عد إلى الله ولو أذنبت ألف مرة
في هذا المقال سنتحدث أحبتي عن التوبة والعودة إلى الله….
إن الكثير منا ليشكو قسوة هذا القلب، كثيرٌ منا لربما يجلس مع نفسه وحيداً فتلومه هذه النفس، لعل الواحد منا يتساءل دوماً ويقول إني لأجد أن في نفسي وفي روحي ضميراً يؤنبني، أيا مني كلما عصيت الله أنني كلما أذنبت أنني كلما اقترفت معصية أو كبيرة، بدأت هذه النفس تلومني والواحد منا يتساءل هل هذا اللوم لهذه النفس هو لوم طبيعي هل هذا اللوم لهذه النفس هو لوم طبيعي، أقول لك أيها الحبيب إن الله عظيم ولا يقسم إلا بعظيم إن الله عظيم ولا يقسم إلا بعظيم، قال الله تعالى: "لا أقسم بيوم القيامة ولا أقسم بالنفس اللوامة" أقسم الله بهذه النفس التي أنت تمتلكها أقسم الله بهذه النفس التي تقول لك اليوم لماذا لم تصلي أقسم الله بهذه نفس التي تقول لك لماذا تذنب، لماذا تعصي، لماذا اغتبت فلان لماذا قطعت رحمك لماذا تعاملت بالربا لماذا أخرت الصلاة عن وقتها لماذا أعقت والدك، هذه النفس هي نفس عند الله سبحانه وتعالى عظيمة وإن كانت جاءت متأخرة بعد النفس المطمئنة؛ لأن الأنفس كما تدري وتعلم نفس مطمئنة ونفس لوامة ونفس أمارة بالسوء أما النفس المطمئنة كانت تداوم على الطاعات تداوم على العبادة، لكن أكثر الناس يحملون نفس لوامة فأنت على خير والله أنت على خير.
قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما روى أبو هريرة رضي الله عنه في صحيح مسلم: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفسي بيده" اقرأ أيها الحبيب واطمئن اقرأ واطمئن ولو بلغت ذنوبك الأفاق اسمع واطمئن ولو بلغت ذنوبك الآفاق "والذي نفسي بيده لو أنكم لم تذنبون " لو أن الواحد منا لا يذنب "لأذهبكم الله وجاء بقوم يستغفرون الله فيغفر لهم وجاء الله بقوم يستغفرون الله فيغفر لهم" ، تدري حنظلة رضي الله عنه يقول: أيضا في صحيح مسلم أنه لقي يوما أبو بكر لقي في الشارع أبو بكر فقال أبو بكر يا حنظلة كيف حالك يا حنظلة؟ فقال حنظلة: نافق حنظلة يا أبا بكر يعني النفاق دخل قلبي دخل قلبي النفاق يا ابا باكر فقال أبو بكر: ماذا تقول يا حنظلة قال يا أبا بكر نكون عند النبي-صلى الله عليه وسلم- يذكرنا بالجنة والنار كأن رأي العين ثم نخرج من عنده فنعاسف الأزواج والأولاد فننسى لما نكون مع النبي يذكر لنا الجنة والنار فتطير قلوبنا من الإيمان لكن نرجع إلى بيوتنا يبدأ الرزق والراتب والأزواج ورزق فلان ورزق ولدي والجامعة تبدأ الحياة اليومية، فقال نافقت اتهم نفسه بالنفاق؛ لأنه يكون عند النبي في حاله إيمانية عظيمة لكن إذا غادر عاد إلى الدنيا والأزواج والأولاد فنسي ما قاله رسول الله أبو بكر ماذا قال لحنظلة قال: وإنا لنجد مثل هذا يا حنظلة أبو بكر أبو بكر من أنا وأنت عند أبو بكر من أنا وأنت عند أبو بكر؟ أبو بكر يقول إنا لنجد مثل هذا لما نكون مع النبي يذكر لنا الجنة والنار فتطير قلوبنا من الإيمان لكن نرجع إلى بيوتنا يبدأ الرزق والراتب والأزواج ورزق فلان ورزق ولدي والجامعة تبدأ الحياة اليومية فننسى، قال أبو بكر يا حنظلة: نذهب الى النبي صلى الله عليه وسلم نخبره بهذا فذهبوا قال حنظلة يا رسول الله إننا نجلس معك فتذكرنا بالجنة والنار كأنا رؤية العين لكننا إذا ما خرجنا وعفسنا الأزواج والأولاد نسينا اذا عفسنا الأولاد والأزواج نسينا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لو أنكم تدومون على ما كنتم عليه عندي لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقاتكم ولكن ساعة وساعة يا حنظلة، لو أنكم تكونون على ما كنتم عليه عندي بعد ما تخرجون؛ لصافحتكم الملائكة في فرشكم وفي طرقكم ولكن يا حنظلة ساعة وساعة.
