إليه ثم نظرت لترى إذا كان هناك ماء أو بئر أو إنسان أو حتى قافلة لكنها لم تجد شيئ، ثم كررت السعى بين الجبلين(الصفا و المروة) سبع مرات وهى تذهب وتعود وهى مجهدة و متعبه وتلهث، ولهذا يهرول الحجيج سبع مرات بين الجبلين (الصفا والمروة) تكريماً وإحياءً لذكرى هاجر وإبنها إسماعيل عليه السلام.

سبب تسمية بئر زمزم بهذا الإسم 

ولما أشرفت على جبل (المروة) سمعت صوتاً ففزعت ورجعت إلى إبنها ولكن الصوت هو صوت الماء تحت قدمى سيدنا إسماعيل عليه السلام فلقد كان ملكاً أرسله الله سبحانه وتعالى فضرب بجناحه تحت قدمى سيدنا إسماعيل عليه السلام حتى أنفجر الماء وخرج من تحت قدميه، فلما رأت الماء من شدة فرحها وسعادتها بدأت تزُمُ الرمل وتجمعه و تضمه حول الماء حتى لا يُهدر ولا يتشتت ولا يضيع وهى تقول زم زم فسمى بعد ذلك (بئر زمزم) فشربت وأسقت سيدنا إسماعيل عليه السلام، وهكذا نجت ونجا طفلها الرضيع من الهلاك بفضل الله ورحمته الواسعة.

بعد ذلك بمدة من الزمن كانت قبيلة جُرهُم من اليمن وهم من القبائل العربية الفصحية، تسير وسط الصحراء إلى أن أقتربت من وادى بكة وكانوا يبحثون عن أرض ينزلون بها و يعيشون فيها ويكون فيها وإذا بهم يرون الطيور تحوم فوق الوادى فعلموا أن الطيور تأتى للمكان الذى به ماء، وكانوا يعلمون أن وادى بكه ليس به ماء ولا حياة فأرسلوا أحدهم ليستطلع الأمر لهم، 

فرجع إليهم وقال لهم : لقد وجدت إمراة ومعها طفل رضيع وعندهم الماء، فذهبوا إلى هاجر وأستأذنوا منها على أن يقيموا فى المنطقة و يعطوها أجراً على شربهم من ماء زمزم فأذنت لهم فخيموا و أقاموا حول (بئر زمزم)، وبهذا الأجر الذى كانت تاخذه منهم كانت تعيش هاجر وإبنها إسماعيل عليه السلام، فلما كبر سيدنا إسماعيل عليه السلام أصبح واحداً منهم و تعلم اللغة العربية حتى أصبح أفصحهم، وبهذه الرحلة العظيمة بدات الحياة فى مكة المكرمة بحكمة الله وتدبيره.

                                                                                                                                                                                        تمت بحمد الله وفضله 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

78

متابعين

92

متابعهم

66

مقالات مشابة