🌟 قصة سيدنا إسحاق عليه السلام: نبي الرحمة والبشارة بالذرية الصالحة
🌟 قصة سيدنا إسحاق عليه السلام: نبي الرحمة والبشارة بالذرية الصالحة

مقدمة
قصة سيدنا إسحاق عليه السلام هي واحدة من القصص التي تفيض بالبشارات الربانية والرحمة الإلهية. فهو ابن النبي إبراهيم عليه السلام من زوجته سارة، وأخو النبي إسماعيل عليه السلام من الأب. وقد جاء ميلاده بعد صبرٍ طويل ومعاناة كبيرة من الشيخوخة والعقم، ليكون دليلًا على قدرة الله المطلقة ورحمته بعباده المؤمنين.
---
البشارة بميلاد إسحاق عليه السلام
- بعد أن بلغ إبراهيم عليه السلام من الكِبَر ما بلغ، وكانت زوجته سارة عاقرًا، أرسل الله إليه ملائكته على هيئة ضيوف يبشرونه بغلامٍ عليم.
قال تعالى:
"وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ"
(الذاريات: 28)
تعجبت سارة وقالت:
"أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ"
(هود: 72)
فأجابتها الملائكة:
"أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ۖ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ"
(هود: 73)
- وبذلك كانت ولادة إسحاق آية من آيات الله التي تؤكد أن قدرته لا يحدها زمان ولا سن.
🔗 قصة البشارة بإسحاق على موقع الإسلام سؤال وجواب
---
مولد إسحاق ونشأته
- وُلد إسحاق عليه السلام في بيت النبوة، بين والدين مؤمنين هما إبراهيم وسارة.
كبر إسحاق محبًا للعبادة والطاعة، وتربّى على الإيمان الخالص بالله. وقد كان معروفًا بالعلم والحكمة والرفق، حتى وصفه الله بـ"الغلام العليم" و"النبي الصالح".
قال تعالى:
"وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۚ كُلًّا هَدَيْنَا"
(الأنعام: 84)
🔗 سيرة سيدنا إسحاق على موقع إسلام ويب
---
إسحاق نبيٌ من نسل إبراهيم
- اختاره الله للنبوة والرسالة من بين ذرية إبراهيم، فكان من أنبياء بني إسرائيل، وأبًا للنبي يعقوب عليه السلام (الذي يُعرف بلقب إسرائيل).
وبذلك صار إسحاق الجد الأكبر لسلسلة أنبياء بني إسرائيل مثل يوسف وموسى وداود وسليمان عليهم السلام.
قال تعالى:
"وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ ۚ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُّبِينٌ"
(الصافات: 113)
🔗 شجرة أنبياء بني إسرائيل – ويكيبيديا
---
صفاته وأخلاقه
- كان سيدنا إسحاق عليه السلام لطيفًا، هادئًا، صبورًا، وبارًا بوالديه. وقد ورث من أبيه إبراهيم صفات الإيمان والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.
عرف عنه أنه كان محبًا للسلام والطمأنينة، وابتعد عن الصراع والنزاع، لذلك كان من الأنبياء الذين عاشوا حياةً يسودها الهدوء والرضا.
قال ابن كثير في البداية والنهاية:
"كان إسحاق نبيًا كريمًا، حليمًا، تقيًا، لا يغضب إلا لله، وكان صادق الوعد بارًا بأهله."
🔗 تفسير ابن كثير – البداية والنهاية
---
دعوة إسحاق عليه السلام إلى التوحيد
- كان إسحاق يدعو قومه إلى عبادة الله وحده، ونبذ عبادة الأصنام التي انتشرت في زمانه.
ورغم قلة التفاصيل في القرآن عن قومه، فإن الرسالة التي حملها كانت استمرارًا لرسالة أبيه إبراهيم وأخيه إسماعيل، وهي التوحيد الخالص لله.
قال تعالى:
"وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ"
(العنكبوت: 27)
- أي أن الله جعل في نسل إبراهيم — ومنهم إسحاق — بركة النبوة والوحي.
🔗 مقال عن التوحيد في رسالات الأنبياء – إسلام أون لاين
---
الابتلاء والاختبار
- لم تخلُ حياة إسحاق عليه السلام من الابتلاءات؛ فقد واجه صعوبات في دعوته، كما أنه ابتلي في بعض ذريته الذين حادوا عن طريق الحق.
ومع ذلك، ظل ثابتًا على الصراط المستقيم، ولم يفقد إيمانه أو ثقته بربه، فكان مثالًا للنبي الهادئ الصابر الموقن بوعد الله.
🔗 دروس الابتلاء في حياة الأنبياء – طريق الإسلام
---
زواجه وذريته
- تزوج إسحاق من رفقة بنت بتوئيل من أقارب أبيه إبراهيم، ورزقه الله بولدين توأمين:
- يعقوب عليه السلام (وهو نبي كريم).
- العيص (عيسو)، وكان معروفًا بالشجاعة لكنه لم يُبعث نبيًا.
- وكان يعقوب هو من ورث النبوة من أبيه، فاستمر النور الإلهي في نسل إسحاق كما وعد الله إبراهيم من قبل.
🔗 قصة إسحاق ويعقوب على موقع الدرر السنية
---
مكانته في القرآن الكريم
- ذُكر إسحاق عليه السلام في القرآن في 17 موضعًا، وكلها جاءت في سياق التكريم والبركة.
قال الله تعالى:
"وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً ۖ وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ"
(الأنبياء: 72)
- وهذا يوضح أن الله جعله من الأنبياء الصالحين المباركين، وبارك في ذريته حتى جاء منهم كثير من أنبياء بني إسرائيل.
🔗 المواضع التي ذكر فيها إسحاق في القرآن – موسوعة الدرر
---
وفاته ومدفنه
- عاش إسحاق عليه السلام عمرًا طويلاً في أرض كنعان (فلسطين)، وقيل إنه عاش قرابة 180 سنة.
ودُفن في مدينة الخليل بجوار أبيه إبراهيم عليه السلام وأمه سارة.
وتُعرف المنطقة اليوم بـ مغارة المكفيلة، وهي من الأماكن التاريخية المقدسة لدى الديانات السماوية الثلاث.
---
الدروس المستفادة من قصة إسحاق عليه السلام
- رحمة الله لا تُحد — فقد رزق الله إبراهيم وسارة الولد في الكبر.
- الثقة بوعد الله مهما بدا الأمر مستحيلًا.
- الوراثة الروحية — فالإيمان يُورَّث بالتربية والقدوة.
- الحلم والرفق — من صفات الأنبياء والدعاة الناجحين.
- الاستمرار في الدعوة إلى التوحيد دون يأس أو ضعف.
🔗 دروس وعبر من قصص الأنبياء – موقع الألوكة
---
خاتمة
- تُعلمنا قصة سيدنا إسحاق عليه السلام أن الصبر والإيمان بالله هما مفتاح كل خير، وأن رحمة الله لا تتأخر عن عباده الصالحين.
لقد كانت حياته سلسلة من النور والبركة والطمأنينة، وامتدادًا لرسالة أبيه إبراهيم في نشر التوحيد والإحسان. - قصة إسحاق ليست مجرد سرد تاريخي، بل منهج حياة للمؤمنين الذين يثقون بوعد الله، ويوقنون أن مع العسر يسرًا.
للمزيد من القصص النبوية يمكنك قراءة:
🔗 قصص الأنبياء كاملة على موقع إسلام ويب