فيا أيها الحبيب اعلم أنك أنت على خير متى تكون على خير؛ إذا بقيت الروح في الجسد لكن إذا كان الجسد حيا والروح ماتت فأنت لست على خير كيف هذا؟ إذا ضاعت عنك الصلاة وذهبت إلى فراشك ونمت ولن تحدثك نفسك أن الصلاة أنك نمت بلا صلاة عشاء واستيقظت بلا صلاة فجر نمت دون أن تحاسب هذه النفس ثم استيقظت بلا صلاة فجر! وبدأت العمل والبحث عن الرزق دون أن تحدث نفسك ماذا صنعت وماذا تركت ثم نمت ثم عدت ثم نمت ثم عدت ونفسك لم تلومك فاعلم أن الروح ماتت وإن كان الجسد حي ولكن انت على خير إذا فاتتك صلاة فقالت لك نفسك ماذا صنعت! قم وتب قم وعد قم وارجع على باب الله أنت على خير والله لو صنعت من الذنوب ما صنعت ثم لامتك نفسك على الذنب فأنت عند الله على خير، ولكن الذي ليس على خير هو الذي يطلق ويفتري ويتجبر ويصنع الكبائر والمعاصي زنا، وخمر ومخضرات ولا يجلس مع نفسه ولو مرة يقول ماذا قدمت وماذا أخرت؟ قد ماتت روحه في الحياة ألف مرة ولكن إن أعادتك الروح وإن أنبك ضمير هذه النفس العودة إلى الله فاعلم أنك ما زلت على خير عند الله سبحانه وتعالى أما قال الله عبادي، عبادي من تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ومن أتاني يمشي أتيته هرولة ولا تحزن إن كان مشيك إلى الله بطيء ولكن أنت أعظم ممن توقف مسيره ومن أتاني يمشي أتيته هرولة
أبي نواس اتهم في زمنه بالزندقة فلما مات جيء إلى أحد العلماء ليصلي عليه فأبى أن يصلي عليه أبى أن يصلي عليه، وهذه رسالة لمن يطلقون الأحكام على الناس هذه رسالة لمن بوبو أنفسهم بوابين على باب الجنة يدخلون منها من يشاؤون الجنة، ويخرجون منها من يشاؤون أنت لست أرحم من الله الله أرحم بالعبد من الأم بولدها لست أنت الله أرحم بالعبد من الأم بولدها، إنه الرحيم الله عز وجل قال إني لغفار لمن تاب ما قال اني لغفور لمن تاب قال اني لغفار أي انه: يداوم المغفرة على دوام الساعة، أما لو قال إني لغفور لكان المغفرة على الذنب فقط أذنبت فيغفر لك ان ما قال اني لغفار اي انه معك لو أذنبت ألف مرة اني لغفار لمن تاب اتهم بالزندقة.
قد يجد منا الواحد من الرجال من الشباب من الناس من الرجال من يعصي من يذنب إياك أن تحكم على الناس، إياك أن تحكم على الظالم؛ لأن الذي لا يعلم ما في القلب إلا الله قد تنام مغترا بقيام الليل قد تنام مغترا بعبادتك مع الله من قيامك مع الله، وهو ينام دموع التوبة على عينيه تقبل منه دموع التوبة ولا يقبل منك غرور عبادتك، فرفض أن يصلي الجنازة عليه، فلما أرادوا أن يغسلوا أبي نواس وجدوا رقعة في ثوبه أخرجوها، فسألوا زوجته متى كتب هذه الكلمات قالت كتبه اليوم قبل أن يموت قبل أن يموت.
يا أحباب اعلموا أن الأعمال بالخواتيم لهذا يطالب الإنسان بالاستغفار يوما، كل يوم قد يعيش الانسان مستغفرا فيموت على ذنب وقد يعيش مذنبا ويموت على الاستغفار لهذا لا بد للإنسان أن يداوم على الرجوع أن يجدد التاجر إن لم يجد حساباته سيخسر خسران لا يعلمه إلا الله التاجر الناجح هو الذي يعلم أنه سيخسر لكن دون أن يضع هذا بدون ألة حاسبة حسابات العام والمواسم سيفشل، ولكن التاجر الناجح والذي يعلم أن هذا الشهر سيخسر لكن هو يعلم أن الشهر الذي بعده سيربح لكن بعده قد يخسر والذي يتاجر مع الله يلم أنه قد خسر الصلاة اليوم لكنه لم يحصل الرجوع لله، باب التوبة مفتوح بعين الله لا يغلقه كان لا يغلق عليك بإذن الله أحد، فتحوا الورقة وإذا بأبي نواس قد كتب فيها يا ربي إن عظمت ذنوبي كثرة فلقد علمت بأن عفوك أعظم إن كان لا يرجوك إلا محسن فبمن يلوذ ويستجير المجرم، يسأل الله يقول يا رب إن كان في الحياة لا يرجوك الا محسن فقط الصحابة والتابعين كان إلا محسن فبمن يلوذ ويستجير المجرم اذن الرجاء فقط مخصوص لمن هم مع الله طب والمجرم، فقال العالم هاتوه كي أصلي عليه هاتوه كي أصلي عليه، إنه لا يعلم ما في القلوب إلا رب القلوب جل في علاه.
أقول رسالة الأخيرة أيها الحبيب عد إلى الله عد إلى الله ولو أذنبت ألف مرة، عد إلى الله ولو أذنبت مليون مرة "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا" ولو كنت شاربا للخمر ولو كنت مدمنا للمخدرات ولو كنت زانيا إن الله يغفر الذنوب جميعا لا تلتفت لكن عد، المشكلة ليست في الذنب فإن الله غفور رحيم، ولكن الأعظم من هذا أن تمسح ما مضى وأن تبكي على ما مضى وان تعاود الوقوف على باب الله ذنوبك الاف اقعد وقف على باب الله إلى الله والله عائد إلى الله ولو أغلقت أبواب الحياة ولو أغلقت أبواب الدنا فأنا مع الله ولو أمنت ليوم غدا فإنني يوما سأعود.