عجائب سورة يس (قلب القرآن ومعجزاته الروحية)

عجائب سورة يس (قلب القرآن ومعجزاته الروحية)

0 المراجعات

فضل سورة يس في السنة النبوية

سورة يس لها مكانة عظيمة في السنة النبوية، فقد قال رسول الله ﷺ:

> “إن لكل شيء قلباً، وقلب القرآن يس، ومن قرأ يس كتب الله له بقراءتها قراءة القرآن عشر مرات.”

رواه الترمذي.

 

وهذا الحديث يدل على مكانة هذه السورة في القرآن الكريم، وفضل قراءتها وأجرها العظيم. كما أوصى النبي ﷺ بقراءتها على من يحتضر، لما لها من تخفيف في سكرات الموت وتثبيت للقلب في أصعب لحظات الحياة.

عجائب سورة يس في قضاء الحوائج

من العجائب التي ذُكرت عن سورة يس أنها من السور التي يُستحب قراءتها عند الشدائد والحاجة، حيث يشعر القارئ بعدها بانشراح في الصدر وتيسير في الأمور. كثير من المسلمين حول العالم يروون تجاربهم الشخصية مع سورة يس، سواء في تيسير الرزق، أو الشفاء من المرض، أو الخروج من الكرب والضيق.

من الأمثلة المعروفة، أن بعض العلماء نصحوا بقراءتها بنيّة قضاء الحاجة مع الإخلاص الكامل والدعاء، وقالوا إنها مفتاح من مفاتيح الفرج لمن ضاقت به الدنيا.

الآيات التي تلمس القلب وتؤثر في النفس

من عجائب سورة يس أنها تحتوي على آيات تمس القلب مباشرة، وتشعر القارئ وكأن الله يخاطبه بها شخصيًا، ومن هذه الآيات:

> "إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ" (يس: 82)

هذه الآية تعبر عن قدرة الله المطلقة، وتُشعر المؤمن أن لا شيء بعيد عن الله، وأن الفرج قريب مهما تعسرت الأمور.

 

> "وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ" (يس: 9)

هذه الآية تُتلى كثيرًا في الرقية والتحصين، إذ يشعر القارئ معها بأنه في حماية الله من كل شر.

سورة يس وطمأنينة القلب

من عجائب هذه السورة أنها تبعث في القلب طمأنينة لا توصف. بمجرد قراءة الآيات الأولى منها، يشعر الإنسان براحة نفسية وكأن همه بدأ يخف، والقلق بدأ يزول.

قال بعض العلماء إن سورة يس تحتوي على توازن بين التحذير والتبشير، وبين الحديث عن قدرة الله، وعقوبة المكذبين، وثواب المؤمنين، وهو ما يجعلها شاملة ومؤثرة في النفس البشرية.

الشفاء بسورة يس

يعتقد كثير من المسلمين بفضل من الله أن قراءة سورة يس بنية الشفاء، مع التوكل والدعاء، لها أثر إيجابي كبير في التعافي من الأمراض النفسية والعضوية. وهناك من يداوم على قراءتها في جلسات الرقية الشرعية، حيث تُقرأ على المريض بنية الشفاء، مستندين إلى الأحاديث والآثار الواردة في فضلها.

سر تسمية سورة يس بـ"قلب القرآن"

اختلف العلماء في تفسير هذا اللقب، لكن من أشهر الأقوال أنها سُميت بذلك لأن مضمونها يمثل خلاصة جوهر الرسالة المحمدية: التوحيد، البعث، النبوة، ومصارع المكذبين. فهي تجسد العقيدة الإسلامية في أسلوب بليغ ومؤثر، ويصفها بعض المفسرين بأنها سورة تُحيي القلوب الميتة، كما أن القلب هو مركز الحياة، فـ"يس" تحيي الإيمان في النفوس.

الاستمرار على قراءتها وتأثيرها في الحياة

الذين اعتادوا قراءة سورة يس يوميًا أو أسبوعيًا يلاحظون فرقًا في صفاء النفس وزيادة اليقين بالله. فهي ليست فقط للثواب، بل تُغرس في القلب معاني التوكل، الرضا، والإيمان بقدرة الله على تيسير كل عسير.

سورة يس هي كنز من كنوز القرآن، فيها من العجائب ما يعجز العقل عن إدراكه. فهي تُقرَأ في الفرح والحزن، في الصحة والمرض، في الرخاء والشدة. فيها شفاء للقلوب، وتثبيت للإيمان، وتيسير للحوائج. فلنحرص على تلاوتها بتدبر، ولنُكثر من الدعاء أثناء قراءتها، فقد يكون فيها بإذن الله الفرج والطمأنينة التي نبحث عنها.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

3

متابعهم

0

متابعهم

0

مقالات مشابة