قصة عمر بن الخطاب مع المرأة وأطفالها الجائعين دروس في العدالة والرحمة

قصة عمر بن الخطاب مع المرأة وأطفالها الجائعين دروس في العدالة والرحمة

0 المراجعات

قصة عمر بن الخطاب والمرأة الجائعة: عدل يهز القلوب

في إحدى ليالي خلافته، خرج الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتفقّد أحوال المسلمين كما اعتاد دائمًا، فقد كان يرى أن مسؤولية الحاكم لا تنتهي عند الجلوس في القصر أو إصدار الأوامر، بل تبدأ من معاناة الناس.

وفي أثناء تجواله ليلاً، لمح نارًا مشتعلة من بعيد، فاقترب منها، ليجد امرأة تُعد قدرًا على النار وأمامها أطفال صغار يبكون من شدة الجوع. لاحظ عمر أن المرأة كانت تطهو شيئًا غير مألوف، فسألها عن حالها.

قالت المرأة: “أطفالي يبكون من الجوع، وليس لدي طعام، فأغلّي الماء مع بعض الحصى علّهم ينامون وهم يظنون أن الطعام قيد الطهي.”

فقال لها: “وأين عمر بن الخطاب عنكم؟”

فأجابت: “يتولى أمرنا ويغفل عنّا! الله بيننا وبينه يوم القيامة.”

تأثر عمر بشدة، ودمعت عيناه دون أن يُعرّف بنفسه. أسرع إلى بيت مال المسلمين، وحمل كيسًا من الدقيق وبعض الشحم على كتفه. حاول مرافقه أن يحمله عنه، فقال عمر كلمته المشهورة: “أتحمل عني وزري يوم القيامة؟”

وصل عمر إلى المرأة، وبدأ يُعد الطعام بنفسه، حتى أكل الأطفال وشبعوا وناموا. عندها فقط، ابتسم عمر واطمأن قلبه، ثم قال للمرأة: “إذا أتيتِ إلى أمير المؤمنين فستجدين خيرًا.”

حين عرفت المرأة أنه عمر بن الخطاب، شعرت بالدهشة والندم، لكنه طمأنها بتواضعه وإيمانه العميق بالعدل والرحمة.

هذه القصة الخالدة تُجسد أسمى معاني الإنسانية في الإسلام، وتعلّمنا أن المسؤولية لا تُقاس بالمناصب، بل بالرحمة والعدل وخوف الله

 

وهكذا يخلّد التاريخ موقفًا من مواقف عمر بن الخطاب، الذي لم يكن حاكمًا عاديًا، بل رمزًا للعدل والرحمة. لم يتردد في حمل الطعام على كتفه، ولم يشعر بالكبر وهو يطبخ بيديه لأطفال لا يعرفهم، بل خشي أن يُسأل عنهم يوم القيامة. علّمنا عمر أن الحاكم مسؤول أمام الله قبل الناس، وأن الرحمة بالضعفاء واجبة. في زمن كثر فيه الترف، تبقى هذه القصة نبراسًا يُضيء دروب العدالة، وتذكرة بأن أعظم القادة هم من يحملون آلام شعوبهم في قلوبهم لا على ظهور جنودهم

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

2

متابعهم

1

متابعهم

1

مقالات مشابة