فتنة خلق القرآن: كيف أشعلت المعتزلة أعظم جدل عقائدي في التاريخ الإسلامي؟"

فتنة خلق القرآن: كيف أشعلت المعتزلة أعظم جدل عقائدي في التاريخ الإسلامي؟"

0 المراجعات

 

على مدار العصور الإسلامية ظهرت جماعات تدعي ماليس في الكتاب أو السنة وتنسب نفسها إلى أهل السنة، ومنها فرقة المعتزلة التي ظهرت في القرن الثاني الهجري في أواخر عصر بني أمية، ليخلفوا أهل الإسلام ويدعوا أن القرءان ليس كلام الله وإنما مخلوق. 

٥ أفكار للجماعة المعتزلة:-

١- يعتقدوا بأن للعقل السلطة والقدرة على التميز بين الحسن والقبيح وبين الخير والشر، فالحسن ما قبله العقل والقبيح ماقبحه العقل. 

٢- وعندهم صاحب الكبيرة له منزلة بين الكفر والإيمان. 

٣- ويؤمنوا بأن القرءان ليس كلام الله وإنما هو مخلوق من مخلوقاته. 

٤- كما نفوا عن الله عز وجل صفاته الازالية كعلم والحياة والسمع والبصر. 

٥- ومن أفكارهم أن الله لايخلق أفعال الناس. 

 

من سماهم المعتزلة؟ 

أول من أطلق عليهم إسم المعتزلة هو الإمام الحسن البصري في إجتماع له، كان يناقش فيه حال أهل الكبائر الذين هم في نظر أهل الخوارج كفار، ونظر أهل السنة مؤمنين فسقوا، فخرج من بين الحاضرين رجل إسمه واصل بن عطاء الله ليخالف الجميع ويقول، أن صاحب الكبيرة ليس مؤمن ولا كافر وله منزلة بينهم، فما كان من الإمام البصري إلا أن طرده وأمر الناس بإعتزالهم، ومن هنا سمي واصل ومن يتبعه المعتزالة. 

كيف تمت الدعوة لفكرة خلق القراءن؟ 

بدأت هذه الدعوة باالبصرة ولكن سرعان ما وصلت إلى بغداد، وكانت الدعوة لهذه الفكرة بشكل سري، ومن كان يجهر بها يُعرض أمره للخليفة ليخيره بين التوبة أو القتل، ومن أشد الخلفاء في هذا الأمر كان الخليفة هارون الرشيد، وعلى هذا ظل الوضع قائم حتى وصل الخليفة المأمون للحكم والذي كان صاحب فكر فلسفي. 

 

الخليفة المأمون وتأييده للمعتزلة. 

نجحت فرقة المعتزلة في إقناع الخليفة المأمون صاحب الفكر الفلسفي بأرائهم في خلق القرءان، وخرج المأمون يعلن هذا عام٢١٢ه‍، واعتبرها مسألة عقيدة لا تهاون فيها، واتخذ من العقاب نهج تجاه كل من يعترض على الفكرة. 

وأول ما فعله الخليفة أنه أرسل إلى أمين الشرطة في بغداد إسحاق بن إبراهيم عام ٢١٨ه‍ يأمره بأن يمتحن العلماء في هل القرءان مخلوق أم لا؟، ومن يجيب بلا يسجن، وكان موقف العلماء أن أجاب ٧ منهم بأن القرءان مخلوق، وخرج بن إبراهيم أمام الفقهاء والمشايخ يعلن هذا بأمر من الخليفة، فبعث المامون بكتاب ثاني يامر بإمتحان ٣٠ عالم أخرين، فلم يعطوا الخليفة الإجابة التي يريدها فأرسل يطلب إحضارهم له. 

 

ثبات أحمد بن حنبل:-

أحضر أمين الشرطة العلماء إليه مرة ثانية قبل أن يرسلهم للخليفة فكانت إجابتهم كما يريد الخليفة عدا ٤ علماء، فأعاد بن ابراهيم إحضارهم في اليوم التالي فأجابه أحدهم واليوم الثالث أجاب أخر، ولم يثبت إلا الإمام أحمد بن حنبل ومحمد بن نوح، وهما من أُمر بهم إلى السير للخليفة في طرسوس، ولكن قدر الله أن يصلهم خبر وفاة المأمون قبل أن يدخلوا المدينة. 

فتغير طريقهم من طرسوس إلى سجن بغداد وفي الطريق فقد بن حنبل رفيقه في محنته محمد بن نوح، ليبقى بمفرده ثابت أمام تنكيل المعتصم بالله الخليفة الجديد الذي سار على نهج أخيه الخليفة المأمون، في معاقبة من رفض خلق القرءان بل وكان أشد قسوة من أخيه قي هذا الأمر، فعلى بديه لقى إبن حنبل أشد أنواع العذاب والإمام على موقفه ثابت لا يتغير، حتى أطلق المعتصم سراحه مخافة أن يموت ويتعاطف معه الناس. 

نهاية الفتنة:-

توفى المعتصم و من بعده خلفه إبنه الواثق الذي سار على نهج أبوه وعمه في فكرة خلق القرءان، حتى أنه أرسل إلى الإمام أحمد بن حنبل يأمره بترك البلاد، حتى أذن الله بنهاية هذه المحنة بعدما مات الواثق بالله وخلفه المتوكل بالله الذي أنهى الفتنة وأعاد الأمان إلى العلماء. 

وبهذا رفع الله عن هذه الأمة فتنة من أكبر الفتن التي تعرضت لها الأمة الإسلامية، ثبت أمامها القليل واستسلم لبطش الخلفاء الكثير. 

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

3

متابعهم

0

متابعهم

0

مقالات مشابة